عروستي ميكانيكي
الفصل الاول
.تنهد بيأس وتأفف بضيق ..لم يستطع تحريك رقبته بسبب تلك التي تنام فوق كتفه بل والادهى من ذلك ان صوت شخيرها قد فاق صوت محرك الطائرة ..شعر بالخجل من نظرات بقية الركاب المحيطين بهما ..
..رفع اصبعيه ينقر بهما فوق كتفها وقال بصوت هادئ قوي..
.."..ياأنسة ..اصحي لو سمحتي ..انتي ياأنسة.."..
..سمع همهماتها التي تتسم بالاعتراض والتي تقارنت بالتصاقها اكثر بذراعه الذي احتضنته بقوة ..
..شعر ببعض الرجفة بجسده فامسك بذراعها يهزها بقوة وهو يقول من بين اسنانه مغتاظا منها..
.."..انتي يابنتي ..اصحي بقى ..مينفعش كدة.."..
..فتحت عينيها ورمشت عدة مرات وهي تحاول ان تستعب مايحدث حولها ..انتفضت بمكانها فور ما رات نفسها تحتضن ذراع هذا الشاب الذي يجلس بجانبها ..فقالت بنبرة اعتذار ..
.."..لمواخذة ..لمواخذة .."...
..نفض فوق ذراعه وكأنه ينفض ترابا او حشرات عالقة به وهو يقول ..
.."..لمواخذة ايه وبتاع ايه ..صوت شخيرك وصل لكابينة الطيار ..مينفعش كدة .."..
..التفتت ناحيته بجذعها وبوجه غاضب صاحت به ..
.."..شخيري ...اتكلم عدل يااستاذ انت..لو مش عاجبك قوم شوفلك مكان تاني ..وكمان انت بأي حق تصحيني ..انا مصدقت غفلت شوية ...منك لله ..لما بصحى مبعرفش انام تاني ..بس اقولك ..الحق مش عليك ..الحق عليا انا ..انا اللي محذرتكش قبل ماانام ..وعلى العموم حصل خير ..
معاك إيمان ميكانيكي سيارات .."..
..مدت كفها الصغير تنتظر التحية من ذاك الذي اتسعت عيناه وفاهه ..وبالاخير مد يده ولامس كفها لمسة خفيفة ولكنها تركت تاثير قوي داخله اخفاه مسرعا...
..عاودت ايمان الحديث بوجه بشوش وهي تقول ..
.."..متعرفناش يامحترم .."..
..تنحنح ابراهيم وهو ينظر امامه وقال بصوت يشوبه الغرور ..
.."..ابراهيم سالم ..رجل اعمال.."..
..مطت ايمان شفتيها امامها وهي تتفحصه من اسفله لأعلاه بنظرة تقيمية وقالت بنبرة جادة ..
.."..باين عليك الصرف والله.."..
..التفت براسه مسرعا ..وقال بحدة..
.."..ايه ..الصرف..ياريت ياانسة تهذبي من الفاظك شوية .."..
..التوت شفتيها جانبا وقالت وهي تعتدل بجلوسها فوق كرسيها ..
.."..متبقاش قفوش كدة ياباشا ..وكمان احنا قدامنا رحلة طويلة ..مش معقول هنقفش على بعض من اولها كدة ..خليك بحبوح زي البهاوات اللي بييجوا يصلحوا عربياتهم عندي ..اجدع واحد فيهم ياباشا بيمدح فيا وفشطارتي .."..
..مسد ابراهيم جبهته بعصبية وبداخله يلعن سكرتيرته الجديدة التي حجزت له مكان بالطائرة غير مكانه المعتاد الخاص برجال الاعمال..
..اغمض عينيه بقوة وجز بأسنانه بغيظ فور سماعها وهي تستطرد قولها بصوت قوي مبهج ..تتحدث معه بأريحية وكانها تعرفه حق المعرفة من سنين طوال..
