أهـلًا أهـلًا بالعـيد

28 2 0
                                    

لا إله إلا اللّٰه وحـده صـدق وعـده ونـصر عـبده وأعـز جـنده وهـزم الأحـزاب وحـده.. لا إله إلا الله ولا نـعبد إلا إيـاه مُخلصين لـهُ الـدين ولو كـرهَ الكافرون....


الأرض تهتزُ بتهليلِ المسلمين .. السماءُ شاهدةٌ على تكبيرِ أهلِ القرآن الكريم .. يومٌ عظيم بشعائرهِ بصيامهِ بيقينِ عباد اللّٰه في الإستجابة ....
العبدُ يظل طوال عمره في لعبة شد وجذب مع نفسـهِ ونفسـهِ ، الحبل هو ديني والجاذب الأول هو أنـا وخصمي أيضًا أنـا ..
أركضُ بين أنـا والأنـا لكي أظل تحت سقفِ دستور الحياة الأوحد هـنا ..
رغم ذنبي وإثمي ولكني أظلُ متمسك بالحبلِ .. يشتد شـد الأنـا ومُقابله قدمي في الوحلِ للرُكبٍ غارسةٌ ، غفوتي تصبح سِنَةٍ وتعود يداي على الحبلٍ تلتف واللف يجرح في يدي داميًا .. داميةٌ يدي صافيةٌ نيتي خالصةٌ توبتي وتـعود لا إله إلا أنا الغفار تشتد وتُبخث الأنـا المُشيطنة ..
يظل العـبدُ طوال حياته لاعـبًا بأقصى قوتهِ لعله في أخر النزالٍ يُكتب غالـبًا ..
العاشـر مِن ذي الحجة .. جدد فيه قوتك ، توبتك ، نيتك ، صِلتك باللّٰهِ ودينك
حتى إن لم تكُن بين اللؤلؤ المنثور .. أدع أن تكون في دعائك منصور

"لم يـكُن المُراد ذبـح إسماعيل ولكن ذبـح الهوىٰ المُتعلّق بإسماعيل"

|«»«»«»«»«»«»|

واقفًا متضرعًا في صلاةِ القيامٍ وتتهادى تلاوته وينتقل خشوعه لمَن يقفا خلفه .. نزلت دموع الثلاثة بعدما مسَّ قلوبهم لذة الشعور بأنهم تحت ظل اللّٰه وما زادهم إنفصالًا عن عالمهم وإنقطاع وسوسة "أهـيس" وذوايه عنهم وإعادة الصلة بين العبد وربه عندما ختم "آدم" الركعة الرابعة بتلاوته واحدة مِن أحن الآيات على القلب لتُفتت صلده ويجعله للتوبة يلين وشارك في ذلك الشعور هو صـوت القارئ المتوسل لنيل مغفرة ربـه :

 - قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَىٰ أَنفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِن رَّحْمَةِ اللَّهِ ۚ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا ۚ إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ .. اللّٰه أكـبر

وختموا قيامهم بالوتـرٍ وسلم كلًا منهم وتركهم "آدم" جالسين مكانهم يسبحون على أصابعهم ولم يأخذ الكثير وعاد إليهم بزجاجات ماءٍ مثلجة وهو يعطي لكلًا منهم واحدة ويقول بصوته الهادئ وبسمة حنونة كأنه يُحادث صغيريه :

- يلا أشربوا خلاص مفاضلش على الفَجر كتير وأنوا الصيام وإحتساب الثواب إن ربنا يكفر بصيام اليوم ده ذنوب سنة فاتت وسنة جاية وأهم حاجة النية تبقى خالصة للّٰه

إبتسم "عُـمران" وهو يأخذ منه الزجاجة ويفتحها ويقول له ببشاشةٍ :

- ربنا يخليك لينا ..

لقد وصلت إلى نهاية الفصول المنشورة.

⏰ آخر تحديث: Jun 20 ⏰

أضِف هذه القصة لمكتبتك كي يصلك إشعار عن فصولها الجديدة!

" رمـضان أهـلًا " حيث تعيش القصص. اكتشف الآن