لكل منا قصة يحتفظ بها داخل عقله و قلبه ، لم يستطيع نسيانها رغم السنوات و الأحداث. تظل بنفس وتيرة الألم و اليأس و الحزن كأنك تعيشها في كل مرة تتذكرها.........
🌸سماح🌸************************************
في سجن المدينة بالتحديد في الغرفة المنفردة رقم 77 وسط ذلك الظلام الحالك، يجلس ذلك الرجل الذي كانت أثار التعذيب ظاهرة على ملامحه و جسده رغم ذلك لم ينقص ذلك من هيبته أو شخصيته القوية، ينظر من خلف نافدة السجن بأعين ثاقبة باردة قاسية تجتمع كل مفرداتها في تلك النظرة كأنه يرى اشياء اخرى عكس ظلام الليل و ضوء القمر الذي ينعكس على وجهه الاسمر قطع هذا السكون فتح الباب و ذخول السّجان الذي قال :
ًـ السجين رقم 77 جهز نفسك لان هذه اليلة ستكون آخر ليلة لك هنا ، ثم خرج دون ان ينطق او يستدير له و نظره ما زال مثبث على نقطة وهمية و على وجهه ابتسامة مخيفة أقل ما يقال عليها انها ستكون بداية لجحيم لا ينتهي ثم ميل نظره قليلا لجدار الذي بجانبه الذي يوجد عليه عدد الايام الذي بقي فيها هنا ثم أمسك بطباشير كان موجود بجانب الجدار و رسم شكل اكس (X) في الجدار قبل أن يقطع سكون هذه الغرفة صوته الرخيم ببحة رجولية :
ـ سبع سنوات كاملة ، أربعةو ثمانين شهر ، ألفين و خمسمئة و عشرون يوما وانا انتظر هذه اللحظة
لقد اقترب ، لقد اقترب من سيقلب هذه الديناعلى رؤوسكم و يجعلكم تتمنون الموت و لن تجدوه .
ثم توجه نحو الكرسي المقابل لنافدة السجن و جلس عليه تزامنا مع تحركه لامام و الخلف و سطوع ضوء القمر على وجهه وهو يغمض عينيه تعلو ثغره ابتسامة نصر و يردد فقط :
ـ العدالة الحقيقة ستحقق قريبا .... سنعيد لكل مظلوم حقه و كل شخص سيعود إلى مكانه الحقيقي ........
************************************
تجلس تحت تلك الشجرة تراقب جمال القمر و النجوم في السماء الحالكة ينعكس ضوء القمر على وجهها الحزين كأنها تحكي قصص و حكايات وراء تللك التنهيدات الطويلة التي تخرجها كل دقيقة قطع سكونها احتضان شخص لها من الوراء ابتسمت و نطقت تزامنا مع استدراها لها :
ـ نرجس عزيزتي
ـ ماذا ؟ بالطبع زهرتك النرجسية لن تتركك وحدك أبدا ، انت تعلمين اني اينما ستكونين سأكون معك حتى في الجحيم بداته ، ثم اتبعتها بالضحكة رنانة
ـ اعلم ذلك عزيزتي و انا اشكرك كثيرا و لن اوافيك حقك أبدا يا نرجس ، لقد كنت سندي في هذا الميتم رغم كل ما نعيشه لم ارى منك سوى الحنان و الامان الذي استفقدتهم هنا . ثم اكملت وهي تنظر نحو السماء : ما زالت انتظر اليوم الذي سأتحرر فيه من هذا المكان الظالم و أعيش كأي انسان في هذا العالم ، يعتقد الناس اننا نعيش حياة جميلة كما يصورها البعض لكن لا أحد يعلم ان لكل طفل هنا او طفلة قصة ووألم لم يندمل أبدا ، بل أقصى امانينا حضن دافىء نستشعر فيه الحب الحقيقي و الحنان الصادق ، كل زواية في هذا الميتم تحفي سرا و ظلما لا أحد يسمع او يعلم به .... تعلمين يانرجس ! حلمي ان احقق أماني جميع اليتامي في العالم و ان اصنع لهم عالم جميل يعيشون فيه بسلام و حب و أمان و اكون لهم الاب و الام و العائلة ... يا ليت كل الامنيات تتحقق .
