نُزهَةٌ لَيليِّة

72 8 30
                                    

تتواتر ألحان كعبي حذائيهما على الخرسانة الصلبة تصنع ايقاعًا يطرب مسامعهما في هذه الليلة المظلمة

لقد قررا التوجه لمنزليهما على الفور بعد أن خرجا من المقهى جنبًا إلى جنب

يتغلل صمتهما السائد أحاديث جانبية في حين وفي حين آخر تعلو أصوات أنفاسهما لتسلب الكلمات حقها

مرت بضع دقائق من الصمت الدافء بينهما
ليدير تيهيونق وجهه يقابل هيئة هوسوك

وبهمسٍ يتخلله عمق نبرة صوته طلب من الآخر "هل يمكنني أن أمسك بيدك؟"

ربما كان ذلك شيئًا بسيطًا لا يحتاج الاستئذان لفعله لكن تيهيونق لم يرد إفساد تلك البساطة التي ينعمان بها

لم يُرد أن يُشعر هوسوك بعدم الراحة أو أن يجتاح حيزه الخاص دون رغبة منه

أومأ هوسوك برأسه وتبعها بهمهمة كموافقة
وعلى الفور تسللت أنامل تيهيونق برفق تحتضن يد هوسوك

أحكم قبضته، لم يكن بشكل عنيف بل بتشبث لطيف
تارة تتعلق أنظاره في عناق يديهما وتارة أخرى ينظر إلى الأفق

ما هي إلا لحظات ليتسلل صوت الآخر مسامعه ينتشله من تشتته

"أعتقد بأننا نسير بالاتجاه الخاطئ" قال هوسوك بابتسامة عفوية تكسو ملامحه لترتفع أنظار تيهيونق تجاهه إثر ذلك

"ماذا؟"
"أعتقد أننا نسير في الاتجاه المعاكس"
نظر تيهيونق من حوله "لا أعتقد ذلك" بنبرة شك همس لكن الهدوء ما زال حاضر في نبرته

ضحك هوسوك بخفة ثم أردف " أعتقد بأننا انجرفنا دون أن نشعر أقصد بأننا نسير بالاتجاه المعاكس لمنزلي" كانت لا تزال ابتسامته تزين وجهه

أخرج تيهيونق همهمة تنم عن فهمه ثم أشار بنفس اتجاه سيرهم "منزلي بهذا الاتجاه لذلك لم افهم ما كنت تقصده آنفًا" لقد بدا القلق على ملامحه مما أبانه لطيفًا من منظور هوسوك

ربما كان تيهيونق كثير القلق لكن في الحقيقة ذلك ما ساعده على تحقيق النجاح في حياته ذلك ما جعله يسلك الطريق الصحيح ويعيد حياته إلى مجراها الطبيعي

"يمكننا أن نفترق هنا" أعرب هوسوك عما يفكر به ليبدو بأن تعليقه لم ينل اعجاب الآخر

"أعني لست بحاجة إلى أن ترافقني" أردف ليرد تيهيونق على الفور "أود أن أصاحبك في طريقك"

نبرة صوته بعثت الدفء _الذي يفتقر إليه في هذه اللحظة_ في نفس هوسوك فهمهم ليعودا أدراجهما

تتسلل ذراع هوسوك لتحتضن خاصة تيهيونق يحاول إقناع نفسه بأن فعلته ما هي إلا طلبٌ للدفء وليس محاولة بائسة ليكون بقرب القمحي

تلك الليلة ودّع كل منهما الآخر ليأوى هوسوك إلى فراشه يحظى بنوم عميق أما تيهيونق فقد أكمل رحلة عودته إلى منزله لا يرافقه إلا صوت قرع أقدامه وأنفاسه الباردة

ليلة هادئة هذا ما كانت عليه مما جعلها غريبة والغريب في ذاك الوقت كان مرغوب لكنه ليس في متناول الأيدي وعلى الرغم من ذلك لسبب ما تسنى لهذان الاثنان أن ينعما بتلك الغرابة

وعلى أمل أن يدوم هذا الشعور انتهت تلك الليلة..



– شغف الكتابة قاعد يتضاءل شوي شوي بصعوبة قدرت أكمل هاد البارت +حاسة جودة الكتابة عم تنحدر مع الوقت😔 بالنسبة للبارت القادم ما بعرف متى رح ينزل لكن على أمل عن قريب بالنسبة للاحداث حبيت أمهد للقرب بيناتهم وبناء مشاعرهم بطريقة عفوية غير مستعجلة
شكرا لكل شخص عم يقرأ وينتظر التحديثات استمتعوا حبايبي وبعتذر على الأخطاء💋

Cobbler | الإسكافي [Vhope]حيث تعيش القصص. اكتشف الآن