شعرت بصدمة كبيرة عندما رأت افعى كبيرة الحجم وراءها، حيث رفعت رأسها كأنها تستعد للهجوم، حاولت الصراخ، ولكن صوتها خانها هذه المرة، وحبست الكلمات في حلقها. وقفت بصعوبة، ثم ركضت إلى الخارج،وقفت أمام الخيمة بهلع. فجأة شعرت بعضة قوية في قدمها، حيث حررت صمتها وصرخت، ثم جثت على ركبتيها. تجمع أهل القرية بدهشة حين اقتربت الأفعى منها وضربتها مرة أخرى، فلم يستطع أحد الاقتراب من هذه الأفعى بسبب شكلها المرعب.
وصل "مجدان" إلى حيث كان الناس يتجمعون، وبادرهم بالدهشة على وجهه. قبل أن يصرخ فيهم، توقف وابتلع كلماته عندما رأى "عائشة" ممددة على الأرض و الأفعى تلتف حولها. كلما دارت الافعى حولها، زاد الضغط عليها حتى انكسرت عظامها
صاح بصوت غاضب وهو ينظر إليهم قائلا:-اقتلوا الثعبان، ما الذي تنتظرون؟ هيا!
كلما حاول أي جندي الاقتراب منها، وجد نفسه يواجه فشلًا. صرخت "عائشة" بصوت متنخفض تدريجيا قبل وفاتها، قائلة ببكاء:
-هذا انتقام نيرة، قد قتلت وهي بريئة من التهم التي وجهت إليها.بهذه الحالة ودّعت "عائشة" الحياة، وهي متألمة، دفعت القليل من الذي فعلته ب "نيرة"، فكانت تحمل في قلبها الحقد والغل. إن الحقد ليس مرضًا يأتي بمفرده، بل يتناسل شكا وكيدًا.
"في قلوبهم مرضٌ، فزادهم الله مرض"
وقف "مجدان" متصلبًا مكانه، يكاد يموت قهرا لأنه لم يدين بالعدالة ولم يحنو على عائلته خلال حياته. كانت همومه الوحيدة المال والسلطة، ورغبته الشديدة في أن يصبح حاكمًا مستبدًا.
لم يدرك مقدار الوقت الذي مر وهو لا يزال في نفس المكان، تتفحص المكان حوله لم يجد أحدًا سوى جثة "عائشة". تحرك نحوها ببطء، ونظر إليها بنظرات مليئة باللوم و العتاب. ثم حملها على كتفيه ودخل بها إلى خيمته قبل أن تدفت
بعدما مدة خرج وأمر الجنود بدفنها، خرج إلى أهل القرية ووجدهم يحملون أمتعهم، ولا أحد يلتفت إليه كما كان من قبل. اقترب منهم وقال:
-ما الذي تفعلون؟ لماذا تجمعون أمتعتكم؟اقتربت امرأة عجوز، تظهر عليها آثار الزمن، منه وقالت بجديّة:
تحملنا ظلمك لسنوات، ولكن هذه الأشياء المرعبة التي باتت تحدث لن نتحملها.مرر يده على شعره بغضب، ثم رفع يده وكاد أن يصفعها، ولكن في هذه المرة وجد كف يد تمسكه بقوة. التفت وجدهم يُمسكون يده، هتف بغضب قائلاً:
-هل نسيتم أنني السلطان هنا، وهذه الأيادي سأقطعها.صيّحوا هتافهم جميعًا:
-ظالم ظالم، لا حكم لك علينا!
انقضب بغضب عارم من جرأة الأهلي وتجاهلهم لأوامره، ورفع صوته عالياً وهو ينادي:
يا جنود يا جنود، اقتلوا كل من تزوج حده بدون رحمة!
أظهر جنودهم أسلحتهم واقتربوا من أهل القرية، لم يستطع أحد الهروب من ظلمهم. ولكن جاء ما لم يُتوقع، حين هُبت رياحٌ مظلمة وجعلت الجنود يرتفعون في الهواء ثم يسقطون على الأرض شُتاتًا.
شعر مجدان بتوقف الزمان والمكان ونبض قلبه لأول مرة ذعرا من هول ما يحدث، حيث ازدادت الجنود في بحر من الدماء. سمع صوت يهمس خلفه:
"لقد انتهى حكمك يا مجدان، لم يعد لك سلطة"
شعر بغضب شديد فور تفكيره بفكرة لم تعد له قوة يجعله يجنّ، فاندفع بجنون نحو مصدر الصوت، ولكن وسط قوة الرياح لم يستطع رؤية شيئًا، فأصبح يدور حول نفسه بلا هدف.
بدأ يركض بين الأماكن، متقلبًا، يشعر أن عقله بصدد الانهيار. فجأة، وقفت نيرة أمامه، تحدق به بعيون حمراء. شعر بالرعب وتراجع قائلاً بصوت متقطع:
-ابتعدي عني، ماذا تُريدين مني؟
في جنونه، بدأ يصرخ ويضحك في آن واحد، ويرتفع بسلاحه في الهواء ويسرع خطواته وهو يهمس بكلمات:
-نيرة، سأقتلكِ ولن تعيشي مرة أخرى.تعرض "مجدان" لنوبات من الجنون كلما سمع همسات "نيرة"، فقد عقله تماما في تلك الأيام. خلال ذلك الوقت، تولى ملك جديد الحكم مكانه، حيث شعر البعض بالحزن من اجل مجدان وبعضهم سعد
بعد مضي أيام، شهدت حالة القرية تحسنًا ولم يعد هناك ظلم كما كان في عهد مجدان، حيث حلّ العدل وعاش الجميع بسلام. أما مجدان، فقد اختفى ولم يعرف أحد مكان اختفاءه."الظلم لا يدوم، و الله يرى كل شيء. اعتقد أن العدل والإنصاف هما قيم يجب أن نسعى لتحقيقها. اتق الله فيما تفعل وتذكر دائماً أن كل فعل له عواقب. قد تكون هناك فرصة للتوبة والتغيير، فلا تضلم وتحرم نفسك من الخير."
هذه الرواية كانت أول تجربة لي بالفصحى، ولذا كانت قصيرة. أتمنى أن تحوز على إعجابكم، وأتطلع على آرائكم وتقييماتكم (في ريفيوهات)
عزيزي القارئ دعني اوضح لك ان هذه الرواية خياليه من خيال الكاتب (يلي هي انا)و ليس بها حقائق