حلقة العيد الكبير

12.7K 1.3K 369
                                    

حلقة خاصة بعيد الأضحىٰ..
         ____________________

لبيك وإن قست القلوب
لبيك وإن فاضت الذنوب
لبيك إننا عائدون تائبون  نادمون.
"لبَّيكََ إنَّ قَلْبِي بَينَ يَديكَ فثبِّتْهُ"

لبيكَ وَإِن قست القلوب، لبيكَ وَإِن فاضت الذنوب،
لبيكَ إنَّا عائِدُون، تائِبُون، نادِمُون لبيّك إنّا مُتعبون،
اجبُرنا كأننا لم نرَ حُزنًا قط.
‏لبيكَ ربي وإن لَم أكن بين الزحام مُلبيًا
__________________________________

لبيك اللهم لبيك
لبيك لا شريك لك لبيك..
إن االحمد والنعمةَ لكَ والملك لا شريك لك.

صدح صوت الحُجاج في أرجاء المدينة من كل مكانٍ عبر شاشات التلفاز ومحطات الإذاعة الهوائية والقلوب تُنادي وتُناجي الخالق وهي تتمنى أن تكن وسط اللؤلؤ الأبيض المنثور فوق جبل عرفات، وهنا وسط العائلة الأحب على قلوبنا هيا بنا لنجد وسطهم جُرعة قليلة من الدفء والحُب…

في شقة "ميمي" كان الوضع هادئًا بعد ذهابها لقضاء فريضة الحج بعدما قدموها لها الشباب كهديةٍ جعلت فؤادها يُحلق إلى هناك من قبلها وهي ترى أمنية العمر تتحقق أخيرًا، لكن الشباب لم ولن يتخلوا عن عاداتهم حيث أتفقوا على أن يتم قضاء اليوم وتاليه مع بعضهم في الشقة الخاصة بها بنفس الطقوس المتعارف عليها منهم، وقد أتت "سيدة" والدة "عامر" تقوم بتحضير الطعام لأفراد أسرتها وتجهيزًا للشباب معهم أيضًا..

عاد "عمار" من عمله أولًا لكي يتناول وجبة الفطور مع أفراد أسرته بيوم عرفات، وقد وجد والدته تمسك في يديها كتاب الله العزيز فتحرك نحو الداخل يقابل زوجته التي وقفت في المطبخ تتابع صنع الطعام فأقترب منها يسألها بنبرةٍ هادئة:

_السلام عليكم يا خوخة، بتعملي ايه؟.

_بعمل الفطار علشان "عـامر" جاي في الطريق ومعاه مراته وطنط "عفاف" وطنط "ميرڤت" جايين في الطريق وجايبين باقي الفطار، أدخل أرتاح أنتَ يا حبيبي وهصحيك على الفطار.

هكذا جاوبته مبتسمة الوجه فيما أقترب هو يُلثم جبينها ثم تركها وولج الغرفة لكي يأخذ ابنه الصغير بين ذراعيه لكنه تفاجأ ما إن وجد الغرفة فارغةً منه، وقد خرج نحو والدته لكي يراه لكنه لم يلحظه معها فولج نحو الداخل تحديدًا لمكان زوجته يتأكد إن كان معها أم لا..

_"خلود" هو "عُمير" فين؟.

سؤال ألقاه "عمار" باستنكارٍ على زوجته التي كانت تقوم بمتابعة الطعام في المطبخ وقد عقدت ملامحها تسأله بحيرةٍ:

_هو مش في سريره؟.

نفى ذلك برأسه فأندفعت هي تسأله بلهفةٍ ساورها القلق:

_ولا مع مامتك؟.

كرر جوابه النافي قطعًا لها فشهقت هي وهتفت بتخمينٍ تمنت أن يكون كاذبًا:

رمضان كريم حيث تعيش القصص. اكتشف الآن