" لمْ نجِدهَا سيدِي قِسيسْ ، بحثنَا في كُل نواحِي كَنيسَة و فِي غَابَة أيضا ، بحْثا في طَريق الرئيسي و لم نجدْ أي أثر لهَا "
احدْ حُراسْ كَنيسَة يلهْث بالإرهاقْ لمَسح كل بقعْ أرضْ للعثورْ على حَبة دُرِ ، منحَني على ركْبتيهٔ ينَاظِر الأرضْ بأسَى ، فلمْ يجدْ تلكَ طفلَة
آرسيُوسْ باهتْ وجْه و عَابسْ شفاهْ ، يمَرر انظَارهْ ميؤوسة أكْثر في تلكَ الغَابَة ، يحكمْ بقبضته على شارَة صليبْ ملتمعَة ، أنفاسه لاهِثَة التي تزايدَت ، يشعُر بالضِيق في صَدْرهْ ، كأنَ انامِلها صغيرَة المنَادِية تقبضْ قلبَه بقوَة ..تنادِيه .
" كَيف لمْ تجدها في قريَة صغيرَة نامِية كهَذهْ؟! يجِب عليكمْ أن تجدوهَا قبل حُلول الظَلامْ و الا العواقبْ ستكون وخيمَة! "
اندَلعتْ حروبْ من غضبْ و هُو يصرخْ بصوتُ مرتفع دوَى في مكَان جاعِلا من حُراسْ و بعض من رهبانْ يلتفتون لهُ بقلقْ ، انْيابهْ مكشرَة و هي بمَرارة بتوعدْ في جميع الأوجه مذعورَة التي تناظره الآنْ .
تَسارعت خطواتهمْ يبحَثونْ عنها اكثر ، ارتفع ضجيجْ اكثرْ ، تكْسير الحَصى اشجارْ ، اصطدَامْ بالبركْ مياه القذرَة ، و اصواتِ تنادِي حبيبة دُر مفقودَة .