.."..طبعا زمانك ياباشا دلوقتي مستغرب ان واحدة انسة زيي بتشتغل ميكانيكي سيارات ..انا اقولك بقى اصل الحكاية ..ابويا الله يرحمه كان مهندس ميكانيكا اد الدنيا ..اتعلمت على ايده من وانا صغيرة حلوة كدة عندي خمس سنين ..كان دايما ياخدني معاه الورشة ..امي الله يرحمها ويبشبش الطوبة اللي تحت راسها كانت تقوله حرام عليك هاتطلعها واد بشنب ..كان يضحك ويقولها دي اللي هتبقى سندنا بعد ربنا لما نكبر ..بنت بمليون راجل.."..
..بالبداية كان ممتعض الوجه من سماعها ولكن مع مرور الوقت وسماعه لها وانجذابه لكلماتها وملامح وجهها التي تعبر عن كل كلمة تنطق بها شفتيها ..شفتيها التي اثارت انتباهه اكثر فظل متمعنا بها دون ان ينتبه لذلك ولكنه ما ان رأي دمعة تجري فوق وجنتها الناعمة والتي مسحتها مسرعة باصابعها وهي تقول بصوت حزين ..
.."..الله يرحمهم.."..
..فردد هو بدوره بعد نكزت قلبه بحزنها ..
.."..الله يرحمهم.."..
..لاحت ابتسامة حزينة فوق صفحة وجهها وهي تقول بعد ان استعاد صوتها بهجته مرة اخرى..
.."..طبعا جواك بتسال ياترى ايه اللي موديني تركيا ..صح ..قول قول ماتتكسفش .."..
..اصدر ضحكة خافتة وقال ..
.."..فعلاااااا ..وياترى ايه السبب اللي هيخلي تركيا تقيم الافراح بسبب تشريفها بقدوم سعادتك.."..
..مطت شفتيها وقالت وهي ترفع حاجبها اعتراضا على تهكمه الواضح ..وقالت بنزق ..
.."..شكلك بتتريق ..بس هعديهالك المرادي لأجل انك ابن بلدي و احنا في مشوار غربة ولازم نكون مع بعضينا..وعشان كدة هقولك ..بص ياسيدي وما ستك الا انا .."..
..نفخ بضيق اثر كلماتها اللاذعة فقالت وهي ترفع يديها ..
.."..لموأخذة لموأخذة ..بس القافية تحكم ..اسمعني بقى ..اصل حكايتي فيها شبه شوية من حكايات السيما ..
ابويا الله يرحمه من عيلة غنية اووي اووي ..بس وقع في حب امي الله يرحمها ..ولما قرر انه يتجوزها ..طبعا عيلته الابهة دي وقفت قصاده وخيرته بين العز والجاه والفلوس ..او حبيبته الفقيرة اللي محيلتهاش اللضة..ومن غير مايتردد ياباشا اختار أمي الله يرحمها وبدأ من الصفر معاها وسكنوا في حي شعبي بسيط وفتح ورشة ميكانيكا صغيرة وعاشوا مع بعض اجمل سنين عمرهم وجابوني بعد ما طلعت عينهم عشان يخلفوا ..دكاترة وعلاج اشكال والوان لغاية ماابويا قال لأمي ..خلاص يامنى انا راضي بقضاء ربنا وانتي عندي بالدنيا ..و عشان صبروا ورضيوا ربنا جزاهم فجاة كدة ياباشا امي لقت نفسها حامل فيا ..وربنا كرمهم بعد عشر سنين جواز ..شوفت كرم ربنا عظيم ازاي ياباشا.."..
..كان ابراهيم يضع قدمه فوق الاخرى.. مستندا برأسه فوق ظهر كرسيه يستمع مستمتعا لحكايتها وكأنه يستمع لحدوتة منتصف الليل ..
..استطردت قولها وهي تلوح بيدها امامها ..
.."..بعد ما توفاهم الله ..ظهرتللي فجاة ياباشا عيلة ابويا ..وإن ليا جد نفسه يشوفني بعد العمر دا كله ..بس ميقدرش يجيلي عشان صحته على اده ..بعتولي واحد ومعاه ورق وملفات..وفي مسافة يومين ياباشا كان كل حاجة جاهزة ..بس عارف انا مكنتش هعبرهم لولا وصية ابويا الله يرحمه ان لو حد منهم سال عليا مقفلش الباب في وشه .. وقد كان اهو ..واديني رايحة لما اشوف الحكاية ايه ...بس ايه ياباشا انا اشترطت عليهم ..لو الامور معجبتنيش
هرجع على طول لبيتي وورشتي ..طب واللي خلق الخلق ياباشا انا سايبة زباين ملهمش عدد ..بس كله يهون تنفيذا لوصية الميت ..مش كدة ولا ايه.."..
