1

201 20 5
                                    

بَقى هُناك لِفترة بِدائِرة مُغلقة مِن الأفكار ، مِن الغَريب كَيف أن كُلَ شَيء مُحكمٌ عَليه بِطَريقة لَم يَعرف أيَ يَوْمًا كانَ بِهِ الآن، أو الوَقت.

أهَذِهِ طَريقة جَديدة لِأصابَتِه بِالجنون ؟

يُفَكِرُ حِينها بِأنَّهُ يَود لَو كانَ الأمر مَزحة ثَقيلة، وَ ما رأهُ كانَ مُزيفًا. سَيكون الأمر مِثاليًا حَقًا.

ما الَذي يَبْتَغيهِ المَخبولُ مِنه عَلى أيِ حال؟ أكلُ جِثةِ امرأةً لا مَعرفةَ لَهُ بِها ؟ لِماذا؟ لِماذا هوَ؟

ما المُمَيَّز بِه؟

أكانَ هُناك شَيء لا يَعرفه ؟

كَم مِن الوَقت سَيمضيهِ هُنا ؟

ماذا عَن كَلبه؟ أسيبقى وَحيدًا بِشَقَته؟

يَنقبضُ قَلبه عِندَ هَذا، وَ يُصابُ بِالأحباط، لِمَعرفَتِه التامة بِوحدَتِه.

كانَ يَمتَلِك بَعض الأصدقاء، القَليل مِنهمُ، وَلَكِن مَن سَوفَ يَهتم لأجله لِدَرجة أنَّهُ سَوفَ يَأتِي لِشَقته؟

لَيْسَ هُناك فُرصة.

وَ عائِلَته، قَطعَ التواصل مَعهم مِنذُ وَقتًا طَوِيل بِالفعِل.

لَم يَتبقى أحدًا يَهتمُ لهُ حَقًا.

يَتنَهد وَ يَشدُ شَعره بِعَصبية يحاول كَتمها بِصعوبة.

لِما كانَ بِهَذا البؤس.

'هيوْنجِين لِما أنتَ بِهَذا البؤس ؟'

مِن الجنون التَحدثُ لِذاته بِخَضمِ هَذا، وَلَكِن لَم يَكُن هُناك سِواه، وَ المَخبول ، وَ تِلكَ الجثة الَتِي تُقَطع الآن .

لَم يَغفل تَمامًا عَن تِلكَ الأصوات ، القِطع وَ السَحب، وَ التَنهيدات العالية ، وَ بَعض الهَسهسات المُنخَفِضة .

جِنون، كُلَ هَذا جنون عِندما يُفَكِرُ بِه .

تُقاطَعُ أفكارِه عَلى طَرقٌ خافِت عَلى الباب الَذي يَستند بِالجلوس عَليه، فَيَجفلُ جَسَده وَ يَتَصَلب.

" ألَن تَخرُج؟ "

يَمضغُ رِيقًا وَ يَصمُت، لَم يَكُن يَمتلِك القِدرة الكافية لِأجابَتِه، كانَ خامِلًا تَمامًا بَعد بَقاءه لِفَترة طَوِيلة جالِسًا.

" أتُخَططُ لِلبقاءِ هُنا ؟ "

" ما المانِع !"

يَرد بِحنجرة جافة ، وَ صَوتٌ يَرتجف ، عَليهِ فِي بَعض الأحيان أن يُفَكِرَ جَيدًا لِما يَقول.

فَهوَ بِوضعٍ قَدْ يَخسرَ رأسهُ هوَ الآخَر.

يَرتَجف جَسَدَه أثَرَ هَذِهِ الفِكرة وَ يُحبطُ تَمامًا مِن مَجرى تَفكيره.

الوَجْبَة الأخِيرة~ هيونهُوحيث تعيش القصص. اكتشف الآن