جلس يحيى امامها أرضا يبكى كالطفل الذى فقد أمه حديثا يخشى فقدانها فهى الوحيدة في ذلك العالم الذى يثق بها
يحيى: نهال انا معترف انى غلطان وبحاول بكل الطرق انى أكفر عن ذنبى ساعدينى وأنا هعمل أى شئ تقولى عليه مستعد انفذ أى حاجة
نهال : يحيى طيب سيبنى أسبوع اريح اعصابى من فضلك وهكلمك تانى
يحيى: هسيبك فى بيتك مش هنا وأنا اللى همشى
نهال : مش هتفرق كتير بس انا هكون مرتاحة هنا عشان خاطرى يا يحيى سبنى على راحتى
تركها يحيى على مضض ولكنه بداخله يقسم أن ينفذ أى شرط تضعه لها معادا الطلاق او الفراق
عند مالك
جلس فى شقته الخاصة يتزكر الماضى بكل تفاصيله زكرياته مع عبير فى طفولتها وكم كان قريب من عبير لكنه أصبح شاب وتمرد على كلام امه أراد أن يصبح مستقل ويختار حياته بنفسه لكن تدخل والدته فى حياته واختياراته جعله يتمرد وللاسف عبير كانت الثمن لذلك التمرد عليه ان يعوضها عن نا عاشته من ظلم بسببه
ارسل مالك تكذيب بشأن دكتور يحيى وطلب منه اعتذار رسمى عن ما قاله فى حق زوجته وأرسل لهم جميع الأوراق التى تؤكد صحه كلامه
انتشر خبر التكذيب بشكل أسرع واخذ الجميع صف عبير وخصوصاً من تعامل مع يحيى فهم لا ينكرون نجاحه وتميزه في مجاله ويذهبون له رغم اسلوبه الحاد ثقتا فى عمله ونجاحه كطبيب ففشله فى عمليات الخصوبه يكاد يكون معدوم إلا من زوجتهقرأت عبير الأخبار وفرحت كثيراً خاصه بالتعليقات بينما مالك أرسل لها بوكيه كبير جدا من الورد وبه جواب
لم أعد أتمنى شيئاً من هذه الدنيا فأنا أعرف أني أخذت نصيبي من الفرح عندما أحببتك
ادعو ليلا نهاراً فى كل صلاه ان تشفقى على حالى وتفتحى لى الباب
رأت عبير ذلك الجواب وابتسمت
مر اسبوع على تلك الأحداث فمالك يضع اللمسات الاخيره بشركته ويستعد للافتتاح وجعلها فرع اخر لشركته وأرسل أيضاً ورقه طلاق لنورا وجهز لها منزل بأسمه هو وأرسل لها المفتاح ومعه رساله تحتوى على العنوان واسم البواب
وقام بشراء فيلا وبها حمام سباحه حتى يعلم اولاده السباحه ويقضى معهم وقتا ممتعا وقام بتجهيز غرفه ليلى حتى تمكث فيها عندما تأتي وغرفه أيضا لأنس واصبح يسطبح أنس كثيراً ويجعله دائما يضغط على والدته بالعوده لابيه ومسامحته وكان خلال ذلك الاسبوع كل يوم صباح تجد بوكيه من الورد وبه رساله وهديه وكانت الهديه عباره عن اشياء كانت تطلبها فى الماضى وهو كان يتجاهلها كان دائما يحاول او يوضح لها أنه لما ينساها يوما ويتذكر كل ما تحب مما جعل قلب عبير ينبض مره اخرى لمالك
خاصه بعد رسائله الليله التى يبث بها حبه لها فقد أصبح كالمراهق يحدثها ليلاً يذهب لها صباحا ليصطحبها من العمل ومساءا ليعود بها مره اخرى للمنزل لم يدع لها فرصه لتفكر فى الماضى اصبح محاصرها من جميع الاتجاهات بعد ان انتهى من فرش الفيلا الخاصه به ذهب للحضانه أولا واصطحب مالك وليلى ثم ذهب بعد ذلك للمشفى لجلب عبير
عبير : على فكره انا هاخد على الدلع ومش هعرف ارجع للمواصلات تانى واروح واجى الشغل زى الأول
مالك : ومين قالك إنك هترجعى زى الأول
عبير : لما انت تفتتح الشركه
مالك : لو جه يوم ومعرفتش اوصلك او احيبك هتلاقى عربيه بسواق مخصوص تحت أمرك
عبير : انت رتبت حياتك بقى على انى قررت ارجعلك
مالك : وليه لأ يا عبير اديكى بتتعرفى عليا من اول وجديد ايه رأيك فيا بقى اعجب
صمتت عبير وهى تبتسم على حديثه
عبير : بقولك ايه ده مش طريق البيت
مالك : منا عارف عاملك مفاجأة
ذهب مالك وقام بشراء طعام جاهز من المشاوى لانه يعلم جيداً عشق عبير لها
ثم اشترى بعض الحلوى والعصائر للأطفال
عبير : احنا مسافرين ولا إيه
مالك: لأ خاطفكم نقضى يوم حلو مع بعض
وصل مالك للفيلا وفتح له الغفير
ذُهلت عبير من شكل الفيلا فالحنينه الاماميه عباره عن اشجار فاكهه محاوطه الصور وبقاع ارضيه متراصة بجانب بعضها بها زهور ونباتات
دلفوا جميعاً للفيلا واستعحبت عبير
عبير : ايه ده
مالك : تعالى بس اتفرجى عليها
اخذها مالك هى والاولاد وقاموا بعمل جوله وفرح انس وليلى كثيرا بغرفهم
ودى بقى غرفتى انا وانتى قبل ان تتحدث عبير ارسل مالك الاولاد لغرفهم حتى يستطيع الحديث مع عبير براحه
يلا يا ولاد روحوا العبوا فى غرفكوا ولما تخلصوا انزلو تحت هتلاقونا قاعدين
مالك : ايه رأيك انا حابب اننا نعيش سوا يا عبير انا عايز نفضل انا وانتى و انس مع بعض وليلى برضو تيجى كل اجازه تقضيها معانا عبير انا بطلب ايدك انك تشاركينى حياتى وتكملى معايا الباقى من عمرى موافقه يا عبير
تبقى انتى الإنسانه الوحيدة اللى تبنى معايا حياتى الجايه
عبير : طيب ونورا
مالك : بقى ماضى قفلته ومش عايز افتحه ولا اتكلم عنه تانى بس ليلى بنتى مالهاش ذنب ومش هجبرك انك تخليها تعيش معاكى لكن هجبها فى الاجازات عشان تقعد مع اخوها ويتعرفوا ببعض ويطلعوا سند لبعض ومايتربوش مل واحد لوحده
صمتت عبير تفكر وشعر مالك بما يدور فى ذهنها وركع امامها على الاوض وقام بفتح هلبه مخمليه ووضعها امامها
تقبلى تتجوزينى وتشاركينى اللى جاى من عمرى ووعد منى مش هزعلك ولا اظلمك ولا اجى عليكى وهبقى الزوج اللى بتتمنيه
هزت عبير رأسها بموافقه قام مالك والبسها الخاتم وقبل يدها وجلب الاولاد حتى يتناولوا طعامهم وحدد معها موعد الزواج وقرر أن يصنع له فرح بسيط ويدعوا فيه الجيران واصدقاءها وبعض رجال الأعمال داخل مصر وخارجها واراد أن يجعلها مفاجأة لها