دِيـسَمبِـر

57 4 15
                                    

الاوَلْ مِنْ دِيسَمبِر

كَان يَسير يَجُر خَلفهُ قَدمهُ المُصابة بَينَما بيدهُ الاُخري كَان يُمسك بِمِعدَتهُ الَتي تَنزِف بِشدة انفاسهُ مُضطربة
بَينَما يَشعُر بألم في كَامِل جَسدهُ بَعد أن تَلقي ضَرب مُبرح

كَان يَنظُر ورائهُ بَينَ الفينة و الأُخري ليتأكد مِن عَدم وجود مَن يَلحقهُ،فجأة و بِدون سابِق انذار بدأ صَوت أقدامهم الَتي تَقتَرِب نَحوهُ و لَمْ يَكُون في مِقدارهُ أن يَسير اسرع اثر إصابة قَدمهُ البالغة

تَوقف عَن السَير عِندَما وَصل لِنهاية الجِسر،لا يُوجَد طَريق آخر،فَقط أمامهُ أما مُواجهة مَلك المَوت او المياه أسفله،فِي الحالتين سَيكون مَصيرهُ المَوت

شَعر بِطلقة اُخري تَختَرِق ظَهرهُ توقف عَن السَير
بَعد أن خَرجت مِن صَدرهُ العَريض المَليئ بالجروح و الخدوش سَقط في المِياه مُضرجاً بِدمائهُ الَتي زَينت الثلُوج خَلفه الَتي تُعلن عن بِداية فَصل كئيب آخر

اي بِداية الشِتاء الَذي يَتلو بِداية دِيسَمبر

وَ بَين الاشجار علي بُعد خطوات مِنهُ كَانت تُراقِب مَا يَحدُث مُرتدية مِعطف طويل ذو لون ابيض لؤلؤي حَيثُ زاد المِعطَف جَمالاً هي خُصلاتها السوداء القانية،اتَسعت مُقلتيها عِندَما سَقط في المياه

اقتَرَبتْ مِن الجِسر وَ سُرعان ما تَنهدتُ لَم تَلبث لِكثير مِن الوَقت قَبل ان تَخلع مِعطفها لِتَقفِر خَلفهُ مُباشرةً،
علي الرَغم مِن نِسبة نجاتهُ الضئيلة ألا انهُ كَان لا يَزال يُقاوم!،مُهتم بالحياة بَعد كُل شئ!

اقتَرب مِنهُ أكثر مُمسكة بِجسدهُ النازِف،كَان واعٍ لا يَنفك عن النَظر لَها بَينَما تَسحبهُ لِلخارِج،كَان الأمر صَعباً مُقارنتاً بِجسدها الضئيل الَذي يَسحب خاصتهُ

وَضعت جَسدهُ علي الثلوج،كَان تَستَطيع الشعور بِنسيم دِيسَمبر يُراقص خُصلاتها المُبتلة،اقتَرب مِنهُ تَضغط علي صَدرهُ بَعدما فَقد قُدرتهُ علي التَنفُس

-الَلعنة تَايهِيونغ!

اقتَربت مِن ثَغرهُ تَنفِث الهواء داخِل رئتيه ابتَعدت لِوهلة قَبل ان تَضع رأسها علي صَدرهُ وَ سُرعان ما تَنهدت عِندَما عَاد نَبضهُ استَقامت تَرتَدي مِعطفها مَرة اُخري،لَم يَنتَهي الامر بَعد

وقع بَصرها علي جَسدهُ العريض ذو العضلات المَفتولة،اسنَدتْ جَسدهُ الاشبهُ بِجُثةٌ هَامِدة حَيثُ أصبح اثقل مِن المُعتاد

تَلوثَ مِعطَفها بِدِمائهُ هي لَمْ تَكتَرِث فقط أرادت أن تَصِل الي مَنزِلها في اقرب الأوقات المُمكِنة و الغَير مُمكِنة

SLOW DANCING || THVحيث تعيش القصص. اكتشف الآن