الفصل الثاني

1.4K 52 15
                                    

الفصل الثاني .

في الساعة السابعة
خرج عمران من شقته بالزي الرسمي للعمل، البنطال الأسود وفي الأعلى قميص باللون الأزرق، والمعطف الثقيل على ساعده يتجهز لأرتداءه، في انتظار عصام
الذي هاتفه منذ قليل.

فقد حان موعد نوبتهما الليلية في حراسة المبنى، انفتح باب الشقة ألمقابلة لشقته ليفاجأ برؤيتها هي أمامه:
-مساء الخير.

القت تحيتها بروتينية ككل مرة تراه بها، وهي تٌخرج الكيس الأسود للقمامة خارج الشقة، لا تضع عينيها بعينيه وتنظر إليه جيدًا، يعلم في قرارة نفسه ان ما يمنعها من ذلك ليس الخجل .

ولكنه النفور من التطلع إلى وجهه الملئ بالحفر، هذا بالإضافة إلى الحرق الذي شمل أكثر من نصفه، فجعل هيئته تقارب المسخ؛ بالتشوه الذي رسم كلوحة فنية بائسة تثير الفضول في النظر إليها من البعض، ويفر من أمامها المعظم.

أجلى حلقه ليرد بلهجة جعلها عادية:
-
-مساء النور، هو عصام لسة مخلصش لبس
الم ينتهي عصام بعد من ارتداء ملابسه؟ لقد هاتفته منذ قليل ولم يرد .

أجابت وهي تدعي لف طرحتها جيدًا حول وجهها:
- خلاص اهو على وشك يخرج حالا، دقيقة وتلاقيه خارجلك، تحب ادخل استعجله؟

من جديد تجيب عن سؤاله متعمدة عدم النظر إليه، ليأخذ هو فرصته كاملة للتأمل جيدًا في ملامحها الفاتنة، هذا البشرة البيضاء الصافية التي لا تشوبها شائبة، عكس زوجته التي انعكس ضعفها الجسدي على بشرتها فجعلها دائمة الشحوب.

رغم كل ما تفعله من اهتمام بها من أقنعة طبيعية في المنزل وكريمات التغذية العلاجية من الصيدلية، فلا يفلح شئ في تصفيتها ولا بتغطية العظام البارزة لوجنتيها الغائرتين، كم ود لو كانت بوجه مستدير كهذه، وجنتين مكتنزتين بلونهما الوردي.

وكأنهن تفاحتين ناضجتبن تنادي صاحب النصيب،
ويا ليته كان هو؟
ارتفعت عيناها فجأة بتساؤل فانتبه من شروده ليرد على الفور بعملية:

- ياريت ابقى شاكر ليكي، لو ناديتي واستعجلتيه يستلم النوبة مكاني دلوقتي، اصل ضروري اللحق اجيب العلاج الناقص لعزة من صيدلية وحيدة اللي بلاقيه فيها، ودي بعيدة اوي عن منطقتنا

تطلعت وبدا عليها التأثر لتقول بلهفة، وقد اهمها امر عزة:
- حاضر على طول هروح اناديه.

قالتها والتفت لتجد زوجها أمامها بملابس العمل هو الاَخر يردد:
- مالوش داعي تناديني انا ساسًا خرجت لوحدي، عامل ايه سيد عمران؟

قال الاَخيرة بلهجة مازحة لرفيقه الذي تبسم له فظهرت أسنانه البيضاء وهو يرد :
- عال العال يا استاذ عصام، مشتاقين بس لرؤيتك

أطلق عصام ضحكة رنانة ليكملا الرفيقان مزاحهما
وهما يهبطان درج الملحق الذي يسكنان به، أصابتها ابتسام عدوى الضحك خلفهما، لتغلق باب شقتها سريعًا وتنضم للحديث مع جارتها في الشقة الثانية.

لقد وصلت إلى نهاية الفصول المنشورة.

⏰ آخر تحديث: May 17 ⏰

أضِف هذه القصة لمكتبتك كي يصلك إشعار عن فصولها الجديدة!

ما بين العشق والهوسحيث تعيش القصص. اكتشف الآن