فصلٌ أخير من الشتاء.

74 15 94
                                    

مضى شهرٌ من فصل الشتاء، وبقي شهران حتى ينتهي، إنني أرغب بقهوة مرة، ولكن مذاقها سيئ بدون حلوة المقهى، أريدُ أن أرى جميلة العينين تلك
كانت صحتي تطالب بالقهوة ذلك اليوم، وتطالب بحلوة المقهى، أريد أن أراها ولو لبضع لحظات فحسب
ارتديت الرمادي بدلًا من البني، إنه الشتاء في النهاية، والبني لون خاص بالخريف، ودّعتُ المنزل المنطفئ، إن المنازل تتوهج بوجود من نحب، ورأيتُ الأرض تتزين بالثلج الأبيض، إنها عروسٌ تحتفل
خطوت وكلي سعيدٌ بالذهاب إلى المقهى، صحيح أن الشمس قد غربت وقد حلّ المساء، ولكن أنوار الطرقات تجعله كما النهار
رأيتها تتكئ على جدار المقهى، تتنهد بحزن، لِمَ هي حزينة؟، ابتهجي.. أنتِ والبهجة وجهان لعملة واحدة
وددتُ أن أرحب بكِ، وفي داخلي تتزاحم الكلمات، أردتُ أن أقول اشتقت إليكِ، ولكن تبخرت الكلمات حالما سمعتكِ تسألين عن لوني، لديكِ صوتٌ مُبهجٌ يا جميلتي
أجبتكِ عن سبب الرمادي، هل اشتقتِ للبني يا ترى؟
رباه كم تبدو جميلة
«اذهب لتحصل على قهوة حُلوة.»
ماذا؟، سمعت هذه الكلمات من حلوة المقهى، أحصل على قهوة حلوة؟، عما تتحدثين أيتها الجميلة؟
هل تعتقدين أني غبت عن المقهى لاني عدت للقهوة الحلوة؟
«أريد قهوتكِ المُرّة، مضى شهرٌ لم أشرب فيه القهوة، لا أحد يصنعها كما أنتِ.»
أريد قهوتكِ أيتها الجميلة، أريد مجالستكِ أيضًا، رأيتها تبتعد، كلّا، لا تبتعدي، بل اقتربي حتى نطرد المشاكل سويًّا
تعالي يا حُلوة المقهى.

انطباعكم؟
سعيدةٌ أنكم قرأتم ما أكتب، شُكرًا.
انتهى.

قهوةٌ حُلوة.حيث تعيش القصص. اكتشف الآن