الـسَـطْـحُ

63 16 2
                                    

٭
٭
٭


أَعْتَذِرُ لِعَدَمِ الإِرْسالِ فِي اليَوْمَيْنِ السابِقَيْنِ، قَدْ كُنْتُ مَشْغُولاً لِحَدِّ الهَلاكِ وَأَنْتِ تَعْرِفِينَ.

سِتُّ جَلَساتِ تَصْوِيرٍ لِمُخْتَلِفِ المارْكاتِ وَ حُضُورِ حَدَثٍ مُهِمٍّ لِأَحَدِ الرُعاةِ، لٰكِنْ لا تَقْلَقِي رَفَضْتُ أَخْذَ الصُوَرِ مَعَ الفَتَياتِ.

صَحِيحٌ أَنَّ الأَمْرَ لا يَعْنِيكِ وَأَنْتِ بَعِيدَةٌ، لٰكِنْ فِي نَظَرِي تَبَقِينَ الوَحِيدَةَ.. الِوَحِيدَةٍ الَّتِي تَلِيقُ بِحَضْرَتِي.


رَغْمَ ذٰلِكَ عَزِيزَتِي أَخَذْتُ اليَوْمَ بَعْضَ الوَقْتِ لِتَفْقِدَ السَطْحَ، السَطْحَ حَيْثُ كُنْتُ تَقِفِينَ فِي أَيّامِ الرَبِيعِ وَالصَيْفِ تَتَأَمَّلِينَ.


فِي البِدايَةِ عِنْدَما كُنْتِ تَمُرِّينَ تَبْتَسِمِينَ وَتَرْحَلِينَ شَعَرْت بِأَنَّ الأَمْرَ غَرِيبٌ ما غايَتُك بِالمُرُورِ بَيْنَ الحِينِ وَالحِين.

فَقَرَّرْتُ تَتَبُّعَكِ لِمَرَّةٍ لِمَعْرِفَةِ وِجْهَتِك الأُخْرَى أَتَفْعَلِينَ هٰذا مَعَ جَمِيعِ قاعاتِ التَدْرِيبِ فِي المَبْنَى أَوْ إِرْسالِ اِبْتِساماتٍ هادِئَةٍ مَعَ أَعْيُنٍ فارِغَةٍ كانَ يَنْحَصِرُ فَقَطْ عَلَى قاعَتِنا.


صَعَدْتُ السَطْحَ، وَقَدْ اِسْتَغْرَبْتُ الأَمْرَ لٰكِنِّي ظَلَلْتُ واقِفاً عِنْدَ بابِ السَطْحِ اِحْمِلْ سِيجارَتِي الإليكترونِيَّةَ أَسْحَبُ مِنْها أَنْفاسٌ بِرائِحَةِ الخَوْخِ.


أُراقِبُكِ تَتَقَدَّمِينَ كانَتْ المَرَّةَ الأُولَى الَّتِي أَراكِ فِيها تَبْتَسِمِينَ اِبْتِسامَةً حَقِيقِيَّةً.


رَفَعَتِي رَأْسَكِ لِلسَماءِ تُكافِئِينَها بِاِبْتِسامَةٍ مِنْ وَجْهِكَ عَلَى الجَوِّ المُنْعِشِ الجَمِيلِ، فَكِكَّتِيْ خُصْلاتِ شَعْرِك الَّذِي أَبْرَزَتْ الشَمْسُ لَوْنَهُ العَسَلِيَّ وَلِأَوَّلِ مَرَّةٍ ألحَظُّ هٰذا السِحْرَ الغَرِيبَ.


لَوْنُ بَشَرَتِكَ الشاحِبَةِ بَعْضَ الشَيْءِ مَعَ دِفء ضَوْءِ الشَمْسِ وَشَعْرِكَ العَسَلِيِّ أَعْيُنُك البُنْدُقِيَّةَ وَشِفاهَكَ العَنَبِيَّةَ ذَكِّرَنِي بِالغُرُوبِ.


لا أَعْلَمُ لِأَوَّلِ مَرَّةٍ يَنْبِضُ خافِقِي عَشْوائِيّاً جَمالَكَ وُ جُوكَ وَ مَنْظَرُكَ وَ اِنْعِكاسُ الشَمْسِ عَلَيْك أَشْعِرْنِي بِدِفْءٍ غَرِيبٍ كُنْتُ مُمْتَنّاً جِدّاً لِحُصُولِي عَلَى رُؤْيَتَيْنِ لِلغُرُوبِ ذٰلِكَ اليَوْمَ وَاحِدة مِنكِ صَباحاً وَالاِخْرَى لِلشَمْسِ وَقْتَ المَغِيبِ



𝙎𝙪𝙢𝙢𝙚𝙧 𝙇𝙚𝙩𝙩𝙚𝙧𝙨 921حيث تعيش القصص. اكتشف الآن