هيمن الهدوء على أيام هذا الأسبوع على غرار واقع الحال القائم ولكن لكل البدايات الجميلة نهاية فهذا وجه الحياة الحقيقي
تشعرك بالأمان لتسلب ما منحته وأكثر على حين غِرَّة مُخلّفةً أكبر قَدرٍ ممكنٍ من الخسائر
بدأت نهاية الأسبوع كبدايته بصوت أطفال البلدة يتسابقون بضحكاتهم لتطرب مسامع الأهالي لكن ما هي إلا دقائق وقد انتشر صوت المدفعيات من جديد في كل الأنحاء يبدد سكينة الكبار ويخطف تلك البسمات من وجوه الصغار
هرع الجميع إلى مساكنهم وكما لو أنه طقسٌ ديني متعارف عليه توجه حفنة من الشباب والشابات وبعض كبار السن والأطفال إلى ذات المقهى
مرأى المقهى ذو اللافتة البالية أصبح مطموسًا بدماءٍ غير مرئية لكنها حاضرة في روح كل فردٍ في هذه البلدة فقد ارتبط هذا البناء العتيق بكل ما هو بائس حيال هذه الحرب اللعينة
هوسوك لم يكن استثناءً [هو لم يكن استثناءً قط من أهوال هذه الحرب الضانية التي دارت لما يقارب العقد] فقد سارع هو بدوره إلى ذات المقهى ما إن تجلى دوي الرصاص وفاح عبير أدخنة الدبابات بالقرب من أطراف البلدة
كان الجو هادئ بشكل خانق وجوه شاحبة تصوّب أنظارها ناحية الجهاز البالِ بانتظار اخبارٍ تزُف نعيها إليهم
لكن لا شيء ...
وهذا ما جعل الصمت ينكسر..
اللاشيء..
تسلل إلى أفئدتهم وتسربت أفكار من عقولهم'هل خسرنا الحرب أخيرًا' على الأرجح هذه الفكرة التي كانت تتصدع في قلب كل فردٍ في هذا المكان
انكسر الصمت وحل مكانه النحيب حنين وعويل وأنين يرتطم في كل زاوية من زوايا المكان
الصمت كان أشد رعبًا من الحرب بحد ذاتها فالصمت عنى الخسارة الصمت عنى نهاية الكفاح والمقاومة
الصمت هو الموت الصمت..مرت دقائق أشبه بساعات وكل ما كان يتردد على مسامع هوسوك هو صوت بكاءٍ مكتوم
'هذا لا يبشر بالخير' هذا ما طرأ في باله فقد بدأ الهلع يتمدد في جوفه يبعده عن محيطه شيئًا فشئًا لتتبدد الأصوات من حوله متلاشية إلى هَجْسثم ألا وبجسد مفتول العضلات تقدم من بين كومة الأرواح المحطمة المحيطة به يقف أمامه ليصب جام تركيزه على الوجه المتجهّم أمامه "يون !!" همسٌ شقّ طريقه من حلقه دون إدراك منه
من يقابله لم ينبس ببنت شفة جلَّ ما قام به هو انتشال هوسوك من حيث يجلس وجَرِّهِ من خلفه خارج المقهى ليقف تاركًا طنين الأطياف من خلفه
علت يداه أعلى كتفي الأقصر "عليك أن تأخذ نفسًا عميقًا"
"شهيقٌ من فمك وزفير من أنفك" قام بتقليد تعليماته ليفهم هوسوك مغزاه من ذلك ويتبع خطاه "أحسنت"
ما إن استقرت أنفاسه وبدأت نبضات قلبه تجد سكينتها
استطاع حمل نفسه على طرح سؤاله "ماذا تفعل هنا؟"
أنت تقرأ
Cobbler | الإسكافي [Vhope]
Fanfiction"كَزهرةٍ مِن صُلْبِ البَيدَاء تُزْهِر لِمَصِيرها المَحتُومِ بِالهَلاكِ بِترقُّبٍ هِي تَنْتَظِر .." - أحداث الرواية لا تمت للواقع بأي صلة حتى ولو تطابقت بعض التواريخ والأحداث المذكورة بالرواية بأحداث تاريخية حقيقية فهي محض صدفة لا أكثر 22 Sep 2023