أُرِيدُ أَنْ أَبْدَأَ بِكَلِمَةِ النِّهَايَةِ وَالَّتِي هِيَ الْوَحْدَةُ الْأَبَدِيَّةُ، الَّتِي لَا تُفَارِقُنِي مَهْمَا حَاوَلْتُ وَأَيْنَمَا ذَهَبْتُ سَتَكُونُ ضَيْفَ الْمَكَانِ حَتَّى وَلَوْ قَبْلَ وُجُودِي.
مِنْ الْمَعْرُوفِ أَنَّ الْوَحْدَةَ لَيْسَتْ فِي قَائِمَةِ طُمُوحَاتِ الْإِنْسَانِ، لَكِنْ اعْتَرَفَ عَنْ فَوْزِي بِالْمَنْصِبِ.
عُدْنَا إِلَى الْبِدَايَةِ حَيْثُ بَدَأَتْ وَحِيدًاً وَبِدُونِ عِلْمٍ إِلَى أَيْنَ يَذْهَبُ بِي الْقَدْرُ فِي عَالَمٍ يَعْتَقِدُونَ أَنَّ الشُّعَرَاءَ مَجَانِينَ، وَالْكَاتِيبُونَ لَا يَشْعُرُونَ بِالْحَيَاةِ مِنْ قِلَّةِ النَّوْمِ، وَيَتَفَاخَرُونَ بِمَا يَفْعَلُونَ وَدَامَتْ الْأُمُورُ، وَيَحْسِمُهَا الَّذِي هُوَ أَضْعَفُ مِنْ الْكُلِّ.
وَقِصَّةُ فَوْزِي فِي قَدَرِي بِالْوَحْدَةِ تَرْجِعُ إِلَى قَوْلِهِ كُنَّا نَقُولُ فِي سَعَادَتِنَا وَهِيَ (لَا يُفَرِّقُ بَيْنَ الرُّوحِ إِلَّا الْمَوْتُ، وَلَا يُفَرِّقُنَا إِلَى مَالِكٍ هَذَا الْمَوْتِ.) وَأَعْتَقِدُ أَنَّنِي رَبِحْتُ الرِّهَانَ، وَالْتَزَمْتُ بِقَوَانِيَأَلْعَبْهَبَةِ، وَلَكِنَّ الْفَائِزِينَ وَحِيدُونَ فِي أَمَاكِنِ الْأَلْقَابِ.
وَالْخَاسِرُونَ كَثِيرُونَ تَحْتَ الْمِنَصَّةِ. وَبَدَأَ هَذَا السُّؤَالُ يُحَيِّرُ عَقْلِي كُلَّ لَيْلَةٍ (هَلْ الْفَائِزُونَ دَايْمَآ سُعَدَاءُ)؟
أَعْتَقِدُ أَنِّي وَجَدْتُ الْجَوَابَ فِي النِّهَايَةِ الْمَطَافَ.