part 1

25 2 0
                                    

ترتفع زوايا فمها فى إبتسامة صغيرة تكاد لا تلحظ عينيها مليئة بلا مبالاة تسمع كلمات جارتهم العجوز أم ندي

" كيف حالك أسيا عزيزتي هل قابلت صاحب النصيب الذي سيخطفك من منزل والديك و يجعلك خطيبته المحبوبة " تقول أم ندي عينيها السوداء ممتلئة بالنظرات الشامتة عكس نبرة صوتها الحنون

" لا والله يا أم ندي تلك البنت ستكون موتي أقسم تخطت سن الثلاثين لزالت ترفض كل خاطب كأنها تملك من الحسن ما لا ينتهي" تقول الأم عوضاً عن ابنتها بنبرة متهكمة تتحرك شفتيها للجانب بسخط

" لا بأس يا أم آسيا ستدرك قريبا حاجتها للزوج فى حياتها كما فعلت ابنتي ندي كانت رصينة و أختارت زوج صالح قبل أن يفوتها قطار الزواج كان اختيارها مذهل زوج ذو مكانه وعلي خلق" تقول أم ندي بنبرة مطمئنه مزيفة لا تفوت فرصة التباهي و التباهي بابنتها و زوج ابنتها

" هيهات ابنتي من ابنتك يا أم ندي ابنتك مثالية حفظها الله لك لكن ابنتي لا اعرف ماذا أقول غير أننا نطعمها لوجه الله فقط لا فائدة لها فى منزل " تقول الام بنبرة ساخرة لا تجفل قول كلماتها أمام ابنتها بجفاء

تشعر  بغصة عالقة فى حلقها تنهض من مقعدها

" اعذرني أمي ساذهب الى غرفتي " تقول بصوت هادئ رغم عينيها المليئة بضباب دموع مكتومة

" لماذا تذهبين أبقي معنا  لا تبقي بمفردك "  تقول أم ندي بنبرة حانية

" دعيها تذهب إلى غرفتها هذا ما تفعله طوال حياتها البقاء فى غرفتها و التعفن هناك  " تقول الأم تتنهد

تخطو آسيا اتجاه غرفتها تجر ذيول الخيبة خلفها تتحسر من كلمات والدتها

عضت على شفتيها تكتم شهقة بكاء ستهرب من بين شفتيها عندما سمعت حديث أم ندي عن ابنتها بفخر عكس  والدتها التى تعتبر أن اطعامها لها صدقة فقط

أنها عبء يحبذ زواله عند عائلتها

تنظر إلى انعكاسها فى المرآه تبحث عن عيبها

عينيها البنية الذابلة من البكاء ليلا

شعرها أسود كثيف طويل معقود فى جديله سميكة

أنف مستقيم دون اي تحدب

" لست قبيحة إذا لماذا حظي بهذا القبح" هى تتمتم تضحك بسخرية على نفسها

تستلقي على السرير عينيها معلقة بالسقف حتي تجمع شتات نفسها

" كيف أجد زوج صالح يرضي عائلتي لعل عبئي عنهم ينتهي أخيرا" تمتمت آسيا بتنهيدة طويلة

فجأة شردت بكلمات أم ندي عن زوج ابنتها الصالح ذو المكانه المرموقة فى المجتمع

" ربما ليس علي الاختيار بنفسي علي فقط الحصول على زوجها لنري اذا كان حديث أم ندي عنه صحيح أليس عادلاً أن لا اترك قطار الزواج يفوتني ربما علي ركوبه و أن كان ملئ بالركاب بالفعل" تقول عينيها تلمع بنظرة ماكرة تلعب بأصبعها بخصلة تمردت من شعرها







Owl حيث تعيش القصص. اكتشف الآن