-2-

647 31 15
                                    


مرّ شهر ونصف منذ الجريمة الأولى، ولم نتوصل إلى أدنى دليل يقودنا إلى الجاني..

ستّ ضحايا إلى الآن، وجميعهم لسبب ما تجمعهم صداقة دامت منذ أيّام الدراسة، ومعضمهم رجال عدى الضحية الأولى التي كانت امرأة..

"رصدت كميرات المراقبة بشقة الضحية الأخيرة ظلّا في الغالب يعود إلى القاتل المتسلسل الذي يلقّب نفسه بـ سالڤاتور، والظّاهر أن القاتل في الواقع امرأة لا رجل، نظرا لبنيتها وقامتها، التحقيقات متواصلة لكن يبدو أن القاتلة تتفنن في التخطيط لكل جريمة على حدى لتفاجئنا بمجزرة أفضع من سابقتها! "

كنت قابعا بصالة منزلي، أعبث بهاتفي منتظرا ريفان فقد ذهبت لإحضار الوجبات الخفيفة، ككل ليلة سبت حيث نحظى بفلم سوية، لربما هو جزئي المفضل من الأسبوع ولا شيء يخفف عني سوى صُحبتها..

كنت أقلب بمقاطع الفيديو إذ ظهر لي مقطع بعنوان
'Salvatore nails 🎀'

ماذا يجري بحق الجحيم، لمَ أرى تلك الكلمة أينما ذهبت ؟!

تابعت الطريقة لأجدها تطلي أظافرها بلون أحمر دموي ثم تضيف طبقة من الأسود عن طريق اسفنجة، ذكّرني شكل الطلاء بما كانت ريفان قد وضعته قبل مايقارب الشهر..

لطالما راودني الفضول لمعرفة المعنى وراء هذا التعبير، فقد كنت دائما فضيعا بالتاريخ، لذلك أجريت بحثا، لأكتشف أنني سيء باللغات أيضا..

والظاهر أن سالڤاتور هي أكثر من كنية بل هي كلمة إيطالية تعني المنقذ..

لمَ بحقّ خالق الجحيم قد يلقّب قاتل نفسه بالمنقذ؟!

- هل أنتَ بخير؟ لا تبدو لي على مايرام..
قطع حبل أفكاري صوت ريفان يطرق مسامعي بينما تضع المأكولات على الطاولة.

- أنا بخير، لا عليكِ..

- ألَم تَجدوها بعد؟

-م.. ما أدراكِ أنٍها امرأة؟

- هذا ما تقوله نشرة الأخبار..

أومأت بتفهّم..

أكره أنني بدأت بالشّك حتى بها!

**
**

انقطعت سلسلة الجرائم لأكثر من أسبوعين بعد أن بلغت الستة ضحايا، لكن رغم ذلك لا يمكننا أن نرخي دفاعنا فالجاني يمكن أن يظهر مجددا في أي لحظة..

لكن ذلك لا يمنع حقيقة أن سير العمل اتّخذ مجراه السابق وعاد لركوده كما كان قبل ظهور المدعو سالفاتور، فقلّت ساعات العمل والضّغظ المسلط علينا..

...

كنت عائدا إلى المنزل بعد أن فرغت من آخر المستندات التي كان عليّ تعميرها وكلّ ما يُسمع في الأرجاء صوت محرّك سيارتي..

كانت تلك الأغنية تتردد في عقلي بشكلٍ يثير أعصابي..

وذلك المقطع.. 'أمسكني إذا استطعت'.. أشعر بدمي يغلي لسماعه..

هو يستمتع بلعبته القذرة تلك.. ياله من حثالة..

- ريفان..!
كان اسمها اول شيء يغادر فاهي حالما تطأ قدماي أرض منزلي..

أتوق حقّا لحضنها الدافئ ولرائحتها اللطيفة.. فهي ولا أحد سواها قادرة على إزاحة همّي دون عناء..

كانت منشغلة في المطبخ، تدندن أغنية لم يُتح لي تبيّنها بوضوح..

لذلك اقتربت من باب المطبخ أبتغي سماع ما تغني ولطالما كان صوتها علاجا لروحي وقت الضيق..

- Catch me if you can -
-Working on my tan -
- Salvatore.. -
- Dying by the hands -
- Of a foreign man -
- Happily.. -
- Calling out my name -
- In the summer rain -
- Ciao amore.. -
- Salvatore can wait -
- Now it's time to eat -
- Soft ice cream.. -

يتبع..

𝑺𝒂𝒍𝒗𝒂𝒕𝒐𝒓𝒆. حيث تعيش القصص. اكتشف الآن