كان توجيَ مستلقيًا وهو كاشفُ عن صدرهِ فكان ذلك أسرع لملاحظةِ ميغومي تلك الكدماتٍ التي لم يعلم عنهَا ، قال توجيَ : كدماتٍ ؟ اهتز قلبهُ لثانيةٍ فأردف قائلًا : لا بأس فلقدَ اصطدمتُ بالأمسِ بالمكتب أنها بسببها ، الن تذهب الى المدرسةِ ؟ فاليومّ لديك مسرحيةُ هل نسيتَ ؟ قال ميغومي : انا ذاهب ، بالطبع لم انسى ، الى اللقاءِ ، كان ميغومي يقول محدثًا نفسهُ : رغمَ تعبهِ لم ينسى أمر مسرحيتَي ، ياتُرى مابهِ ؟ ، عاد اخويهِ ووجداهُ جالسًا وكانه قد تحسن قليلًا ، طلب من احدهمُ ان يبقى هنا في المنطقة لمساعدة ميغومي في المدرسةِ ، استأذنهُم في أن يعودوا الى منازلهمُ وان احتاجهمُ سوف يتصلُ عليهمُ ، وعندما بقي بمفردهِ ذهب ليرى كتفهُ وصدرهُ ، هناك كدمات أرجوانيةُ اللونِ مٌزرقةٌ ، هنا اخذته الأفكارَ ، مر عليه شريطٌ حياتهُ كاملًا ، الاعراضُ التي طلبَ منه ميغومي البحثَ عنها هو يعيشُها الآن ؟ هل ربما قد يصاب بهِ ؟ كان يحدث نفسهُ ويقولُ - هل من الممكنِ اني سأكون مريضًا بسرطانِ الدمِ ؟ كلا ستمر كما مر غيرهًا انه بالتأكيد شيء عاديٌ ! - هذا كٌل ماكان يدورّ في ذهنهٍ وبالطبعِ كان متخوفًا من الذهابِ الى المشفىَ ...ذهب ميغومَي وهو لا يشعر بالطمأنينةِ ابدًا
جاء ميغومي الى معلمِ التربيةِ البدنيةِ وقال لهّ : أطلبُ منكَ يا مُعلم ان تفصل لنَا أعراضَ سرطان الدمِ لكي نتعلم جيدًا ، تعجب المعلمُ فما الداعيَ لذلكَ ؟ بالفعل عندما جاءتَ حصةُ ذلك المعلم فصل الأعراض بشكلٍ أوضحُ ، كان ميغومي يحدُق في الطاولهُ وهو يضغط بقوةِ على اطرافِ قميصهِ ...
وعندما حانت المسرحيةِ لم يشاهد والدهُ بين الحضورِ ، لم يكن والدهُ يتغيب عن الامورِ المهمة مثل هذه ابدًا ، ففي وسطِ المسرحية لقد تآكل عقلهُ من التفكيرِ بوالدهِ وربطه بأعراضِ هذا المرضِ فزمجرَ وترك المسرحية تحت أنظارِ الجميعِ ، وعاد الى المنزل بتعابيرَ متقلبهَ ، عندما دخل المنزلَ بغتةَ لم يدري بهِ عميهِ الاثنينَ ، لقد دخل فجأة والأثنين في مصيبةِ ، كان عمهُ الأكبر يامر والدهُ ان يتنفسَ بشكل بطيءٍ وأن يتمددَِ ، وظل ينده بإسمه مرارًا وتكرارًا بصوتٍ عالٍ ..
: توجي ! ربما ينبغيَ عليك ان تأخذ نفسًا عميقًا ولكن تنفس بهدوءَ ، مد قدميكَ واستلقِ ، هل تسمعنيَ ؟ توجي ! توجي ! جاءت رجفةٌ الى جسدِ ميغومي بشكل لا يُمكن تصورهٌ فهربَ من المنزلِ حينهَا ، هرب الى مكان لا أحد يعلمهُ ، لقد تعرف توجي على رائحة ميغومي فأخذ يهذي بإسمه ويقولُ وهو لا يزالُ بين الوعيِ واللاوعي : ميغومِي هُنا ، أني أعرفُ رائحتهُ ، التفتً أخاه ليجد حقيبتهُ مرمية على الأرضِ فخرجَ خلفهُ بسرعةٍ ...كُل تلك الأحداث القاسيةُ ..
عاد ميغومي وهو يشعرُ بالذعُر من ان يجد اباهُ قد ماتَ ، حاول كلا عميهِ التحدث معهُ ، ولكن غلب كل شيءٍ سماعُ توجي لصوت ميغوميَ البَكاءُ وهو يقولّ : ابي ليس بخيرٍ انا لا اريدُ أن يموتَ ! هُو هنا فتح عينيهِ وكان جسدهُ قد أُمِد بقوةِ فإستقامَ وجاء الى ميغوميَ ، فجاة جسده قوىَ على الحراكِ ، جاء الى عند ميغومَي وقال بإسلوبه الهزليُ ليخفف خوفهُ : مابكَ يا ولد ؟ لم ادري أنكَ كالفتياتِ تخاف بسرعةٍ ! انا بخيرٍ فقط لأنَي أستحممتُ في الهواءِ الباردِ لا تشغل بالكَ بيَ ، مسح دموعهُ وقالَ : أبي انت تظهر عليك الأعراضُ التي كتبناهَا .. هنا عادت الذكريات الى مخيلتهِ بشكل مؤلمٍ ، قال لهُ عمه : لقد زرنا الطبيب وقال إنها حمىَ بسبب الاستحمام في الماءِ الباردِ فقطَ ! عندما استطاعوا الكذب عليهَ هدأ قليلًا ، وكان الاعياء ملازمًا لهُ ومع ذلك يمتنعُ عن الذهاب الى المشفىِ لكونهِ متخوفًا ....
أنت تقرأ
Golden ribbon
Short Storyماذَا لو فكرتَ بفكرةٍ سخيفةٍ لتجدَها قد وقعت ؟ ماهوَ شعُورك عندما تقتربُ كل مرةٍ من الوصولِ ؟