بِداية النهايةِ .

104 8 2
                                    

2022 / 2 / 2
تَاريخ وفاة اعز اصْدقائي .
" ثِيو "
---------------

عِندما كُنت صغيرة، كُنت أظن أن ملامِح الحياة هي السَعادة الأبدية.. عَلى الأقل .. لَكن كان الواقع مُختلفاً تماما .. لطالما اعتقدت أن عَلينا أن نثق بألاشخاصِ القريبين منا .. لم ادرك غَباء كلماتي حَتى تعرضت للخذلان، لَم يبقَ لي شخصٌ سوى ثِيو .. ثم غَادر الحياة تاركًا خَلفهُ ملامح البؤسِ تَغزو حَياتي

____

الغابة كانت مكَاني المفضل للهُروب من واقعي ذو المَلامح السوداء والبيضاء .. كما لو أن حياتي لم تَعرِف الالوان بعد.. في يومٍ ما، كُنت استلقي بجانبِ بئرٍ ذو شٍكلٍ قَديم وهَزيل .. كما لو كَان هناك من آلاف السنين .. كنت اُمسك بورقة وقلم واكتب بعشوائية .. لطالما كُنت احب الكتابة، لكنها مُجرد شيء الجئ إليه عند حُزني .. لا اِرادياً كنت اكتب عن كوني اود الرُجوع بالزمن لإنقاذ ثِيو من حادِث السيارة .. وانني اتمنى لو كَان هنا مُجددًا ..

بَعدما كتبت ذلك، اخذتُ بالورقة ورميتها في البئرِ ونَسمات الهَواء الباردِ تتطاير مُلاحقة شَعري البُني الطويل .

عِندما رَميت الورقة، شَعرت كما لو كان جَبلٌ من الجليد سَقَط على ظهري من شِدة الإرهاق .. لذا عُدت إلى كُوخي الذي كان بالقرب من البئر، عُدت لارتاح على أمل أن ازيح الالم عن عاتقي

استَلقيتُ على سَريري وغَفوتُ ما أن لامَست وَجنتاي وِسادتي الدَافئة ..

-------

استيقظتُ من نومي واشَعرُ كما لو كان شخص يُربت علي في محاولةٍ لأيقاظي وهو يَقول " آنستي، استيقظِ .. لَقد مَرت اربعُ ساعات وأنتِ نائمة "

نَهضت بسرعة من سَريري لأجدَ نفسي في جناحٍ ملكي، ظَلّت عيناي تتجول في الغرفة بصمت وصَدمة .. كانت الزخارف الملكية تملئ الغُرفة .. شَعرت للحظة كما لو أنني في جنةٍ من جِنان الأرض .. حتى قاطع شرودي الشخص الذي كان يوقظني وقال، آنستي هل أنتِ بخير؟

صُدمت عندما رأيته .. لأنني لم التقِ به في حياتي، سألته بسرعة وتوتر وكانت ملامح الارتباكِ والخوف على وجهي وقلت " مَن انت وماذا افعل هنا؟ كيف احضرتني إلى هُنا!!؟ "

ملامحُ الارتباك بدت على وجهِ الرجل وقال، ما بكِ آنستي، هل تلكَ احد مقالبكِ؟، في أثناء حديث الرجل دَخلت بعض الخادِمات الذين يرتديَّن اجود أَنواع الفَساتين القَديمة .. عِندما رأيت الفساتين، اَدركتُ فورًا أننا في عَصر قَديم أو ماشابه .. كَانت فساتين قديمة ذات نَفشة كَبيرة والوان باهتة والعديد من الزَخارف حول الخصر والاكتاف، كان ذلك مشهدًا رائعا ، لكنني سألت فورًا باستغراب وقَلت: " في اي قَرنٍ نحن؟ "

اجاب الخادم باستغرابٍ من سؤالي وقَال : في القَرنِ التاسِع عَشر.. لَكن لماذا؟

----------------

فَعالية : اِن استيقظتم ووجدتم انفُسكم في عَصرٍ وقرنٍ مُختلف، فكيف ستتصرفونَ؟🥀 .

اُنظر بِعقلكَ انَّ العينَ كاذِبةٌ،
واَسمعْ بقلبكِ اِنَّ السَمعَ خَوَّانُ.

"التَطيلي الاعَمى"

بساتين الموت - Orchards of deathحيث تعيش القصص. اكتشف الآن