حَـرِيـق

254 22 3
                                    

٭
      ٭
٭

لَـا طَالما قَفزَت سَاقَاي مِن أرضٍ عَاثِرةٍ إلى أُخرَى بِمُنتهَى المَهارَة ، وَ لَـم  يَحِن خَافِقي لِـ  أيٍ مِنها

لَـكنِي إتَخذتُك أرضًا صَلبة و ثابِتة وَ مَا عَلمتُ قُدرة الأرَاضِي عَلى هجرَانِ سُكانِهَا

لَيلَةٌ أكثَر إعتَامًا مِن سَابِقاتِها ، تَعالت ضَحِكاتُ الجَميع حَولِي تَرفع إِيقَاع البَهجة

لَـكنِي الوَحِيد الذِّي أرَاد و بِشِدة إحرَاق رُوحِه فِي هَذه اللَحظة

اللَيلةُ تُوافِقُ أربَعَ أشهُرٍ عَلى رَحِيلِك وَ تَركِك لِي وَحِيدًا وَ لاَ شَيء يَحمِيني مِن نَفسِي غَيرَ الأَمَل بِعَودتِك وَ رَميِ نَفسِي عَمِيقًا دَاخِل أضلُعِك

حَاولتُ بِشدةٍ تَخفيفَ الألَم عَن قَلبِي وَ نَشرهِ بِثنَايَا جَسدِي لَـكِن حَتى هَذا حَرمُوه عَلي كَما حُرِمتُ مِن تَودعتِك

لاَ أعلَم الغَايةَ مِن كَلِمَاتكِ الأخِيرة لَكِنها بِالتَأكِيد كَانت مُوَاساةً لِي لِأن لاَ أَغُوص فِي وَحلِ النَدم

فَالقلبُ الرَقيقُ الذي إتخذَكِ أرضَه الثَابِتةُ أنتِ بِأحوَالِه أَعلَم

دُموعِي لَم تَعد تُساعِد صَدقِيني هِي الوَحِيدة مَن رَافَقت فَتِيل قَلبي الذي إشتَعل مِن شَوقِي إلَيكِي

الحَلُ الوَحيدُ المُتَبقِي أمَامِي هُو إشعَال جَسَدِي لِيُوافِق رُوحِي لِعزفِ سنفُونِية مِن الصُرَاخِ المُتعَالي قَبل إنقِطَاع أنفَاسِي عُنوانُهَا " سَامِحِينِي "

إِن كُنتِ تَعلَمِين أو لَا تَعلَمِين لَا يُهِم ، المُهِم أَن الشَيءَ الوَحِيد الذِّي يُبقِينِي عَلى قَيدَ الوَاقِع هُو دُمُوعِي التِّي تَشقُ طَريقَها عَلى وَجهِي تَجهَل الوِجهَة إِلَيكِي كَمَا أجهَلُ أنَا البِلادَ التِّي تَحتَوِيكِي وَ أنَا لا أَملِكُ الحَقَ حَتى لِمُعَاتبتِكِ

تَتَسابقُ أدمُعِي تُبعثِر أَنفَاسِي وَ أتَمنَى أَن تَكُون هَذِه هِي طَرِيقَةَ مَوتِي .. لِأنَهَا أَرحَم

أُفضِل المَوتَ إِختِنَاقَا تَحتَ إثرِ شَهقاتِي ، عَلى المَوتِ مُحتَرِقا حَياً كَأن لَهِيب جَسَدي يُودِعك

إنِي لَا أَجرُء عَلى تَسمِيَتِكِ مُعذبتِي بَينمَا أنَا الوَحيدُ الذِّي عَذبكَ

وَ تَختَال الذِكرَى ظُنونِي وَ يَشهدُ خَافقِي المُلتهِب أنِي مَن ضَيعك

𝙎𝙪𝙢𝙢𝙚𝙧 𝙇𝙚𝙩𝙩𝙚𝙧𝙨 921حيث تعيش القصص. اكتشف الآن