**********ثلاثون يومًا سأتحرر منكَ وأكون فقط أنـا .. نزلتُ بأمر واحدٍ منهم وأصبحتُ هُـنا ..
نزلتُ وأدركتُ أن عداوتي ليس معهم كما خيلت لي بل معكَ أنـتَ وفقط عدوي الوحيد أنـتَ ..
تُسيطر علي في كُل يومٍ وتجعله يغضب مني وأنـا في كُل يومٍ أتوبُ وأستعيذُ بـهِ منكَ أنـتَ ..نزولي معروف لأُمهد طريقي للجنةٍ ونفثُكَ يقف عائقٌ ويُعركلني ولكني ثابت الخطـىٰ بذكرهِ .. وبذكرهِ أتصدى لـكَ يا "أبـليس" ..
كُل مـنا يُلازمه "حـسحاس" ولديه "أهـيس" ولكن جميعنا تحت ربٍ عزيزٍ باب توبته مفتوح ولدينا فرصة شهر كامل كريم ..
فـرمضان كـريم يا "أهـيس" فليصحبك كُل الرجـم وأنا سأُحصن نفسي منكَ ولأول مرةٍ سأكون هُـنا تحت رحمة خالقنا وسأُعيد بناء كُل الهدم ..
سأكون هُـنا فقط أنـا .. عبدٌ خُلق ليُذنب ويتوب ويُكتب أوابٌ
فخير الخطائين التوابون وأنا لدي كُل الفُرص لأتوب .. فلمدة شهر سأكون أنـا فقط أنـا .كعادةٍ عُرفت عن "عـوف" وهى نقاء قلبه .. فبعد أخر مواجهة عاد معه كما كانا ولم ينفر منه أو يجذع بل سانده وأخذ بيدهِ وإعتكفا سويًا في مسجد قريب مِن منزلهم حتى يستطع "آدم" تحصين نفسه مِن "أهيس" بعدما تمكن مِن السيطرة على قرينه ..
زفر الهواء دفعة واحدة وهو يحاول أن يتناسي الفترة الماضية وما حدث معهم كي يستطع أن يجعل شعور الراحة بالشعائر الدينية التي تسبق شهر الخير أن تتغلغل داخله وتمسح على روحه بعدما عانى الكثير على يد "أهـيس" خاصةً بعدما شعر برحمة الموالى به بإقتراب "شهر رمضان" بعد ما حدث معه ..
شهر الخير والعطاء وجبال مِن الحسنات .. ثلاثون يومًا كاملةً سيتخلص مِن "أهـيس" ويُجرب الحياة ك"آدم" فقط ..
"آدم" بغير شيطانه .. "آدم" بغير وسوسةٍ .. فقط "آدم" العبد وحده
" أنت أعلَمُ بفتنتكَ، فاعتزلها."
كان "آدم" جالسًا في شرفة غرفته وهو يتنفس لأول مرةٍ براحةٍ وإطمئنان ويشكر اللّٰه على نعمة الإسلام .. ولكن قُطع هذا الصفاء بالإعصار الذي ولج فاجاةً على هيئة "عـوف" وهو يصيح فيه بنفاذ صبرٍ وهو يسحب خلفه "عـمران" مِن ثيابه :
- جـرا إيه منك لـه هو أنا عايش في حارة اليهود إن ما لقيت حتى بلحة بالغلط .. غير البلحة إللى كلنا عارفينها يعني بس ده مش موضوعنا دلوقتي عشان أعرف أقضي معاكوا رمضان بدل ما أقضيه مع "زعـبل" وأبوه
قذف "عـمران" يده التي كانت تقبض عليه مِن خلف رأسه كاللصوص وهو يشيعه بنظرة مستحقرة وهو يقول له بنبرةٍ متوعدة :
- يارتني كنت سجلتلك ياكش تتقفش ونخلص مِن زن أمك
فرد عليه وهو يعيد هندمة قميصه بتكبرٍ ويقول وهو يرفع رأسه :
أنت تقرأ
" رمـضان أهـلًا "
Literatura Faktuنوڤيلا صغيرة لعائلة "آدم" ولكن "آدم" العبد وحده بغير وسوسة "أهـيس" سَتُبتَلَى فِيما تُبتَ مِنه؛ فاثبُت وإنّ الله دائم النظر إليك؛ فتأدب!