الرَابع : نُقطة الضُعفِ

46 7 42
                                    

كَان الوحشُ يَقترِبُ مِنهمَا ، و معَ كُل خُطوَة يَزدَّادُ الخُوفِ بِدَاخِلهمَا ، كَان جَسدُهمَا يَرتعِشُ و عَينَاهُما تَدمِعَان ، تَملكَهُما الفزَّعُ فقَد باتَ مَوتهُما مُؤكَدًا.

تبَادِلَا نَظراتَ الهَلعِ و لَكِن بِوَضعَ سُونغمِين يدهُ عَلى فَمهِ و فمِ الأصغَرِ ، ترَاجعِت خُطوَات الوَحشِ فَغادرَ مِن المَكانِ ، فَخرِجَت عِدَّةُ ضحكَاتٍ مِن ثَغريهِما فقَد كَانا عَلى وشكِ المُوتِ الآنَ ، إستعَادَا أنفَاسهُمَا التِي حَبسَاهَا لِمُدَّة طَوِيلَةٍ ثمَّ إستقَاما لِيُكمِلا الطَريق إلا انَّ وحشًا آخرَ إعترضَهُم ، لعنَا الحظَ السَيء الذِي إمتلكَاه ، و نظرَا إلى بعضِهُما البَعض ثمَّ ركضَا نحُو المَجهول.

و فِي تِلك الأثِنَاءِ كَان تِشَان فِي أحَدِ الغُرفِ فِي المَبنى رِفقة فِيليكس ، يَختَبِئان ورَاء رَفِ الكُتبِ شَاعِرين بالتُوتِر ، القَلقُ ، و الإرتِبَاك ، و لكِن تَلبسِهُما خُوفٌ لَا مَثِيل لهُ خاصةً تِشان عِندَما ولجَّ وَحشٌ الغُرفَة و حدَّق بِه بِعَينَينِ مُرعِبَتينِ مُخرجًا شُرارَات نَارٍ مِنها

إرتِعَد جَسدِهُ إلى الخَلفِ بِصَدمَة و خُوفٍ و لَم يَقدِر عَلى الحرَاكِ حَتى عِندمَا إرتَفعَ ذَلِك الفَأسُ عَالِيًا أمَامَهُ ، كَانَ كُل شَيء يَتحرَكُ بِصُورَةٍ بَطِيئَةٍ أمَامَ حُدِّقَتِيهِ ، فأغمِضَ سَتائِر عَينيهِ بِقُوَة مُنتَظِرًا تَلقِي حَتفهُ فِي تِلك الثَوانِّ المَعدُودَةِ

كَان تشَان يشدُّ عَلى قَبضةِ يدِه يحَاول جَمعَ شُتات نفسِه و صدِيقه يُحدِّق بِه بِقلق ، و لَم يَكد يُنزِّلَ ذَلك السِلاح قَاطِعًا رَأس الآخَرِ حَتى دَفعَ فِيليكس الرَّف عَلى الوحشِ و سَارع بِالذهَاب معَ تشَان ، و لكِن وَحشًا آخَر إعتَرضِهُما ، تَنهِد بِيَأسٍ و نَظرَ إلى الأسفَلِ بَعد مُحاولتِه التِي بَاءِت بِالفَشل ، فدفعَ تِشان بَعِيدًا نحُو البَاب و ظلَّ قَابِعًا فِي مَكانِه أمَام الوحشِ دُون حركَة ، لقَد كَان يَنتَظِر المُوتَ.

إنَّ الحيَّاةَ تَدُور حَولهُ و هُو فقَط سَاكِنٌ فِي مكَانه بِأطرَاف مُرتجِفَةٍ و قَلبٍ خَائِفٍ ، كَان تِشان سيُسرع لِإنقَاذه إلا أنَّ أحدًا قَد سبقهُ ، شَعُر فيلِيكس بِيَدٍ تُمسِكه و تَسحَبهُ مِن ذِراعه ، كَانِت تِلك اليَدُ تَنتمِي إلى رِيُوجِين التِي سَارعَت بِالركِضِ هَربًا رِفقَته و رِفقَة يُونجِون و تشَان

"هَل سَأُنقِذكُم جَمِيعًا اليُوم؟ جُبنَاء"
تَمتمِت بِنَبرَةٍ ضَجِرة مُحاوِلةً إخفَاء خُوفِها ، لقَد كَانِت رِيُوجِين تَشعرُ بِالرُعبِ أيضًا ، و لكِنها لَم ترغَب فِي إظهَارِ ذَلِك فَكُل مَا عَليها فِعلهُ هُو التحَلِي بِالقُوَة

لقد وصلت إلى نهاية الفصول المنشورة.

⏰ آخر تحديث: Jun 14 ⏰

أضِف هذه القصة لمكتبتك كي يصلك إشعار عن فصولها الجديدة!

لُعبة | لي مينهوحيث تعيش القصص. اكتشف الآن