..ردد ابراهيم بعد ان وجد انه لامفر او مهرب من الحديث او الاستماع لها..
.."..طبعا..طبعا.."..
..ظلت تحكي طوال مدة الرحلة وظل هو يستمع لقصة حياتها منذ ان ولدت حتى الان ..الى ان همس لنفسه بالنهاية .."..انها فعلا بنت بمليون راجل زي مقال ابوها.."..
..انتهت الرحلة ولأول مرة شعر ابراهيم بمتعة السفر الحقيقية مع انه قد سافر مئات المرات قبل ذلك ..
..انتهت اجراءات الخروج من المطار فخرجت ايمان من بوابة المطار لتجد سيارة فارهة سوداء كبيرة ورجل يرتدي بدلة سوداء بازرار كبيرة لامعة وقبعة بنفس اللون رافعا بيده ورقة بيضاء عريضة مطبوع عليها اسمها ..فأسرعت ناحيته بخطواتها تجر ورائها حقيبة ملابسها ..اشارت لنفسها وقالت للسائق ..
.."..ايوة ..انا ايمان ياسطى.."..
..رفع السائق حاجبه متعجبا وهو ينظر اليها من اخمص قدميها حتى خصلات شعرها المتطاير حول كتفيها ..ولكنه اتسعت عيناه عندما لمح شخصا ما خارجا لتوه من البوابة ..
..تخطى السائق ايمان التي تقف امامه ببلاهة لا تعرف ماذا يحدث ..اسرع السائق ليقف امام ابراهيم وقال بصوت قوي ..
.."..حمد الله على السلامة ابراهيم بيه .."..
..ضاق مابين حاجبي ابراهيم وقال متعجبا ..
.."..إمام ..مين اللي قالك اني جاي انهاردة ..انا مقولتش لحد .."..
..امسك السائق إمام بحقيبة ابراهيم وقال بعد ان اعتدل بوقفته امامه ..
..".. محدش قالي حاجة ..انا اتفاجئت بحضرتك قدامي ..انا هنا عشان اوصل انسة ايمان زي ما جد حضرتك امرني .."..
..اشار السائق لتلك الفتاة التي تستند بظهرها على باب السيارة ..تنظر لهما بوجه مرسوم على صفحته الكثير من علامات الاستفهام ..
..اتسعت اعين ابراهيم عندما ربط مابين ما قال السائق وبين قصة ايمان التي روتها بكافة تفاصيلها له بالطائرة ..
..لوحت ايمان بيدها لابراهيم الذي مشى بخطواته الهادئة ناحيتها وعلامات الذهول مرتسمة بملامح وجهه ..
..صاحت ايمان بصوت عال ..استرعى انتباه من حولها ..
.."..باااشا ..اتفضل تعال لو تحب نوصلك لأي مكان ..احنا ولاد بلد واحدة زي مقلتلك وفي الغربة لازم نساعد بعضينا .."..
..اغمض عينيه ليمنع ما يخيطه عقله من احداث قادمة بالطريق ..
..ركب ابراهيم السيارة دون ان ينطق بعد ان فتح السائق الباب الخلفي ..
..بنفس الوقت الذي فتحت ايمان به الباب الامامي للسيارة لتركب بالمكان المخصص جانب السائق..
..اسرع السائق بقوله ..
.."..اتفضلي ياانسة اقعدي ورا جمب ابراهيم بيه .."..
..اعتدلت ايمان بجلوسها وهي تقول ..
.."..وعلى ايه ياسطى ..اهي كلها كراسي .."..
..نظر السائق لإبراهيم منتظرا منه اي تعليمات بخصوص هذه الفتاة الغريبة الاطوار بالنسبة له ..فأشار له ابراهيم بالموافقة على ما قالته وليرضى هو الاخر ..
