تجري الرياح بما لا تشتهي السُفن فتبحر بها إلى رحلة لا ندري منتهاهة، قد يستقبلنا الموت فاردا ذراعيه مُرحبا بحرارة ويرسل كلماته المرعبة على هيائة عاصفة هوجاء عاتية، تأخذ ارواحنا المتحبة -غير قادرة على فصلها- بينما تتعانق اجسادنا في امواج البحر الحنونة متمسكين بدفئ قلوبنا الهادئة.
وربما نرسوا على جزيرة ذات لحن ناعم، تأوي هذه الارواح وهذه الأجساد الحاملة لمشاعر واحسيس لامتناهية، لقلوبنا وزر كبير على البحر العظيم وعلى هذا الكوكب،فـ ياترى أين سترتحل؟وأي مكان في هذا الكون الشاسع قد يحتملنا؟ أين سيكون الملتقى يا عزيزي المجهول؟
_ إلى عزيزي المجهول.
كيف حالك؟ وإلي مدى بخير هي صحتك؟ كيف الامور من حولك؟ وماهو الطقس عندك؟ أني أطلب منك مسامحتي رغم عدم استحقاقي لها فقد تركت مراسلتك لدهر طويل ولربما بدى لك قرن كامل، أرجو ان تعذرني فأني لست معتادة على القلق والٱطمئنان على شخص عداي بل واني لم احتاج ان اقلق على ذاتِ من قبل؛ لطالما كنت فاترة ولا أعطي تلك المحادثات اللطيفة والرسائل القصيرة ذلك الاهتمام والحب، لكن ذلك لايعني أنني لا أوليك الاهتمام بل العكس انك تطوف في افكاري ليلا ونهاراً وتخترق اسكن لحظاتِ فتغدو ضجيجي الاحب يا عزيزي، ومع ذلك فهذا ليس بعذر اتحجج بهِ لذا اطلب منك العفو.
ارجو ألا تنزعج من تساؤلاتِ فأخر ما اخشهُ تكدير هذا الشخص الحبيب، لكن ليس لي سواك ليحتملني وذلك محبب إلي، إنك الإنسي الوحيد الذي اشعر اني نفسي إن تراسلتُ معه ولا اقلق أو اندم على حرف قلته، اتمنى لو تصلك احرفي بشكل صائب مثلما يعبر قلبي بنبضه المشتاق.
وددتُ لو تخبرني: هل هناك شخص يشغل بالك ليس اغلب الوقت بل كله؟ شخص يقتحم فكرك وقلبك فتجلس في صمت وترسم اعذب البسامات وانت تُعدد محاسنهُ وتذكر اجمل لحظاته معك، هل لديك واحد؟ كما لو كان شعاع هابط من السماء دافئاً ومبلسم تعزه ويعزك، لاتحتاجان لكلمات الشكر والإعتذار، فتعودان متصالحين دون ذكر للأمر وربما ينتهي بكما بنسيانه اصلاً.
شخص غالي وحبيب، صديق ورفيق روحك ♥.
إن ملكت شخص كهذا في حياتك سأكون سعيدة وفي الاغلب غيورة لاقصى حد؛ فانا اتمنى لو كنت بمثابة مكانته عندك.
أما انا فلا املك، كما قلت سابقاً أنا فاترة وفاقدة لكل ماهو شعور بشري، لست قادرة على الإحساس بحب هذا الشخص مهما فعل او قال ولا قادرة على حبه في الوقت ذاته.
بالطبع كانت هناك لحظات لطيفة لنا معا استشعرت دفئها وتمنيت ان تطول الدهر كله، لكنها كانت عابرة كما النسمات تتمنى لو تهب طيلة الوقت.
قد يرجع ذلك لانعزلي عن العلاقات البشرية كـ'الصداقة' لما يقارب الـ 8 سنين، اجل اعرف ثمانية سنوات من طفولتي لم أكون أي صداقة حقيقية مع اي كائن، كنت اخشى البشر كما لو كانوا وحوشاً ضارية.
كانت مرة واحد ووحيدة حصلت فيها على صديقة وكنت حقا حقا احبها واعتز بنا، كنت لاول مرة أنسان يشعر وإنسان لا يخاف البشر مثله، لكنه كان مثل حلم لطيف وجهت الواقع بعده، لن أسرد التفاصيل لكن لك ان تعرف ان حدث ما ارجعني لقوقعتي الفارغة فعدت كائن اجوف من جديد.
امل انك لست مثلي وانك كائن اجتماعي محاط بمن يحبونك ويعزونك على عكسي، وان تعرف انني متمسكة بذلك الامل اللطيف في ان اكون غاليتك كما انت عزيزي♡.
وفي الختام ارجو لقلبك الحبيب كل الخير والحب وان لا يقربك اي شر او هم.
طابت أيامك❤
اوووه! هذه الصورة لا تتبع إرشادات المحتوى الخاصة بنا. لمتابعة النشر، يرجى إزالتها أو تحميل صورة أخرى.
