chapter 3 || الفصل الثالث

21 2 2
                                    


أعتذر مسبقا عن الأخطاء الإملائية🙏

" ما زلت معاقبا.."

نبس بعد صمت طويل، مقاطعًا الهدوء الذي كان يعم السيارة... لم يلتفت للطفل بجانبه، و لكنه بلا ريب شعر بتلك الإبتسامة الراضية التي تحط على محياه السعيد.. ابتسامته تلك تملأ ثغره كما لو أنه فاز بالرهان، كل ذلك و هو يعرف أنه لا يزال معاقبا...

أتمنى فقط أن هيبتي لم تمسح بالأرض...

نبس ليونارد في سره لنفسه، و هو يضع أبرد تعبير قد يطال وجهه على الإطلاق.. لقد تراجع و غض بصره كثيرا اليوم.. كثيرا جدا لدرجة ان الأمور قد تخرج عن السيطرة...

" أنت.. لا تخبر أحدا أنني عفيت عن أمك تلك.. مازلت ستحاسب كثيرا بدلا منها.."
" لا تقلق سيدي.. ما حصل اليوم راقد في بئر بلا قاع!"

قال ليون الصغير متحمسا، و قد لمعت عيناه السوداوتان القويتان ببهجة وصل بريقها إلى ليونارد حتى دون الإلتفات إلى الطفل... صوته يفضحه بالفعل...

أشاح ليونارد بأفكاره عن همومه التي كدسها الطفل في باله، و راح يحاول التركيز على الطريق المعبد أمامه.. و لكن و اللعنة! هذا صعب جدا! إنها لا تفارق عينيه و تفكيره! إنه يشعر بها تسيطر على خلايا عقله الكثيرة بأجمعها، لا تنفك تظهر بابتسامتها الصافية البيضاء، بشعرها الحريري الأشقر، تسيطر على تركيزه الذي يصبّه جاهدا على الطريق...

لقد أصبح الأمر خطيرا الآن.. أصبح خطيرا منذ اللحظة التي وقعت عيناه عليها و أعجبته لعنتها، منذ اللحظة التي ارتبك في العدول عن قراره بقتلها أو التفكير باغتصابها كما كان يتصور.. منذ اللحظة التي هام فيها في تفاصيلها القليلة الكثيرة، تفاصيل ما كان يجب أن تكون كثيرة و لكنها لم تبدو قليلة بالنسبة إليه مطلقا! كان كالعاشق الولهان، يتلهف لاكتشاف أصغر انحناءاتها و تصرفاتها.. هز رأسه منزعجا.. إنها كاللعنة تلتصق بعينيه!

لقد أضاع ثلاثة ساعات في الميتم! وقت لم يتصور مطلقا بأنه سيهدره على بضعة أطفال و معلمتهم.. كان يتابعها في كل خطوة.. يتابع تحركاتها بعيون متعطشة للشعور... إنها الواحدة ظهرا بالفعل، و هو لا يزال على الطريق الذي يستغرق بالسرعة العادية ثلاثة ساعات..
للحظات، حل صمت ثقيل في السيارة...

" أنت يا صغير.. ألا تخاف الموت..."

سأل ليونارد بعد تفكير عميق... طفل العيون الجوهرية في آن، الباردة في آن آخر.. طفل شعر بأنه إن حشر مسدسه في رأسه لن يشعر، و لكن إذا حشر مسدسه في رأس معلمته سينهار... كل ما كان يغزو رأس ليونارد... لماذا؟ عم الصمت مجددا في السيارة، فألقى ليونارد نظرة خاطفة على الطفل، لقد كان يفكر للحظة.

Cracked black gem || جوهرة سوداء متصدّعةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن