07

120 42 21
                                    


الغريب في الأمر ، ان كل شيء يحدث مبعثر و غير مفهوم ، غير مفهومة كمتاهة ، غير مفهومة كقتل لاعب ملكته في لعبة  شطرنج غير مفهومة و هم يرون جلنار نائمة بسلام بأحضان روزان ، و هي تدخل الى كنيسة تقترب من ماريتا و أرسيوس

نظر أرسيوس و ماريتا الى بعضهم البعض بنظرة ، استغراب ،صدمة ،تفاجؤ ، فعقولهم دامية توقعت بعضا من اطراف مقطوعة و بعض من مطالب تمتد لقطع اطرافا اكثر ، كل ما يرونه حبة در نائمة بسلام ، اكبر مساوئها انها قد تكون بكيت من جوع او من فرط اشتياقها لأخيها جهيد .

" اين تم ايجادها ؟!"

سأل ارسيوس و هو يحمل حبة در يضمها الى صدره يدفئ اطرافها متوردة من برد ، روزان التي التزمت صمتا مريبا جعل من أرسيوس يوجه بأنظاره هادئة اليه ،و جعل من ماريتا تشتد حدة نظرة في اعينها و اهتياج الشك فيها

"حفرة اسفل شجرة ، كان أشبه بمأوى للأرانب مفترسة "

" يمكننا القول ان هذه صغيرة كانت ستكون وجبة دسمة لتلك ارانب .. انها محظوظة "

كالعادة سخرية ماريتا بشكل داكن و مخيف ، جعل من ارسيوس يوجه انظاره الحادة اليها و جعل من روزان ترتعش مقلتاها بشكل هيستيري ، حيث كانت ندا لماريتا التي اشتدت مقلتاها ظلاما و هي تفحص كل انش من روزان

لطالما لم تثير انتباهها سابقا ،لظن منها انها مجرد راهبة في هذه كنيسة الا ان هذه نظرة الفارغة من ايمان و رهبنة ، كانت في تلك لحظة مملوءة من خوف و قلق و اضطراب شنيع ، ماريتا حولت انظارها بينها و بين جلنار ، و انظارها كانت تُدرس بانظار ارسيوس ايضا  ،

" استأذن بالرحيل الآن "

انحنت احتراما الى قسيس و زوجته ماريتا ، و ثم غادرت بروح مرتعشة لاحظتها ماريتا التي لا تزال تلتهمها بأعينها حادة ، شعرت بيد أرسيوس على كتفها ما جعلها تلتفت اليه بهدوء

"تم ايجادها في مأوى للأرانب مفترسة .. هذا كفيل بجعلنا نستوعب ان هذا تهديد "

ماريتا لم تجد ما تقوله ، فقط استمرت بالنظر اليه ،عاجزة من ربط الأفكار التي بداخلها الآن ، تنهدت و هي ترجع خصلاتها سوداء الى وراء و تلف بأنظارها حيث فراغ ممتلئ بتضخم افكار

" أعداؤنا هم سياسيون ، سيكون من غريب تلقي تهديد منهم بواسطة جلنار الذي لا يعلمون بوجودها حتى .. "

لاحظ ارسيوس نبرتها التي اصبحت مرهقة للحظة ، انزل انظاره الى جلنار ، ازفر نفسا متعبا ضاما اياها الى صدره اكثر ، ينفي برأسه خيبة امل عويصة

  . The Book (فِي قَيدْ التَعديلْ)حيث تعيش القصص. اكتشف الآن