³

464 97 62
                                    


اوووه! هذه الصورة لا تتبع إرشادات المحتوى الخاصة بنا. لمتابعة النشر، يرجى إزالتها أو تحميل صورة أخرى.


الأرْضْ المُقدَسة اليوم اُسْتسقِيتْ منْ غيثِ الغزِيرْ ، تَسيلْ منْسابَة عَلى تلكَ تمَاثيلْ مَريم العَذراءُ ، نُصوعَة صَليبْ اصْح براقَا مُلتٕمعَا ، وَ رُهبانِ وَ راهِباتْ ، يركَضونٓ هرباَ ، إلَا حُبيبَة دُر فحْمَاء هَذهْ

فَهِي تتدَحرجْ هُنا و هناكَ تلوثُ تلافِيفها ناصعَة بوحلِ أرْضِ ، تكَافحْ لترفعْ رأسهَا ، و تنْتفض مَاسحة عٕلى مَلمحها لعبُور الغيثِ في تجْويف مقلتٕاهٕا جَاحِظَة اهْذابْ .

خُطُواتِ خامِلَة ، و أنظَار بريئَة تناظِر الفراغْ يكْتٕسح الكَنيسَة ، اصواتِ رنينِ اجراسْ تهزها الرياحْ الرَاكدَة ، يهْوي جُسمها تارَة الَى شمالِ و تارة الَى وراءْ تعبث بهَا رياحُ بمَا لَا تَشتهِيه .

تَهاوَى جُثمَانهَا ساقطَة على ركْبتاها ، مُقطَعا لجلدْ ركبتَاها و بروزْ دَماء منبقثا ملوثَا بركَة مياهِ حديثَة التَشَكُل ، و مَا انذَرت عليهِ حبَة درِ بالبكَاء و صُراخْ و نحِيبْ ، تحْتضن الأرضْ الباردَة مبللَة جثمَانهَا الطريحْ ، تُلوثُ تلكَ حَريرهَا النَقيِ باطنانِ من دمَاء و الوحلْ

تقضمْ طَرف خنصٕرها و تجْهش بكاءٍا عظيمَا منْ عمْق الوريدْ تهْتزُ لهُ العروشُ السَامِية ، بكَاؤها ، اشبَهُ بسمْفونِية غَضبْ عزَفتها السحُب بتفجيرِ غضبهَا بتلكُ رعودْ ، صوتهَا الوحيدْ الذي يمزقْ صوتْ الصمْت في هذا مكَان و تتماشى سمْفونيتها مٕع رَنينْ اجراس كَنيسة و سمْفونِية سمَاءْ .

شُعور بأيدِي ضخمَة احاطٕت خصرها رافعَة إياها من ارْض منقِذُ انزِل من السمَاء لهَذا المَلاكِ ، جَاعلا وتيرَة بكَاء تنخَفض رويدَا و بريقُ براءَة اخَذ يشعُ دموعَا مبَحلقَا بخمُولِ فِي هَذا شخْص الضخمٔ .

صدْرهَا يهْتزْ ، لتِلك شهقاتِ خافتَة ، كَأن الرُوحْ تغادِر قفصَها الصدْري و تباشٓر بالدلوفْ بقسوَة ، تشدُ بقبضاتِها صغيرَة عَلى اكمَامهْ ، وٕ تناظِر الكَنيسَة كٕيف انَها تتقلصْ و تَصغرْ فِي كُل مَرة يبْتعد بهَا هذا شخصْ ، الْتفتتْ لينحٕشر ملمحَها في جوفِ نحْرهَ ، تمْسحُ وجهٕها الرطبْ في نحْرهْ تشعْر بالدفْءْ

  . The Book (فِي قَيدْ التَعديلْ)حيث تعيش القصص. اكتشف الآن