الفَـصل السـادس ||Part six

3 1 0
                                    

حكاية شبح الأوبرا تستمر..

فتـحت طليـقته عينـيها ببـطىء و اعتـدلت مـِن رقـدتها.. هـذا البـلل عـلى الفـراش، قطـبت جبيـنها و استـدارت لتنـظر جـوارها، الظـلام يخـيم عـلى الغـرفة و هـي تكـاد لا تـرى شيـئاً

لـكنَّ هنـاك هاجـساً مـا أيقـظها.. مـا سـر هـذا البـلل عـلى الفراش؟..

مـدت يـدها تحـسست المـلاءة و أمسـكت يـد زوجـها.. وجـدت نفسـها تبتـسم فـي حنـان لملـمس يـده، و سرعـان مـا تلاشـت ابتسامتـها عنـدما سحـبت يـدها لتـجد اليـد المقطـوعة مستـقرة عـلى ساعـدها.. صـرخت، و قفـزت فـقط لتنـزلق قدميـها عـلى الأرضـية الغـارقة فـي الدمـاء و تسـقط أرضـاً..

تزحـف عـلى الأرض، تـصل لقـابس النـور.. تنـظر وراءهـا بعـدما آلـمت الإضـاءة عينيـها بقـوة و تصـرخ.. هـذا لـيس زوجـها هـذا مـا تبـقَّى مـنه، لـقد مـزَّقَه أحـدهم إربـاً، تستـدير فـي هـلع و تخـرج مـِن الغـرفة متجـهة لغـرفة أطفـالها و هـي تصـرخ

" أرجـوكم كونـوا بخـير. "

تفـتح غرفتـهم و يغـشى عليـها، تـدور بـها الدنـيا قـبل أن يسـود الظـلام.. و أمـام جسـدها الفـاقد للوعـي تستـقر رؤوس أطفـالها عـلى منـضدة طعامـهم الصغـيرة

بينـما أجسـادهم لا تـزال فـي الفـراش تـحت الأغطـية، و وراء جسـدها يـقف شـبح الأوبـرا، عـاري الجـذع.. مرتـدياً القنـاع إيـاه.

***

بعـدما أنتـهى تـايـهيونغ مـِن لعـبة الأحجـية وقـف ينـظر مـِن نافـذته، لـقد ظـلَّ يلـعب محـاولاً التمـاسُك، محـاولاً ألا يفـكر فـي رفـض صـوفيا لـه.. لا يـريد أن يبـكي، و يتمـنى لـو رحـل عـنه هـذا الألـم الممـضي فـي صـدره..
يـريد أي شـيء ليشـتته..

هـنا رأى تـايـهيونغ الرجـل فـارع القـامة ذا العبـاءة السـوداء و القنـاع، يسـير فـي الشـارع، غمـغم تـايـهيونغ

" يـا إلـهي.. شـبح الأوبـرا قـد خـرج مـِن المتـحف! "

يتـمنى لـو يستـطيع الأتصـال بجـونغكوك أو صـوفيا ليخـبرهم.. آه صـوفيا.. تـباً..
ينـفض رأسـه و هـو يحـدق بذهـول فـي الرجـل.. يسـير الشـبح بهـدوء و يغمـغم تـايـهيونغ

" سـوف أتتـبعه. "

كـان قـد فعـلها مـِن قـبل، الانسـلال مـِن المنـزل دون عِـلم والـدته، لكـنه لـم يفعـلها أبـداً فـي مـثل هـذا التوقـيت مـِن اللـيل..

يخـرج تـايـهيونغ و يغـلق البـاب خلـفه بحـرصٍ قـبل أن يعـدو عـلى السـلالم كالبـالون، متحـاشياً أن تُحـدِث قدمـيه أي صـوت و هـو يـدعو ألا يستيـقظ أحـد السكـان..

زائر منتصف الليل حيث تعيش القصص. اكتشف الآن