『رَسّـامِـي⊀』

ᴘᴀʀᴛ⁶:- يَون

قِراءَة مُمتِعة~
✄╌╌╌╌╌╌╌╌╌╌╌╌╌╌╌╌

.
⊰في صَمْـت الألَم،
يَنْبُت الأَمَل كَفَجْرٍ يَشْرُق بَعدَ لَيْلٍ طَـوِيل⊱
'مُقتَبَس'
.

تسلَّلَ صمتٌ خَافِت إلى المَنزِل
معَ هُطولِ اللَيل تُغلّفُه تلك الأجواءُ الباردةُ التي تعكسُها الأضواءُ الخافتةُ في زوايا الغرفِ

كان كما عهدَه، هادئًا ومنطفئًا مثلَ شعلةٍ تنتظرُ من يُشعلَها من جديدٍ، وَ مع أنَّ الخطواتِ الرتيبةَ تترددُ على الأرضيةِ الرُخَامِيَة، إلا أنَّ في كلِّ خطوةٍ عبقَ الحنينِ والرّهبةِ،

كأنَّ الزمنَ قد علقَ في جدرانِ هذا المكانِ، لا يسيرُ إلا بعودتهِ

في هذا السكونِ، صدحَ صوتٌ من المطبخِ،
يكسِرُ هدوءَ اللَحظَة "جونغكوك؟"
"هَل أنتَ فِي المَنزِل أخيرََا؟"

سَارَ غُرابِي الخُصلات إلى مَصدَر الصَوت ليَجِد والدته جالِسة على الطاوِلة، تُمسِك كُوبَ الشاي بِيَدِها الشاحِبة وَ الرَقِيقة تَراجَعَت كَتِفيها إلى الأمَام فِي حالَة مِن الذبول والإرهاق،

"مرحَبََا فاتِنَتي" قال وهو يَجلِس قِبَالتها "كَيفَ كان اليَوم؟"

رفَعَت ذَقنها لتَِنظر إليه و سَوداوياتَها تَتفَحصان مَلامِح صَغِيرَها بِشكل عابِر، تنهيدة ثَقِيلة تَركت فَمها

"لا أعرِف، لَقد كانَ يومًا"

تِلك الأنواع الغَامِضة مِن التَعليقات كَانت طَبيعية بالنِسبة لَها و لغُرابِيّ الخُصلات، لكِنَها كَانَت دائِمََا تُرهِق تَفكيرَه أرادَ أن يَعرِف تَفاصيل يَومَهم وَ ما فاتَه عِندَمَا كانَ خارِجََا يَعمل لكِنه فَضَل عَدَم السؤال..

"لِماذا تأخَرت بُنَي؟" تَساءَلت وهِي تَرتشِف من مَشروبَها الساخِن

"كنت أقوم بِالبَحِث عَن وظِيفَة أخرى"،

حَسنََا بَعِيدََا عَن التَفاصِيل الغُرابِيّ طَوال هَذا الإسبوع كَانَ يَبحَث عَن وظِيفة ذات دَخَل ثابِت إلى جانِب وظِيفَتِه بِالبِنَاء

بِالنسبةِ لِفَصل الرَسِم البَشَري كَانَ يَعلَم أنَ الأمرَ مؤقَت فَبَعد كُل شَيء هوَ لَيسَ عارِضََا بعُرِي كامِل وكُل ما يُمَيزه ليبقى وشومَه وتَناسُق جِسمَه فَكَم سَيَحتاج طُلاب الفَصِل لإتقان رَسمِهَا؟ جَلسَتَان؟ أربَع؟

هِي لَيسَت مَضمونة،

خَط مَحفور بَين حَواجِبها. "وظِيفَة أخرى؟ ما هَذا... ثَلاثَة الآن؟ جونغكوك..." هوَ أخبَرَها أنَه حَصَل عَلى وَظِيفة فِي الجامِعة لَكِن لَم يُخبِرها أنَه عارِض يَجعَل الطُلاب يَرسِمون صَدرَه وَ وشومَه لأن الأمر سَيَجعَلها تَحت ضغطِِ أكبر وَ هَذا آخِر ما يَتَمَناه ،