الفصل الأول: حقيبة ايقونية

30 4 0
                                    

لا يأتي الأحبة الا بعدما يربطهما قدر، بخيط أحمر لا يتمكن من رؤيته الا العاشقون، بينما يتراقص حول أجساد أحبتهم، خيط بلون الدم ليربطهم به، حبٌّ أقوى من رابطة الدم، وحبٌّ ليجمع بهم في النهاية بدم واحد...

ومن المنطقي ان يكون العاشق واهمًا، هائما في حب غير مُدرك، حتى يخيّل له أن تلك الخيوط تربط محبوبه به، وتوقعه في شباك حبّ لا يعلم بوجودها، بين خيوط حمراء، وقلب شغوف.

لم تكن "هارت" يوما عاشقة او محبة، الا انها تكاد تقسم بأنها تراه حوله، بينما يخرج من طرف قلبها، ويحيط بجنون شابًّا لم تكن قد قابلته قبل اليوم، ولا تعرف سوى اسمه الذي صدح به حكم لعبة الهوكي التي انغمست بمشاهدتها.

"ديير" كنز الهوكي الوطني، الهداف الأول في فريقه، اخطأت ضربته المرمى ببضع انشات، ووصل هدفه الى قلب " هارت" المضطرب، والتي حاولت إنكار مشاعرها التي اندفعت دون استئذان.

لم تركز "هارت"جيدا في تفاصيل وجهه، حاولت ان تسرق من صفحته بعض الملامح، الا ان عيناها وقعت مباشرة في عينيه، فأخفضت بصرها في توتر قبل ان تنجح باستراق أي نظرة جيدة، ولم تحفظ منه سوى بنية جسدية خلابة، شعر بنيّ قصير، وخيط قدر احمر.

انزوت "هارت" من بين الجماهير لتستعيد شتات نفسها، ليست من معجبيه، لا زالت لا تحفظ حتى كيف يبدو فما الذي يفسر خيطه الاحمر؟ عليها استعادة ما تبقى من صوابها، فما من تفسير لرؤيتها الخيط الا هلوسات صنعها عقلها للتهرب من أكوام الكتب التي تنتظرها في المنزل، ومواعيد الامتحانات التي لا تخرج الا بهم.

حينها ادركت "هارت" بأنها خرجت دون انتظار صديقتها "لوتي" التي جرتها منذ البداية لتتابع مبارات الهوكي، وتدعم فريق جامعتهم، لا احد يفوز على أعين لوتي الدامعة، يمكنها ان تليّن الصخر اذا ما حدقت فيه لبضع دقائق وذرفت دمعة واحدة.

لكنّ لوتي لاحظت اختفاءها سريعا مقارنة بشخص اندمج تماما في مشاهدة المباراة، او بالأصح بضع الوسيمين الذي يلعبون في المبارة، لكنها سرعان ما خرجت من الملعب بأرنبة أنف حمراء من برودته، عيون متوترة، وحقيبة حمراء في شكل قلب أصرّت على اقتنائها لتشتبه حقيبة "هارت" الايقونية.

" لماذا خرجت مبكرًا هارت؟ لا زال الوقت مبكرا، كيف سنحصل الآن على رؤية أقرب للاعبين الوسيمين؟"

قالت لوتي معاتبة هارت بينما تزم شفتيها، وقطبت حاجبيها دون ان تدرك انتفاخ وجنتيها اللطيفتين، لوتي -كما يقول كثيرون- طفلة دخلت الجامعة عن طريق الخطأ، ربما تتفوق في دراستها دائما، الا أنه من المستحيل امساكها ولو عن طريق الخطأ تتصرف بعقلانية.

- " أخشى بأن وجودنا داخلا وصوت صراخك الوحيد في الملعب يشوش نتيجتهم، لنبق خارجًا، ربما تتمكنين من رؤيتهم بينما يخرجون من بابهم الخاص."

&love || وايضا..حبحيث تعيش القصص. اكتشف الآن