من جانبين مختلفين

6 1 0
                                    

ذَاتَ يَوْمٍ اسْتَيْقَظَتْ عَلَى صَوْتٍ حَبِيب فُؤَادِي وَحَلْوَى...فَفُتِحَتْ عَيْنِي وَإِذَا أَرَاه يَنْظُرُ لِي بِنَظَرِه أُحِبُّهَا تِلْك نَظَرُه الْهُيَام...بَدَأْنَا نَتَأَمَّل بَعْض بِهُدُوء بَعْد ذَالِك وَإِذَا بِهِ يُحَاوَطَنِي وَيَضَعُ يَدَهُ الرَّقِيقَة عَلَى خِصريَ وَأَنَا أَحَطْت وَجْهِه بِكِلْتَا يَدَاي
بَعْد ذَالِك أَطَلْنَا النَّظَر وَبَدَأ يَتَقَرَّب وَوَجْه يَمِيل بِكُلّ بِرِقِّه نَحْوِيّ إلَّا أَنْ اقْتَرَب بِذَالِك الْقُرْبِ الَّذِي يُهْلِكُ قَلْبِي... وَاخْتَلَطَتْ انِفًاسِنَا بِبَعْضِ وَحِينذاك لَمْ يَسْمَعْ إلَّا ضَرَبَات الْقَلْب الْمُضْطَرِبَة .....اقْتَرَبْنَا كَثِيرًا وَلَمْ يَفْصِلْ بَيْنَنَا إلَّا بَعْضَ أَنْشَأَتْ صَغِيرَة....اخْتَلَطَتْ مَشَاعري بِالْحَبِّ لَكِنْ شَعَرْت بِالْقَلَق أَنْ يَحْصُلَ مَانِندم عَلَيْهِ لَاحِقًا وَلَمْ أُرِدْ أَنْ يَفْقِدَ مِائَمِلْكِه مِنْ قِبْلَتِهِ الْأُولَى فَبَدَأَتْ اُنْظُرْ لِكِلْتَا عَيْنَاه وَحَاوَلَت أَنْ أَبْعَدَه بِرِقِّه ضَلّ يُنْظَر لِعَيْناي وَأَنَا الْغَرِيقِ مِنْ نَظْرَتَه... أَبْعَدْت نَظَرِيّ عَنْ عَيْنَاه الَّتِي لِاتِّوصف بِكَلَامٍ وَرَأَيْتُه يُنْظَر بِنَظَرِه الْهُيَام تِلْك الْمُهْلِكَة لِمَشَاعِرِى... ثُمَّ أَزَلْت يَدَاهُ عَنْ كَتِفِي وَلَازلت خَائِفًا مِنْ أَنَّ يَكُونَ قَدْ انْزَعَج مِنْ ذَالِك وَتَرِكَتُه وَحِيدًا بِذَالِك الْوَقْت....

