الفصل الثاني: أسطورة خيالية

18 3 5
                                    

-" وكيف يمثل تصميمك البشر آنسة هارت؟"

سألت المُحاضِرة بينما ألقت نظرة على تصميم هارت، الذي كان فستانًا أبيضَ يخلو من أيّ لون سوى خيط أحمر امتد من طرفه العلويّ، ورسم حدوده الى الأسفل، الخيط الأحمر الذي عملت هارت مساءًا على إضافته، ووقفت مكانها لتفسر بينما تعدل قبعتها الحمراء التي تلائم قصتها:

-" البشر لا يمثلون الواقع فقط، بل هم أيضا من اخترع الخيال والأساطير، وإن كان القدر حقيقة، فخيوط القدر التي تربط البشر قد يؤمن بها البعض، ويراها الآخرون خيالًا، هنا يتجسد الواقع الذي لم يكن ليتم تحديده دون الخيال، ويتجسد البشر في ثنائيات يربطها خيط أحمر، على صفحة الواقع البيضاء."

ثم جلست بكل ثقة، وهي تشكر في داخلها لوتي التي دفعتها لحضور مباراة الهوكي، والتفكير في واجباتها. أظهرت المصممة تعابير وجه معجبة، بالتصميم وبشرح هارت المفصل، وتابعت هي أيضًا بالتحدث بمنظور فلسفي مشابه:

-" أدركت الآنسة هارت بينكم قيمة تفتح لكم مجالًا واسعًا للتفكير به في مجال الأزياء، فكل شيء من حولكم يرتبط بالبشر، وكل ما لا يرتبط بهم هو الجانب الآخر للواقع، أحسنت عملًا هارت، تصميم مميز."

وانتقلت بعدها الى طالب آخر لتقيّم تصاميمهم بحدّة معتادة.

تفاوتت التصاميم في أشكالها معظمها استندت الى ألوان ترابية أظهرت أصل البشر وتطورهم، إلا ان هارت انتظرت بفارغ صبرها انتهاء التقييم، لتجعل من مشروعها الأبيض تنسيقها القادم.

عادة ما تكون هارت مشغولة التفكيير بمشاريعها المتراكمة في الوقت الذي يتم به تقييم بقية الأعمال، لكنّ دماغها في هذه المرة رسم صورًا للخيط الأحمر الذي لا يزال أحجية بالنسبة اليها، ووجدت أفكارها تتجه نحو ديير مرة أخرى.

هو لا يعرف اسمها حتى، ومن بين قائمة المعجبين الطويلة ليس من السهل أن تتقرب منه، لكنها ترغب بذلك، ترغب بمعرفة لماذا تم اختياره ليكون طرف خيطها؟ ولماذا ظهر الخيط لها بشكل مفاجئ؟ ووجدت نفسها ترسم دون أن تلاحظ فكرة أولية لفستان آخر، يظهر فيه الخيط الأحمر بكل وضوح.

-"اذا ، ما سبب شرود هارت العزيزة؟"

همست توباز الى جانب هارت، ونظرت بقلق الى هارت بانتظار اجابتها. توباز أيضا مصممة متدربة، تمانا مثل هارت، إلا ان اسلوبها في التصميم أنيق وثمين، وكثيرا ما يمتلك حجارة كريمة لم يسمع أحك بوجودها من قبل.

- " الكثير من المشاريع المتراكمة، أليس هذا سبب شرودنا جميعا؟"

أجابت هارت بطبيعية، وكأنها لم تلق كذبة لتحافظ فقط على مظهرها العام أمام زميلتها، الا أن توباز رفعت حاجبها بتعجبٍ وقد أدركت كذبة هارت، وردّت بصوت متلاعب، بينما شغلت نفسها بتضفير شعرها الأشقر:

لقد وصلت إلى نهاية الفصول المنشورة.

⏰ آخر تحديث: Jun 07 ⏰

أضِف هذه القصة لمكتبتك كي يصلك إشعار عن فصولها الجديدة!

&love || وايضا..حبحيث تعيش القصص. اكتشف الآن