الفصل " 2 "

18 2 0
                                    

الفصل الثاني : " عطش الظلام "

**

--

هيرا تواصلت مع الواقع تدريجياً، وكلما انبثقت مشاعرها وذكرياتها، زاد الضباب الذي كان يحيط بها يتلاشى تدريجيًا. وجدت نفسها مستلقية على السرير الفخم، في الغرفة المظلمة التي تعكس بريق الثراء والسلطة. تجولت أنظارها حول الغرفة، وهي تبحث عن أي مؤشر يمكن أن يساعدها على فهم المكان الذي تجد نفسها فيه.

تمتمت هيرا في خفاء، "أين أنا؟"، لكن الصدى الذي أطلقته كلماتها اختفى في الهواء. استرقت سمعها، تحاول التمييز بين أصوات الظلام الذي يحيط بها، لكنها لم تسمع سوى الصمت الكئيب الذي يزداد كثافة في الغرفة.

فجأة، طرقت الباب برفق، ودخلت شخصية غامضة مرتديًا زيًا أسود اللون يليق بطبيعته المظلمة. وقف الدوق ديمتريوس في مدخل الغرفة، وعيناه تحملان عمقًا لا يمكن لهيرا فهمه. تجمدت هيرا للحظة، ترقبت ما سيأتي، محاولة فهم هذا الرجل الذي يملك القدرة على قراءة أفكارها كما لو كان يقرأ كتابًا مفتوحًا.

"أهلاً بك، هيرا"، همس صوت الدوق بلطف، لكن لا يمكن لهيرا تفسير النغمة الغريبة التي تحملها كلماته.

تجد نفسها تتراجع خطوة، بينما يقترب الدوق ببطء. تحاول تحديد الخطوات التالية، ولكن قلبها ينبض بسرعة متزايدة، ورعشة الخوف تسيطر على كل عضلة في جسدها.

. شعرت بالارتباك وهي تحاول تذكر ما حدث، وذاكرتها تعود بها إلى لحظات التعذيب في مختبر الساحر إيلزر، ثم الإنقاذ الغامض.

نهضت ببطء من السرير، تجاهد لتحمل الألم، واكتشفت أنها ترتدي ثوبًا نظيفًا، مختلفًا تمامًا عن ملابسها الممزقة.

"أنتِ مستيقظة،" قال بصوت هادئ. "كيف تشعرين؟"

نظرت هيرا إليه بحذر، لم تكن واثقة من نواياه بعد. "أين أنا؟ ومن أنت؟"

تقدم ديمتريوس خطوة نحوها، محاولًا ألا يبدي أي تهديد. "أنا ديمتريوس، دوق الشمال. وجدتك في حالة سيئة خارج مختبر ساحر شرير. جلبتك إلى دوقيتي لتكوني بأمان."

لم تعرف هيرا ماذا تقول، لكنها شعرت بشيء غريب تجاه هذا الرجل. "لماذا أنقذتني؟"

تردد ديمتريوس للحظة قبل أن يجيب، "لست متأكدًا تمامًا، ولكن شعرت كأن علي انقادك عندما رأيتك."

حاولت هيرا استيعاب كلامه، ولكن الألم كان يشوش تفكيرها.

"شكراً،" همست وهي تنظر بعيدًا.

beyond darkness " ما وراء الظلام"حيث تعيش القصص. اكتشف الآن