..بدا السائق بالقيادة ومن اول دقيقة بدات ايمان بالحديث بقولها ..
.."..الا قولي يااسطى انت تعرف الباشا اللي قاعد ورا دا ...اصلي فهمت بالحداقة كدة انكو تعرفوا بعض .."..
..نظر السائق للمرآة التي تتوسط اعلى سقف السيارة لتنعكس عليها اعين ابراهيم التي اشار له بان لا يتكلم عن اي شي ويلتزم الصمت..
امتعض وجه ايمان واصدرت صوت من بين شفتيها اعتراضا واضحا على صمت السائق..فقالت بنزق ..
.."..على راحتك.."..
..وبعد برهة من الوقت ..توقف السائق امام بوابة حديدية كبيرة تتوسط سور عالي تعلوه اوراق الشجر المكدس بزهور صغيرة ملونة بألوان متنوعة ومتناسقة بجانب بعضها ..ضرب السائق بزامور السيارة ليجد بعدها فتح البوابة على مصراعيها ..عاود السائق قيادة السيارة التي دخل بها فوق طريق مرسوم باحجاره الملونة مطبوع عليها رسومات هندسية .. وعلى جانبيه حديقة واسعة يغلب عليها اللون الاخضر من كثرة اشجارها والعشب المفترش ارضيتها..وبعد ما ان تجاوز السائق هذا الممر الطويل وقف بالسيارة على جانب درجات السلم الرخامية العريضة ..نزل السائق بخفة واضحة ليفتح الباب الخلفي لينزل ابراهيم وهو يربت فوق كتف السائق قائلا ..
.."..شكرا إمام.."....لينتفضا هما الاثنان على صوت ايمان وهي تقول بعد ان مالت براسها تتحدث معهما من خلال النافذة..
.."..يالا ياسطى ..هنتأخر ..انا عايزة ارتاح شوية من تعب السفر ..وانت ياباشا حمد الله ع السلامة."..
..تنهد ابراهيم بإستسلام والتفت ليصعد درجات السلم ..مال السائق بجذعه لينظر لها من خلال نافذة السيارة وقال ..
.."..احنا وصلنا انسة ايمان .."..
..وقبل ان يستدير ليفتح لها باب السيارة ..كانت ايمان تفتح الباب لتنزل مسرعة وتحدق بعينيها هذا البيت الكبير الذي يشبه القصر وقالت بصوت قوي ..
.."..اللهم صلي على النبي ..دا بيت جدي .."..
..ردد إمام وقال..
.."..اتفضلي ياانسة ايمان ..هما منتظرينك ..اتفضلي .."..
..نظرت ايمان للذي يقف امام البيت منتظرا اياها واضعا كفيه داخل بنطال بدلته ..صعدت درجات السلم ووقفت امامه وهي تقول ..
.."..شكلنا كدة ياباشا طلعنا قرايب ..صح ..ولا ايه العبارة..ولا انت جاي زيارة .."..
..فتحت الخادمة الباب قبل ان ينطق ابراهيم بكلمة واحدة ..فأسرع بالدخول متجها لغرفة جده..نظر وراءه ليجد تلك التي دخلت وتكاد رقبتها تلتوي من التفافها حول نفسها وهي تشاهد كل ركن من اركان البيت الواسع وما يحويه من اثاث فاخر..انتفضت بمكانها وكادت ان تتعثر عندما سمعت صوت ابراهيم وهو يصيح بها ..
.."..انتي يااااانسة...جدك في انتظارك.."..
..وضعت يدها فوق صدرها وقالت ..
.."..ايه ياعم خضتني ..طيب جاية .."..
..هرولت ناحيته بخطوات واسعة لتجد نفسها بجانبه امام باب خشبي ابيض اللون ..طرق ابراهيم الباب وبعدها قام بفتحه..دلفا الاثنان داخل الغرفة الواسعة ليقترب ابراهيم بخطوات هادئة ناحية الفراش الواسع القابع بمنتصفه رجل عجوز مغمض العينين تخترق ذراعه الواهن ابرة متصلة بخرطوم بلاستيكي ينتهي بقاروة تحوي محلول غذائي ..
