هدف بدون خطة هو مجرد امنية
•
•
•ظلال الماضي غطى ليل رافينسوود بعباءة من الغموض،والقمر يلقي محلاق فضية
على الشوارع المرصوفة بالحصى والقصور المكسورة باللبلاب....
ساد الصمت، كثيفًا وملموسًا، لا يكسره سوى حفيف أوراق الشجر الناعمة التي تهمس بأسرارها في الريح. في قلب هذه المدينة الغامضة يقع قصر عائلة مورتانا وهي عائلة غارقة في النبلاء وتظللها حكايات المافيا الهامسة.
وقفت فاليريا مورتانا على حافة الجرف، والبحر يهدر تحتها كما لو كانت تحاول غسل خطايا سلالتها. حدقت في الأفق، وعيناها تعكسان ضوء القمر البارد اللامبالي.
كان سلوكها الهادئ مجرد واجهة، وقناع صنعته سنوات من الخيانة والألم. لقد تعلمت ألا تثق بأحد، فقلبها مغطى بالجليد، وعقلها عبارة عن متاهة من التلاعبات والمخططات.
كان جمال فاليريا فتاكًا مثل ذكائها، وهو سلاح تم صياغته في بوتقة ماضيها. كانت ترتدي العزلة كجلدٍ ثانٍ،
وتجد العزاء في السكون الذي كان يخشاه الآخرون. بالنسبة لها، كان الناس بيادق، وحياتهم غير ذات أهمية في النسيج الكبير لتصميماتها. كان تراث عائلتها النبيل والإجرامي يسري في عروقها، وهي الازدواجية التي شكلت كل تصرفاتها.
ابتعدت عن الجرف وعادت إلى القصر، وكانت خطواتها بالكاد تهمس على الحجارة القديمة. كانت ملكية مورتانا، بأبراجها الشاهقة وأقواسها القوطية، بمثابة شهادة على حقبة ماضية
لقد كانت حصناً من الأسرار، كل غرفة فيها تردد أشباح الماضي. فتحت فاليريا الأبواب الثقيلة المصنوعة من خشب البلوط، وغلفتها رائحة الخشب القديم والذكريات المنسية. كانت إضاءة الردهة الكبيرة خافتة، وكانت الظلال تتراقص على الجدران مثل الأشباح.
تحركت برشاقة حيوان مفترس، وعيناها تفحصان محيطها بدقة محسوبة. وبينما كانت تصعد السلم الرخامي، انجرف عقلها إلى الرسالة التي تلقتها ذلك الصباح،