١] من قصيدة: أجمل الحزن
[٢] من قصيدة: شجر النار
[٣] من قصيدة: إلا الهوى[١]
كان جسدها الصغير ممداً على المقعد الخلفي بدلال يليق بأنثى صغيرة شديدة العذوبة، تَـفقدُ والدها صبره حين يراها، تُبهج قلبه وهي تتلألأ أمامهم كـ قطعة سكر، قبل يديها ووجنتيها ثم ساعدها بِـ دس جسدها خلف غطاء صغير بلونه الأبيض المزين بالقلوب الوردية.. بعد ذلك الدلال وضعت راسها فوق مخدة ناعمة لها نفس قماش الغطاء.. ابتسمت وهي تستنشق رائحة عطر العود الذي انتشر في السيارة بعد أن رشت والدتها بضع رشات على فتحة التكيف.. أغمضت عيناها بعد لحظة صمت وتفكيرها الصغير يقودها تجاه الجبال التي ستزورها بالجنوب ورائحة المطر والهواء البارد تُرعشان قلبها، وجاكيتها الزهري، نعم جاكيتها الزهري الذي جربته كثيرا في المنزل سوف ترتديه أخيراً وهي تُمسك بيديها مظلتها الصغيرة. توسعت ابتسامتها أكثر وهي تتخيل نفسها تحمل مظلتها مرتديه جاكتيها الزهري وخفها الابيض والمطر يتساقط فوقها والسماء متكبدة بالغيوم.. دقائق قليلة قضتها وهي تُبحر في خيالاتها البريئة قبل أن تنام تاركه والداها يقطعا الطريق بـِ أحاديثهما العذبة دون ملل..
همسات الحب تحلق بينهما كعاشقين، عاطفتهما تزداد جموحاً كلما اختليا ببعض في الطرقات السريعة تذكرهما بتلك القصة اللذيذة التي جمعت بينهما!!
بعد ساعات من السير، السيارة كانت تسير بسلام في طريقها نحو الجنوب ليصدم زامل بشاحنه أمامه، لم يرها، لم يستطيع تجاوزها، إضاءتها كانت مطفأة، بل أهمل قائدها إصلاحها وقادها في ظلمة الليل لينهي حياة زوجين فجأة..‼️ ‼️
الوجع كان هائجاً يتلاطم في صدر الصغيرة.. تنظر لغرفتها الجديدة في منزل والديها بعد أن رحلا.. فقد تم وضعها في غرفة الضيوف في الطابق الثالث بحجة ابعادها عن ابن عمها أمام الأقارب كما يدعون.. لــتصبح ضيفه بعد أن احتل عمها وزوجته غرفة والديها.. في حين غرفتها ذهبت الى ابنة عمها ومكتبة والدها تحولت الى غرفة نوم لابن عمها
في صدرها علت صرخة
"صرخه.. تجعل ضلوعها حطام
آه.. لو في يديها تبكي .. ما تخل الوقت يحرمها البكا" [ ١]مرت عليها سنه بكلمات سافرت مع الأحزان.. تذهب للمدرسة وتعود لغرفتها الباردة، الخالية من المشاعر.. زوجة عمها كانت كريمة معها بشكل مريب.. تُقدم لها الأكل الصحي داخل غرفتها وكأنها ستقدمها قربانا للشيطان.. كما أنها تُبقي مسافات مجهولة بينها وبين الآخرين !!
مرت أربعة أعوام أخرى وبلغت فيها آيلا الخامسة عشر من عمرها.. وكالعادة وجدت زوجة عمها تدخل عليها وهي تحمل بين يديها صينية العشاء الصحية المكونة من قطعة سمك مشويه بطريقة لذيذة وبعض الخضار المطبوخ على البخار.. أنزلت آيلا كتابها ونهضت لتلتقط الصينية سريعاً من بين يدي زوجة عمها قائله:
"شكرا يا عمه"
أنت تقرأ
قِصَة مِنْ وَحي القَصِيِدَة// اقتباسات من قصائد الأمير الراحل بدر بن عبدالمحسن
Romance#عشق #جريمة