الجمعة الثالثة (ما قبل رمضان)

17.4K 1.4K 204
                                    

"رمضان كريم"
"تعافيت بك_الجمعة الثالثة"
              _________________

"قريبًا ستزول همومنا ، إن رمضآن آتٍ
لا بأس، رمضان آتٍ،
ليمحو أحزاننا،
ويُعيد طمأنينتنا الغائبة من جديد
"لَا بَأْسَ لِكُلِّ آلَامِ العَامِ؛ رَمَضَانُ آتٍ."
__________________________________

لكل هموم العام وثُقل النفس أبشر إن رمضان آتٍ..
سيأتي للعباد لنشر البهجة والفرح والسرور في نفوس أثقلتها هموم الأيام، شهر الرحمة والمغفرة للعباد، الشهر التي بمجرد اقتراب أيامه تصبح النفس حُرة بسعادةٍ كما حرية الطير في السماء الواسعة…

كان المظهر العام في الشارع ماهو إلا لوحة فنية قلما تراها أمام عينيكَ في أي مكانٍ غير ذلك، امتلأ الشارع في ساعتين تقريبًا بالشباب ومعهم صغارهم ومعهم الشرائط الملونة اللامعة، حينها وقف "عامر" بين الصغار يقوم بتوزيع الشرائط اللامعة لكي يمسكونها مع بعضهم، وكذلك الفتيات الصغيرات، بينما "ياسر" فجلس على الدرجات الصغيرة أمام أحد المحال التجارية وهو يتمم على صنع الفانوس الورقي المُزين بالقماش الخيامي الأحمر ذي النقوش الزرقاء..

جلس "يونس" يعاون "ياسر" في صنع الفانوس الكبير ومعهما "يـزن" أيضًا الذي أمسك القطع الورقية الصغيرة يساعدهما فيما يفعلان سويًا، وفي هذه اللحظة وقف "ياسين" برفقة "خالد" يقوما سويًا بتوصيل الأسلاك الكهربية معًا، لحظة مرت على الجميع أثناء انشغالهم فيما يفعلون وقد تبعها مرور بعض الرجال في أيديهم آلات كبيرة الحجم خاصة بالعزف الموسيقي وحينها أرتفع صوت الصغار في الحارة فارحين بالصوت الذي ملأ المكان وحينها التفت "عـامر" خلفه بضحكةٍ واسعة فوجد ابنه يسأله بتعجبٍ:

_بابا هما مين دول فيه فرح هنا؟.

تدخل "زين" ابن "ياسر" يهتف بنبرةٍ ضاحكة:

_ماشيين بيغنوا ويطبلوا ويقولوا رمضان كريم، يكونوا مين يعني؟.

حينها قلب "عمر" شفتيه ثم تشدق بسخريةٍ:

_أهلًا وسهلًا، ولاد رمضان كريم يعني؟ مين دول ياعم؟.

ضحك الجميع على سخريته فيما نطق "ياسر" بنبرة هادئة يفسر له عمل الآخرين بقوله:

_دول ناس على باب الله، بيلفوا كدا يقولوا ذِكر وأغاني رمضان والناس بتراضيهم، غلابة يعني في الدنيا.

تدخل "يـونس" يهتف بنبرةٍ هادئة بعدما ابتسم:

_كلنا غلابة في الدنيا دي يا عمو "ياسر" والله.

في هذه اللحظة تحديدًا اقتربت منهم مجموعة الرجال وهم يطرقون على الطبول وخلفهم سار الصغار من أنحاء الحارة بل المنطقة بأكملها فتحرك "عامر" نحوهم يبتسم لهم ثم تحدث لأحدهم بنبرةٍ هادئة وهو يقول:

رمضان كريم حيث تعيش القصص. اكتشف الآن