____________________________

أَعْلَمُ أَنَّهَا خَجُوله لَكِنَّهَا تَرَهُق قَلْبِي
فَقَلْبِي يُرِيدُهَا وَعَقْلِيّ يُفَكِّر بِهَا
وَعِيناي تَأْكُلُ تَفَاصِيلِهَا
وَجَسَدِيّ كَامِلٌ وَهِيَ وَسَطِهِ
فِي كُلِّ مَرَّةٍ... تَتْرُكُنِي ضَائِعًا  لَكِنِّي رَغْم ذَلِك...
أُحِبُّهَا فَقَطْ.
وَهَا هِيَ تَهْرُب وَتَعُود خُطْوَةٍ إلَى الْوَرَاءِ
كَأَنَّهَا خَائِفَة مِنِّي وَتَأْخُذ حُجَّتِهَا بِأَنَّهَا لَا تُرِيدُ إهْدَار قِبْلَتِي الْأُولَى
كَأَنَّهَا لَا تَعْلَمُ أَنَّنِي لَوْ أَهْدَرَتْ رُوحِي لَهَا
لَا بَأْسَ بِذَلِكَ كُلِّهِ فِدَاء ل تِلْك الْعَيْنَان وَتِلْك
الِابْتِسَامه
وَجْهُ التُّفَّاحَة  وَشَفَتَاهُا الْمُتَوَرِّمَة وَخِدْاها الْمُتَوَرِّدَتَان فِي الصَّبَاحِ تَرَهُق قَلْبِي قَبْلَ جَسَدِي وَعَقْلِيّ
أُرِيد أَكْلُهَا
لَكِنَّهَا تَهْرُب كاالارنب!
الرُّجُوعُ لِلنَّوْم خِيَار مُنَاسِب؟
أَحْسَسْت بِأَقْدَام قَرِيبِه مِنِّي
هَاهُي مَحْبُوبَةٌ عَيْنَاي
بِنَظَرَاتِهَا المُتَوَتِّرَة
بِدَاخِلِهَا شَيْء مَجْنُون
تُرِيد فَعَل شَيْءَ
أَدْعَى النَّوْم
تَقْتَرِبْ مِنِّي
تَقْتَرِب أَكْثَرَ
هَلْ تُرِيدُ إيقَاظي أَرْنَبَتَيْ؟
انِفًاسِنَا اخْتَلَطَتْ
أَحْسَسْت بِأَرْنبه أَنْفُهَا ضِدّ خَدِّي
هَادِئَة فَقَطْ أَمَّامي
مَالِذي تَفَكُّرُ فِيه مَحْبُوبَة عَيْنَاي؟
أَيَعْقِل مَا  أُفَكِّرَ فِيهِ صَحِيح؟
تَظُنُّيني نَائِمًا هَاهْ!
الْتَمَسَتْ شَفَتَاي مَا تُبْتَغيه مُنْذُ مُدَّةٍ
لَنْ أَدَعُهَا تَسْرِق قَبْلَه مِنًي
بَلْ أَنَا سَاسَرِقَهَا كُلُّهَا
بِمَفْاجِئة مِنًى
أَخَذَتْ خَصْرِهَا بَيْنَٕ يَدَاي
وَسَحْبَتِهَا بَيْنَ أَحْشَائِي
وَشَفَتَاهُا بَيْنَ خَاصَّتِي
وَفُتِحَتْ عَيْنَاي
كَانَتْ مُغْلَقَةً لِخَاصَّتِهِا
كَأَنَّهَا لَا تُرِيدُ الِاعْتِرَاف بِأَنَّهَا كَانَتْ تُرِيدُهَا لَكِنْ لَيْسَ بِقَدَرِيٍّ
وَهَا أَنَا الْمُسَيْطِر
كَأَنِّي سَاكِلها الْان!
أَجْمَل صَبَاحٍ ...
لَمْ تُسْحَبْ نَفْسِهَا وَهَذَا مَا أَعْجَبَنِي!
كَانَتْ رَغْبَتِنَا نَحْن الِاثْنَيْن
أُحِبُّهَا أُحِبُّهَا أُحِبُّهَا
أَبِعْت شَفَتَاي عَنْهَا قَبْلَ أَنْ أَتَمَادَى...
وَيْل لِعَيْناك مَحْبُوبَةٌ عَيْنَاي
عَيْنَاك كَالسَّيْف تَقْطَعُنِي إرْبًا
فِي كُلِّ مَرَّةٍ أَرَاهَا  كَأَنَّهَا أَوَّلَ مَرَّةٍ
بُنْدُقِيَّتَاي!
مَازِالت بَيْنَ يَدَاي سَاكِنَة
حَاوَطت وَجِنَتاي بِيَدِاها الصَّغِيرَتَان
قَبْلَهُ صَغِيرَةٌ لِارْنبه أَنْفُهَا
وجَبْهَتِي عَلَى جَبْهَتِهَا
نَطَقَتْ بِصُوتا يَصِلُ لَهَا فَقَطْ
أَرْنَبَة مُشَاغَبَة ! .

محبوبة عيناي!Where stories live. Discover now