شَيْطَانُ جَنَّتِهَا

550 48 9
                                    

فِي كُلِّ يَدِ طَبِيبٍ حِكَايَةُ أَمَلٍ جَدِيدَةٍ، وَفِي كُلِّ قَلْبِ طَبِيبٍ نَبْضُ حَيَاةٍ لِمَنْ يُعَانِي🫀

••
••

صوَّبَ سلاحه نحو جبينها حتى لامست فوهَتُه بشرتها فتَسَمَّر جسدها بذُعر وهي تتحسس برودة السلاح التي زادت من رعشَتها ،عيونهُ ثابتة على نظراتها المرتجفة ودموعها التي باشرت في الهطول بغزارة

" لا تتهور ، انظر اقسم انني لن ابلغ عنكم فقط اسحب السلاح من يدك ، لاتؤذني "

سحقا....!
ذلك ما رددته في نفسها وهي تراه لايستجيب لتوسلاتها ،لم تكن في وضع يسمح لها بالتصرف بكبرياء او اتهامه ولومه كما فعلت مع المغفلان السابقان فهو يبدوا جديا زيادة عن اللزوم ،كانت تشعر برجفة مؤلمة من الفزع و الهلع تسري في عروقها

" لقد حدث الأمر بالغلط لم اتطفل عليكم لبغية ما اقسم انها محض صدفة ، كنت بصدد الرحيل فصادفتهم في طريقي "
حاولت تبرير الموقف لعله يشكك في وجودها لكنه قابلها بنظرة ساخرة اعتلت ملامحه وهو يدفع فوهة سلاحه نحو جبينها اكثر وكأنه يصفع غبائها

" اتعتقدين حقا ان حمامة سلام خائفة مثلك سيكون لها دورا في عالمي "
خرج صوته الأجش في نبرة ساخرة لا تنعكس على ملامحه فتململت في وقفتها تفكر في حل ما

" Я считаю, что это достойно руководителя."
تمتم دايسكي بلغة تجهلها وهو يتإك على الجدار بمرفقه يراقب الوضع بابتسامة و كأنه يشاهد احد الأفلام الكوميدية وكم تمنت لو تبصق على وجهه المستفز ، اعادت بصرها نحو زعيمهم اللذي لم يقنط من ترصدها كالأسد الجائع

" انظر سيدي ، اقسم بمصداقيتي انني لن افشي لأحد بما حدث فقط اتركاني ارحل -مالت نبرتها للرجاء- لابد ان زوجي انتابه القلق علي كما ان ابني في عمره الخامس وهو ليس معتادا على غيابي طويلا "
حاولت استعطافه بالكذب لعله يخلي سبيلها لكنه بدل ذلك ابعد سلاحه قليلا كي يتسنى له رأية وجهها بوضوح ثم نبس بصوت متحرجش

" اتضنينني مهتم بثرثرتك مع مجموعة سفهاء عن جرائمي ، استطيع اخذك لهم بنفسي وصدقيني لن تحصدي شيءا غير ليلة مريحة بين قضبان السجن الناعمة "

قهقه دايسكي ينتفض من مكانه
" صدقيني ستلائم نعومتك دكتورة "

التف له زيوس ببرود فاستجمع نفسه ، بينما اكتفت كاليوبس بنقل انظارها بينهم ودهاء ذهنها تبخر لاتستطيع التفكير في طريقة للهروب مع هذا الوحش المتفرس ،اعاد انظاره نحوها ثم تمتم بتحذير

" الكذب جحيمي ،تجنبيه معي حتى وانت تلفضين آخر انفاسك"
في خضم كل المشاعر المظطربة التي تجتاحها في هذه اللحضة كانت تشعر بالعار و الخزي ،وقوعها في ورطة كهذه جعلتها تفكر في الكثير من الأشياء، اصرار والديها على لقائها واشتياقهم لها ، تعلق أوسيان العميق بها ، وتوكل ريون عليها في كل مأزق تقع فيه ، حشود المرضى اللذي يحتاجونها....

opossite / اَلنَّقِيضْحيث تعيش القصص. اكتشف الآن