وسوسات أعزب -3-

225 2 0
                                    

فكيف لك أن تجد ما صورته لك تلك الشمطاء...
وانت يا حبيبي من أفقر الفقراء...
أمنيتك أن تكون أول وآخر الأحباء...
لكن قدرك أن تكون دوما من البدلاء...
أو حبيبا لكن مع الشركاء...
أو حلاً أخيرا أسفل قائمة سوداء...
مشروعا لما يمكن انقاذه قبل أن يبلغن سن الانتهاء...
ويصلن مرحلة اليأس والفناء...
حين لن يعدن قادرات على العطاء...
بعد أن يتعرضن من احبائهن الأوائل للجفاء...
فلا يجدن الا احضانك للإيواء...
وتصير أحضانك الأحنَّ بعد الاقصاء...
يأتين اليك باكيات يقسمن أن قلوبهن كانت عمياء...
فتصدق انت كل نائحة حمقاء...
كأنك نزل مجانا للكراء...
مكتوب على بابه فقط للبؤساء...
فتمسي عرضةً للسخرية والاستهزاء...
للهمز والغمز والازدراء...
من قبل الأقربون والاصدقاء...
أكثر ممن يكنون لك العداء...
حيَّرني وزرع بداخلي نحو كل أنثى البغضاء...
قلتُ: تُحدثني وكأني أحد مشاهير الغناء...
أو أحد فناني السينما أو الكتاب العظماء...
أنا لن أُلفِتَ النظر ولو تزوجت أمةً بشعة جرباء...
ببساطة لأنه لا يعرفني حتى أهلي والأقرباء...
ولو تجوب بي حيِّي وما جاور من الأحياء...
فأنا نكرة في بلدي و مدينتي وفي هذا العراء...
والدتي إن رأتني اللحظة ستسأل من هذا المومياء...؟
إرحل عني، فمن يسمعك يظنك من الحكماء...
تُفسر وتُحلل كأنك أحد العلماء...
أو مكلف بتوزيع الأقدار بالانتقاء...
ردَّ بنرفزة: وأنت مغرور لا تُنصح ولا تأخذ بالآراء...
قلت: وهل هذه آراء؟ أنت تريد أن تلبسني البلاء...
ردّ بتهكم: وكأني وجدتك في ثراء...!
أو رئيسا لمنتدى الأغنياء...
ما فيك يكفيك أنت في حد ذاتك بلاء ووباء...
إختفى وتركني معلقا بين الأرض والسماء...
لكنه أثر علي بخبث وذكاء...
لأن كل ما ذكره حقائق من الألف للياء..
ذكَّرني حتى بزمن بصراعي على البقاء...
ويا ليتني ما بقيت لأن ببقائي أتكبد هذا العناء...
فقدت وعيي بعد رحيله بعد أن أجهشت بالبكاء...
تملكني حزن شديد وأسى بعد الاغماء...
قلب هذا المبكر سكينتي المؤقتة ضوضاء...
بعد أن رممت تلك العجوز القليل من الأشلاء...
أين الحقيقة من كل هذا وأين الإفتراء...؟
أين أجد النقاء والصفاء...؟
أين هم الأخلاء الأمناء...؟
أأقضي ما تبقى من عمر دون رفقاء...؟
بلا عقيلة وأبناء...؟
تقدم بي العمر سريعا وانهكني العياء...
فهل من ناصح أو من يشير علي، الرجاء ؟

مذكرات آخر الديناصورات حيث تعيش القصص. اكتشف الآن