الفصل " 3 "

16 1 0
                                    

🤎🤎🤎

الفصل الثالث: "بوابة الأسرار"

الليل كان هادئًا في دوقيّة الشمال، وسط أجواء مليئة بالغموض والخفايا. هيرا جالسة وحدها في غرفتها، وجوهرة القمر تتسلل خجولة من خلال نافذة الغرفة المفتوحة، تسلط بعض الضوء الفضي على الأثاث الفخم والتحف القديمة. شعرت بالفضول حول المكان الذي تجد نفسها فيه، لكن الخوف والوحدة كانا يتسللان إلى قلبها مع كل دقيقة تمر، وكلما زاد الليل سوادًا، ارتجف قلبها الضعيف خوفًا.

تذكرت صباح اليوم عندما التقت برئيسة الخدم ماريا، التي كانت لطيفة معها وساعدتها على الاغتسال وتناول وجبة لم تشعرها بالشبع تمامًا. كانت الدوقية كبيرة ومليئة بالخبايا والأسرار، وأحد الغرف القريبة منها كانت مكتبة كبيرة تثير الفضول.

لم تستطع هيرا مقاومة الفضول الذي ينهشها. نهضت ببطء من سريرها، تتحسس طريقها في الظلام حتى وصلت إلى باب غرفتها. خرجت بهدوء، ساعية إلى استكشاف تلك المكتبة الغامضة. كانت الأروقة طويلة ومظلمة، تتزين بصور قديمة لأسلاف ديمتريوس، كل وجه منهم يحمل قصة مخفية خلف ملامحه الجامدة.

عندما وصلت إلى المكتبة، فتحت الباب بهدوء ودخلت. كانت الغرفة مملوءة بالكتب القديمة والمخطوطات، وعبق الزمن يملأ الهواء. شعرت بأنفاسها تتسارع، وكأنها على وشك اكتشاف شيء كبير. وبينما كانت تتجول بين الرفوف، وقع بصرها على كتاب قديم يبدو مختلفًا عن البقية. كان الغلاف جلديًا ومحفورًا عليه رموز غامضة.

مدت يدها بتردد، وأخذت الكتاب ببطء. عندما فتحته، شعرت بأنفاسها تتوقف للحظة. كانت الصفحات مليئة برموز ونصوص غامضة، تتحدث عن قوى سحرية قديمة وأسرار مكنونة. بدأت هيرا تقرأ بتركيز، تشعر بأن هذه المعلومات قد تكون مفتاحًا لفهم ما يحدث لها.

في تلك اللحظة، سمعت صوت خطوات تقترب من المكتبة. أغلقت الكتاب بسرعة وأعادته إلى مكانه، ثم اختبأت خلف أحد الرفوف. دخل ديمتريوس إلى المكتبة، كانت عيناه تلمعان في الظلام. نظر حوله للحظة، ثم توجه نحو نفس الرف الذي كانت تقف أمامه هيرا قبل لحظات. شعر بشيء غريب، لكنه لم يتمكن من تحديده.

استدار ببطء وغادر المكتبة، تاركًا هيرا تتنفس الصعداء. لم تكن تعلم أن ديمتريوس بقدراته الخاصة كان يعلم بوجودها طوال الوقت، لكنه تظاهر بعدم رؤيتها. أدركت أنها على وشك الغوص في بحر من الأسرار التي قد تغير حياتها إلى الأبد. وبينما عادت إلى غرفتها، كانت تفكر في الخطوة التالية: كيف ستواجه هذا العالم الغامض، وكيف ستتعامل مع الأسرار التي بدأت تتكشف أمامها.

في صباح اليوم التالي، استيقظت هيرا على طرق خفيف على باب غرفتها. فتحت الباب لتجد ماريا تحمل صينية الإفطار. ابتسمت ماريا بلطف قائلة: "صباح الخير، آنسة هيرا. هل نمتِ جيدًا؟"

لقد وصلت إلى نهاية الفصول المنشورة.

⏰ آخر تحديث: May 29 ⏰

أضِف هذه القصة لمكتبتك كي يصلك إشعار عن فصولها الجديدة!

beyond darkness " ما وراء الظلام"حيث تعيش القصص. اكتشف الآن