أغلقت هاتفي وبدأت في تجهيز حقيبتي بعدما أخذت القرار دون الرجوع إلىٰ أحد أو إنتظار إجابة معاوية وعبد الرحمن، سوف نذهب أنا وأحمد حتى لو لم يأتِ البقية.
مرت ساعات وكُنا في طريقنا إلىٰ رأس البر، فجر يوم الأحد وعند شروق الشمس وصلنا إلى وجهتنا، لم يكن بالحُسبان أن نبقىٰ أكثر من يوم ولكن أثناء الطريق اتفقنا علىٰ المكوث لثلاثة أيام رغم أن المال لن يكفي.
لمن لا يعلم؛ رأس البر هي مدينة ساحلية ساحرة تقع على الساحل الشمالي الشرقي لمصر والأقرب إلى قلبي أنا، تتميز هذه المدينة بشوارعها الرملية الجميلة ومنازلها المُلونة والمزخرفة عندما تقف على شواطئ رأس البر ستشعر بالهدوء والسكينة التي تنبعث من البحر الأبيض المتوسط المتلألئ أمامك.
تتمتع المدينة بمناظر خلابة للشاطئ حيث يمتد الرمل الناعم والأبيض على طول الساحل يمكنك الإستمتاع بالمشي على الشاطئ أو الاستلقاء تحت أشعة الشمس الدافئة أو حتى القيام بنشاطات مائية مثل السباحة وركوب الأمواج.
تجد فيها منازل ملونة ومزخرفة بألوان زاهية، يُمكنك رؤية الأسوار المزينة والشرفات الخشبية والنوافذ المزخرفة التي تعكس الثقافة المحلية وتاريخ المدينة، عند التجوال في شوارع رأس البر ستشعر بالأجواء الهادئة والمريحة، يسود هناك هدوء وسكينة وتستمتع بالمشاهدة المريحة للأشجار النخيل الجميلة التي تُزين الشوارع بكل مكان يُمكنك السير في الطرق المرصوفة بالرمل والتمتع بالأجواء البحرية العليلة ورائحة الهواء المنعشة.
بعد وصولنا بدأنا نبحث عن منزل داخل شوارع رأس البر أو كما يلقبونه أهالي رأس البر " عِـشة " الأسعار كانت مذهلة بالنسبة لما معنا من مال فُقلت لهم :
- لما لا نصنع خيمة علىٰ الشاطئ ونظل بها لثلاثة أيام ؟
فقال أحمد :
- أظنها فكرة جيدة لنفعلها !ولكن استوقفنا اعتراض عبد الرحمن وهو يقول:
- أتريدوننا أن ننام في مكان خالي من البشر وأقرب الناس إلينا يبعدون عنا ما يفوق المائة متر؟
وافقه معاوية وقال :
- لنستمر في البحث عن عشة !
وفي النهاية قررنا الاستمرار في البحث عن العشة، اقترب النهار أن ينتهي عندها قابلنا رجل غريب الأطوار وسألناه علىٰ عشة للإيجار فأجاب :
- طلبكم عندي وبأقل من المبلغ الذي بحوذتكم !
تفاجئنا جميعًا الأمر غريب فارق السعر رهيب بين العشة التي يخبرنا عنها وباقي الأماكن بالمدينة، ولكن في النهاية وافقنا وعندما ذهبنا إلى العشة لنراها، كانت قديمة ومُختلفة أشبه بالمنزل القديم ليست كباقي منازل المدينة.
كان المنزل الذي قررنا الإقامة فيه يقع في ضاحية هادئة، محاطًا بأشجار كبيرة ومظلمة، يتمتع بطابع مريب وغامض يثير الفضول والرهبة في آنٍ واحد عند النظر إليه من الخارج يمكن ملاحظة تدهوره وتآكله بفعل مرور الزمن وعدم الاهتمام الكافي واجهته الخارجية مغطاة بطبقة رقيقة من الطلاء المتشقق، ويمكن رؤية الطوب القديم المكشوف والمتشقق في بعض الأماكن النوافذ والأبواب مُتهالكة وتحمل آثار التعرض لعوامل الجو،
وبعضها قد تكون مغلقة بشكل غير مفهوم.
أنت تقرأ
منزل أبو رواش.
Horrorبعد انتهاء العام الدراسي ببضعة أيام؛ قرر بعض من الأصدقاء السفر لمدينة رأس البر الساحلية لقضاء عُطلة الصيف، ولكن ما حدث لم يكن بالحُسبان الظروف جعلتهم يسكنون بمنزل مُريب به شيء مُظلم وأسرار مدفونة! فهل ينجون من المنزل أم تتغلب عليهم أسراره؟