..جثى ابراهيم فوق ركبتيه بعد ان مد كفه يحتضن بداخله كف جده العجوز ..همس بالقرب من وجهه..
.."..جدي ..جدي ..انت صاحي.."..
..فتح العجوز عينيه بصعوبة والتفت براسه ناحية وجه ابراهيم وقال بعد محاولته الصعبة ليرسم ابتسامة فوق شفتيه.. بصوت واهن..
.."..ابراهيم ..انت جيت ..الحمد لله اني شوفتك قبل ما ربنا يسترد امانته.."..
..ردد ابراهيم مسرعا بعد ان غطت عينيه سحابة شفافة من الدموع تكاد ان تنحدر فوق وجنتيه..
.."..حبيبي ياجدي ربنا يخليك لينا ..انت هتخف وهتقوم تاني وهترجع احسن من الاول ..انا اول معرفت حجزت وجيت على طول ..وتخيل بقى ياجدي انا مش جاي لوحدي ..جاي ومعايا هديتك اللي طلبتها .."..
..ارتجف جسد العجوز وقال بلهفة....
.."..وصلت ..حفيدتي ..وصلت ..هي فين يا ابراهيم ..فين.."....
..التفت ابراهيم برأسه لتلك التي تقف بجانب الباب وتمسح دموعها براحة يدها ..ترك ابراهيم يد جده وهب واقفا ثم اشار لإيمان ان تتقدم ناحيته وهو يقول ..
.."..تعالي ..تعالي ياايمان جدك عايز يشوفك .."..
..اقتربت ايمان بخطوات بطيئة ناحية الفراش وهي ماتزال تمسح بدموعها ..افسح ابراهيم لها المجال لتقف مكانه ..وقفت تنظر للعجوز المريض ثم قالت ..
.."..سلامو عليكو ياحج ..الف سلامة عليك..ربنا يشفيك يارب ويزيح عنك.."..
..ولأول مرة منذ ان وقع العجوز مريضا بالفراش يبتسم ابتسامة عريضة وصوت ضحكاته الخافتة لن يسمعها الا القريب جدا منه ..
..فتح راحة يده وقال بعد سكتت ضحكاته..
.."..قربي .."..
..نظرت لراحة يده ثم نظرت للواقف ورائها وكأنه هو من يدعمها بتلك المواقف ..فأشار لها ابراهيم برأسه لتستجيب لطلب العجوز..
..جثت على ركبتها ثم مدت كفها الصغير بتردد لتلتحم بيد العجوز الذي قال..
.."..انتي عارفة انا مين .."..
..لم تنطق سوى بأشارة من راسها من اسفل للأعلى ..
..ردد العجوز وقال بعد اكتسى صوته بعض القوة التي اكتسبها من رؤية حفيدته ..
.."..انا مين .."..
..فرددت مسرعة ..
.."..انت جدي ..ابو ابويا الله يرحمه.."..
..تغضنت ملامح الجد بالحزن ما ان تذكر ولده الغالي الذي لم يره حتى توفاه الله..فقال بصوت حزين ..
.."..فيكي شبه كبير من ابوكي الله يرحمه ..سامحيني يابنتي ..كنت عايز اصالح ابوكي لكن امر الله سبقني..سامحيني.."..
..ابتسمت ايمان وقالت وهي تهز راسها ..
"..مسمحاك ياجدي ..ابويا كان دايما يكلمني ويحكيلي عنك ..وهو مش زعلان منك ..بالعكس والله.."..
..تنحت دمعة للعجوز وجرت لترتكز فوق الوسادة فتمتم قائلا..
.."..الحمد لله ..رحمة الله عليه .."..
..نظر الجد يبحث بعينيه عن حفيده فقال ..
.."..ابراهيم.."..
..اقترب ابراهيم من فراش جده وقال ..
.."..نعم ياجدي.."..
..ابتسم الجد وقال بصوت جاد وهو ينتقل بعينيه بين حفيديه..
.."..انهاردة كتب كتابك انت وايمان ..الف مبروك ياولاد .."..بقلمى :جويس