ردت عليها نرجس و هي تتنهد ايضا و تنظر إلى نفس النقطة : يا ليت كل ما نتمناه يتحقق لكن لن نخاف من أية شىء ما دام الله معنا فهذه اختبارات و ابتلاءات نختبر صبرنا فيها ليكون من المؤمنين الصابرين لسوف يعطينا الله من عوضه و رحمته الالهية ما يفوق توقعنا و احلامنا ، سنخرج من هنا و سنعيش كأي انسان و نحقق احلامنا و طموحاتنا و نُحِب و نُحٓب و نعيش حياة سعيدة بإذن الله يا فرحتي الجميلة و الآن اتركينا من هذا الجو الكئيب تعرفين اني لا أحب أن اراك كئيبة ماذا حدث قد كنتِ سعيدة قبل قليل؟
أجابت : سوف يتكفلون بسلوى الصغيرة ، لقد قامت العائلة بتكفلها ، أخاف أن يحدث معها مثل ثم سكتت عن الكلام لكن دموعها اعلنت عن البداية
أمسكت نرجس بيديها و نظرت في عيينها و قالت : تخافين أن تتكرر قصتك مع كل طفل هنا لهذا كلما سمعت ان هناك من يريد ان يتكفل بواحد من هنا تتألمين و تتذكرين ما حدث مع زينب و معك
لكن يا فرح ليس كل الناس مثل بعضهم و يمكن ان تكون هذه هي فرصة اختنا سلوى لتخرج من هذا الالم و تعيش بسعادة التي حرمت منها ووتجد حضن الام و الاب يحبونها و يعطفون عليها حتى يمكنها إن تحقق احلامها كما فعلت كل من نسرين و رؤيا و تامر و يوسف و الكثير من الأطفال لهذا كما قلت لن نخاف من أية شىء فما كتبه الله لنا سنجده دون محالة المهم أن نكون أقوياء تجاه المصاعب و المشاكل و نكون سندا لبعضنا فهذا الميتم رغم قساوته الا أنه جمعنا تحت سقفه و جعلنا عائلة كبيرة محبة مترابطة و متآخية فيما بيننا أفهمت علي عزيزتي ؟
ـ نعم ! والله كان كلامك كبلسم على قلبي نرجس ، احتجت فعلا أن اسمع مثل هذه الكلمات الطيبة الجميلة لتخفيف من هذا الشعور المقيت.
فاحتضنا بعضهما بقوة و هما يضحكان بسعادة حتى اخترق هذا اللحظة صوت بل اصوات
ـ يا خائينين! نحن نبحث عنكم و أنتم تحضنون بعضكم هنا ، أرأيتم يا اطفال لقد اصبح لدينا خونة
ـ والله لا ذنب لي انها نرجس لقد هددتني و اكملت تضع يديها على عيينها بدرامية فقالت لها نرجس : خائنة ! و الله خائنة لكن احبك وأنتم يا غيورين تعالوا الى حضني الان
فاندفع الاطفال بقوة و صراخ يملاؤه الفرح ووسعادة نحوهما محتضنينهم بقوة مع نظرات نرجس الدافئة لفرح التي ابتسمت بدورها و هي تشد بيديها على الاطفال تدعو على قلبها ان يديم الله هذه السعادة و المودة .......الكلمات الطيبة!!!
ساعد بكلمات جميلة حسنة طيبة في النفس ، كم
من كلمة دافئة المعنى ادفئت ما بداخلنا من برودة و اشعلت فتيل الامل و التفاؤل و كم من شخص تغير مستقبله بفضل تلك الكلمات التي نحن نعتبرها بسيطة لكنها كانت له بمثابة المنقذ من الغرق وان هناك من يدعمه ولو بشعور بل مرهم و بلسم لتلك الجروح و النذوب لهذا ساعدوا حتى لو بابتسامة و حضن فقط المهم تبين انك معه في ظهره سندا له .
انها مختلفة كثيراشكرا على القراءة
لا تنسوا التصويت
انا بانتظار تعليقاتكم البناءة و أعتذر عن الاخطاء
أنت تقرأ
سجناء بين ثنايا الماضي
Romanceمظلوم يعيش بين قطبان السجن منتظرا لحظة انتهاء هذا الجحيم الذي عاشه لمدة سبع سنوات متتالية وو لحظة خروجه ليبدأ جحيمهم الابدي ويحرقهم بنار الظلم التي تكوي صدره و روحه و يدفنهم وسط الظلام الذي ذفنوه فيه لكنه يجد مفاجأة لم يكن يتوقعها فهل ستكون عائق...