إختاري الشرير

Part 02 : حمقاء بميدالية

الطفولة هي السكين العالق في حنجرتك

سحبه مستحيل ..

...........................................................................................................................................

الماضي

نظرت ساهارا للدوق بأعينها الهادئة و تبادل كلاهما نظرة صامتة يحدقان بالطبيب ناغي..

الطبيب ناغي باتسي كان يقف يتفقد تقارير آزاريا الطبية و يتحدث مع نفسه كأنه مجنون ..

شعره كان مجعدا و نظاراته مستديرة كهاري بوتر و حقيقة أنه يتحدث مع نفسه يقلب الأوراق بين يديه يتفقدها بسرعة كأنه يجري مسحا عليها جعلت الدوق و مساعدته يراقبانه بصمت غير متأكدان إن كان يقرأها حقا من سرعة تقليبه بين الصفحات..

آزاريا كان جالسا على كرسيه المتحرك بملامح باردة و بذلته سوداء كليا كمزاجه و أعينه السوداء ..

الطبيب أمامه هو الجراح الذي يفترض به أن يقوم بعمليته رفض أن يأتي لإيطاليا حتى بعدما علم أن من طلبه هو دوق إيطالي..تجاهله كأنه يتجاهل جروا في الشارع..وبرؤيته الآن أمامه عرف أنه مجنون لدرجة لا يهتم لا بالمال و لا الشهرة و لا حتى التهديد ..

وبالتالي انتهى الأمر بآزاريا هو هنا في اليابان ليس لأنه يريده بل لأنه يحتاجه..لأنه لا يملك حلا آخر..إن كان هذا الطبيب فقط من يستطيع إعادة أقدامه فليكن إذن..

كل الأطباء كانوا يمنحون آزاريا فرضيات و نسب مئوية منخفضة لنسبة نجاح عملياته و إمكانية إستعادة حركته ..رؤية تعابيرهم جعلت آزاريا يفهم أنهم غير قادرين على معالجته وهو يفضل الموت على الإستسلام..لم يستسلم للموت من قبل ألف مرة..لم يستسلم لكل شخص حاول قتله و التخلص منه ولن يستسلم الآن للكرسي مهما تطلب الأمر..حتى و إن كان هذا يعني أنه أتى لليابان بنفسه ليجبر الطبيب على قراءة ملفاته..

أيديه كانت مغطاة بالقفازات و استخدمها ليمسح على ركبته يحاول أن يشعر بشيء هناك لكن لا شيء..الأمر الذي جعل فكه ينقبض و يده تنقبض يشد عليها بقوة ..

" بعد أسبوعين.."

تمتم ناغي باتسي بهذا وهو يمسح على شعره المجعد ولم يعرف أحد إن كان يتحدث معهما أو مع نفسه لأنه في كل الأحوال كان يتحدث مع نفسه منذ فترة كالمجنون..

" هل تتحدث معنا سيد باتسي ؟.."

تمتمت ساهارا بهذا برسمية و ثيابها السوداء تناقض شعرها الأبيض ..

" هل هناك أحد غيركما في الغرفة ؟.."

قال ناغي هذا و سار في الغرفة يحك رأسه يبحث عن شيء ما و هو يفتح الدرج وكل خزانة في المكان محاولا إيجاده..