chapter 2 || الفصل الثاني

29 2 1
                                    

أعتذر مسبقا عن الأخطاء الإملائية🙏

" دقيقة واحدة قبل الوصول إلى وجهتك سيدي.."

ارتفع صوت جهاز الجي بي اس المتصل بسيارة الفيراري الخاصة بليونارد، كاسرًا الصمت القاتل الذي كان يغزو السيارة.. أخذ ليونارد نفسًا عميقا، شعر بالهواء البارد المنعش، الذي يتسلل من النافذة صغيرة الفتحة إلى جانبه، يتغلغل في صدره.. إستنشاقه لهذا الهواء البارد قد حسن من مزاجه و هدّأ من غضبه..

نظر إلى المرآة المعلقة أمامه على السيارة، باحثا عن انعكاس صورة الطفل في المقعد الخلفي، فوجده يطالع المكان خارج النافذه، ينتظر بشوق بادٍ على وجهه رؤية مكان ما.. لقد كان هادئ منذ اللحظة التي ركبا فيها السيارة، لم ينبس بأية كلمة، استمر في الاستماع إلى الصمت لخمس و خمسين دقيقة، منتظرا القرار النهائي الذي سيحدد مصير أمه، الميتم، و مصيره هو أيضا ربما...

أعاد أنظاره تجاه الطريق، الزقاق بدأ يصغر شيئا فشيئا.. أصبح القيادة أكثر ازعاجا، و اضطر إلى تخفيف السرعة الجنونية التي كان يقود بها سيارته لسرعة تتناسب مع طبيعة الطريق.. لقد استطاع الوصول إلى مكان يستغرق ثلاثة ساعات و نصف بالسرعة العادية خلال خمسة و خمسين دقيقة بسرعته الجنونية... خمسة و خمسين دقيقة من تفريغ الغضب...

فكر ليونارد في نفسه للحظة.. ماذا سيفعل الآن، لقد استعاد وعيه و انتهت نوبة جنونه.. و لكنه توعد الطفل بالهلاك، و هو لا يعود عن كلمته أبدا إلا إذا حصل على ما هو أفضل منها..

نظر إلى جهاز الجي بي اس، كان السهم يشير إلى بناء ما، يبعد عنه مسافة صغيرة... نظر ليونارد حوله باحثا عن أقل دليل على وجود ميتم، أو حتى أقل دليل على وجود أطفال، و لكنه لم يجد.. كما أن كبرياءه منعه من سؤال ليون عن موقع ميتمه.. نظر إلى المرآة مجددا، فرأى أنظاره معلقة على بناء يبعد عنه عشرين مترا تقريبا، بناء ذو طابقين.. و بذلك عرف سريعا أن هذا المنبى هو المكان المنشود...

ابتسم بشرّ... ماذا يجب أن يفعل الآن؟ لقد كان يخطط طوال الطريق وصولا الى هنا عن أفضل طريقة يجعل بها الصبي يخضع بكل حواسه و جوارحه... بكل قدراته العقلية، لقد قرر اليوم بأنه سيصبح رسميا شيطانا في عيني هذا الطفل المتحديتين...

أوقف سيارته أمام بوابة حديدة تفتتح الطريق للمبنى... نظر إلى البوابة بطرف عينه، حديدها صدئ يكتسيه اللون البرتقالي المحمر، يعطي المكان احساسا بالإهمال و القدم...
أطفأ ليونارد محرك السيارة، و توجه بنبرته الشيطانية تجاه ليون الذي تسمرت عيناه على البناء متوسط الحجم أمامه.

" هل أنت جاهز يا صغير؟"

وصلت كلمات ليونارد المستفزة إلى أذني ليون، ثم سمع صوت يعرفه جيدا.. هذا صوت تلقيم مسدس!
انتفض قلبه بذعر.. يبدو بأن الرجل جاد جدا الآن...

Cracked black gem || جوهرة سوداء متصدّعةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن