Part 03 : السفاح والحورية

52 4 0
                                    

الطرقات والشوارع خالية تقريبا، وكل من كان في الخارج كان يسابق الزمن للوصول للمنزل خشية ازدياد غزارة الأمطار، لون السماء داكن وكذلك أوراق الشجر، والجو ملون بأزرق مريح.

الشتاء هو الأفضل قطعا.

السيارة السوداء خاصة مارك كانت تسير بحذر من زلقة الأرض من المطر الذي يهطل بقوة تدريجية، سيران في مقعد السائق تستمتع بمنظر شوارع هامبورغ الخلابة خاصة مه هذه الأجواء.

صوت ارتطام الأمطار كأنما يعانق قلبها الذي هدأ وأخيرا، عيناها ارتختا تلقائيا شيئا فشيئا حتى انغلقتا دون أن تغفو.. فقط تستشعر الشتاء يحاوط جلدها المكسو بلون أبيض كندف الثلج الذي تم التنبأ بسقوطه بحلول صبيحة الغد في الأخبار، ويمنحها الراحة والسعادة وينشرها في عظامها.

وجهتهما كان مقر عملها، دعته للحضور لمكتبها للحصول على مشروب دافئ ريثما يطالع أهم الوثائق التي تحتوي كل ماهو مهم ليعرف بشأنه قبل صفقة الانضمام.

فتحت أعينها بتثاقل بعد ان تذكرت أن عليها كتابة رسالة للسكرتيرة للتجهيز لكن طاقتها خارت لأن هذا الشعور بالراحة غلبها تماما، قاومته وازلقت يدها للحقيبة مرسلة رسالة قصيرة.

[لدينا ضيف مهم]

تفحصت جدولها الذي سبق وأرسلته السكرتيرة ليلا وتبين أنه كان فارغا تقريبا على عكس الأيام المقبلة، سحقا لدراسة تقارير الأرباح والخسائر وتقرير ميزانية العام المقبل.

تنهيدة ضيق صدرت منها جعلت عيناه تتجه نحوها دون الالتفات.

"لا يبدو وكأنك ترغبين في العمل.. هل تستسلمين في آخر الطريق؟"

نبس بخفوت وبحة عميقة طغت على صوته قادت الطبول في صدرها لتدق والكلمات على طرف لسانها تأبى القفر، فاكتفت بلوي شفاهها تزامنا مع أخذ أنفاس ثقيلة زفرتها ببطئ تحرر صدرها من آثار صوته الآثم، وإثمه هو تعذيب دواخل فتاة مسكينة.

" ربما أتذمر الآن لكن وحش العمل بداخلي يتحرر بمجرد وطوء أقدامي باب الشركة، في الواقع هذا التذمر روتين صباحي قبل العمل"

"حقا؟"

قهقه وشبح ابتسامة لاح على شفاهه، لم يدم طويلا لكنه كان هناك... لقد كان هناك.

لان قلبها، تلك الابتسامة الصغيرة أصدق من أي ابتسامة عريضة قد يجاملها بها، تلك الابتسامة الصغيرة تعني لها الكثير..

تعني أن شروخ موت شقيقه تنغلق، وستعمل على جعلها تختفي كما سبق وفعلت، مافعلته قبل سبع سنوات ستفعله مجددا...

في الماضي تحت لقب الصديقة وفي المستقبل تحت لقب الزوجة.

--

طلقة و بطاقة || SHOT X CARD حيث تعيش القصص. اكتشف الآن