تجمع هاشيرا و الوليمة:
اتخذت سماء المساء اللونين البرتقالي والوردي بينما تجمع الهاشيرا و رفاقهم في الحديقة الأمامية لقصر الفراشة. و تم وضع طاولات طويلة تزينت بمجموعة من الأطباق التي أظهرت مواهب الحاضرين في الطهي. ملأ الضحك والثرثرة الهواء، وكانت هذه لحظة نادرة من الاسترخاء والصداقة الحميمة بين قتلة الشياطين.
ساهم كل الحاضرين بوجبات من اعدادهم الخاص. و بالطبع أظهرت هيميكو مهاراتها الإستثنائية في الطهي بإعداد مجموعة متنوعة من الأطباق اللذيذة. كان طبخها دائمًا من أبرز الأحداث، والليلة لم تكن استثناءً. كانت رائحة السمك المشوي، و أطباق الأرز المطهوة على نار هادئة، والمخبوزات الطازجة تفوح في الفناء، مما يجعل أفواه الجميع تسيل.
تانجيرو، زينيتسو، إينوسوكي، كاناو و آوي كانوا جالسين بالفعل إلى طاولة واحدة، بينما جينيا كان واقفا عن بعد منهم جميعا و هو يتجاهل كل ما يحيط به بشكل مبالغ فيه، فقد رافق هيميجيما فقط لأنه تلميذه لا غير. زينيتسو كالعادة كان يمتدح طبخ هيميكو بين اللقمات:" هيميكو تشان، هذا مذهل! لقد تفوقت على نفسك حقًا هذه المرة."
صدرت عن إينوسوكي ضحكة خبيثة و قال بفمه الممتلئ في تعالي:" أما أنا فأستطيع أن أحظى بطبخ سينسي الرائع كل يوم"، ثم صاح في حماس:" سينسي، هذا رائع! عليك أن تعلميني كيفية صنع هذه الأشياء".
ابتسمت كاناو و هي تجلس بهدوء بجانب شينوبو التي أتت توا، كانت كل منهما تتناول من طبقها برقي مستمتعة بالأجواء الهادئة والوجبة اللذيذة. و كانت آوي تتبادل أطراف حوار هادئ مع ميتسوري التي انغمست في المأدبة بكل طاقة و نشاط.
كان توميوكا واقفا وحده، لكن طبقه هوالآخر قد كان مملوءا من الطعام الشهي. أما هيميجيما و توكيتو ، فقد جلسا إلى طاولة أخرى دون أن يتحدثا عن أي مواضيع ، فليس لديها اهتمامات مشتركة على كل حال. كان سانيمي و إيغورو يتشاركان طاولة هما أيضا، بينما يرمق هاشيرا الرياح أخاه الأصغر عن بعد بنظرات غضب و انزعاج.
لم يقطع صمتهما سوى صوت هاشيرا اللهب المبتهج:" هل تمانعان لو انضممنا لكما؟"، رفع كلاهما بصره ليلمحا رينغوكو و هيميكو، كلاهما يحملان أطباقا مملوءة إلى الآخر. هز الإثنان كتفيهما حتى و إن كان وجود هاشيرا النار يضايقهما ،و هو شيء أدركته هي ببصيرتها. وضع الشاب المبتهج الطبقين اللذان يحملهما على الطاولة ، و كذلك فعلت زوجته، إذ اتضح أنها كانت تحملها من أجله فقط، ثم جلس الإثنان و الفتاة تبذل جهدها في تجاهل الهالة العدوانية التي تحيط بالآخرين.
بمجرد ما استقر رينغوكو في جلسته قال بحماسه المعهود:" يالها من أمسية جميلة! من الرائع أن نجتمع دون أوقات الشدة" ، لم يتلقى جوابا من الإثنين، فانشغل بوجبته التي انتقاها و كذلك رفعت هيميكو هي الأخرى عيدان الأكل لتجرب طبق سوشي أحضرته ميتسوري. قال ايغورو بلهجة ضيق يخاطب هاشيرا اللهب:" إذا صرخت بـ'لذيذ' فسأركلك" ، فأجابه صوت ساخر من الخلف:" إذا ركلته فسأنتفك بشكل مبهرج، لنرى كيف سيبدو رأسك القبيح بدون شعر".