حبيبي مسيحي ٣

8 2 1
                                    

خلصت امتحانات واستنيته زي ما وعدني، معقولة أَسْلَم؟ كنت مبسوطة أوي وكل يوم بدعي يكون نصيبي، رفضت عرسان كانوا بيتقدمولي عشان مستنياه هو بس، فات شهر واتنين ودخلنا في التالت ومجاش، بدأت أحس بإحباط، معقول كان بيضحك عليا؟ ينهار أبيض معقول حوار إسلامه دا أصلا كان كدب؟ ولما وصلت بأفكاري لهنا حسيت إن دماغي هتنفجر، مش قادرة أفكر، الأوضة ضاقت عليا مرة واحدة، قمت فتحت الباب وكنت هخرج من الشقة بحالها وأطلع فوق السطوح، بس قبل ما أخرج من باب أوضتي لقيت بابا كان لسة هيخبط عليا، وقفت وسألته:

_محتاج حاجة يا بابا؟

=اه يا بنتي ادخلي عايزك في كلمتين.

دخلت وأنا متوترة عشان عرفت هو عايزني في إيه، أكيد عريس زي كل مرة، بس يا ترى أرفض كالعادة وأنا مستنية حلم مستحيل يحصل؟ أو بمعنى أصح كدبة وأنا صدقتها، ولا أوافق على واحد من العرسان اللي بيتقدموا؟ خرجت من الشرود اللي كنت فيه على صوت بابا وهو بيكلمني:

_هو أنتِ مستنية حد معين؟

بصيتله مرة واحدة بعد ما سمعت جملته واتوترت وأنا بسأله:

=قصدك إيه يا بابا؟

_قصدي العرسان اللي بتترفض بدون أي سبب دي أكيد وراها عريس منتظر.

نظرة بابا وقتها وهو بيقولي كدا عرّفتني إن هو فاهم كل حاجة، دايما بيقدر يفهمني من تصرفاتي ومن غير ما أتكلم، قررت أطلّع مالِك من دماغي لأن شكله ملاوع وضحك عليا فأنا هضطر أسفًا أوافق على واحد من اللي بابا بيقول عليهم، خدت نفس عميق ومعاه أصعب قرار وردّيت على بابا:

_مفيش عريس منتظر ولا حاجة يا بابا، ومن النهاردة مفيش رفض، أنا موافقة أقابل اللي بيتقدموا.

حسيت قلبي بيتقطع وأنا بقول كدا بس طول ما أنا مستنياه هعذب نفسي عالفاضي، لقيت بابا ابتسم بجنب كدا، بسمة وراها حاجة، وقالي:

_يعني عريس النهاردة أقوله اتفضل؟

لما لقيت الموضوع جد حسيت إني مش قادرة أوافق بردو، فسألته بقلة حيلة:

=أنت إيه رأيك يا بابا؟

بابا وقف وابتسم وخبط على كتفي وقالي قبل ما يخرج:

_رأيي تقريبًا إن دا هو العريس المنتظر.

سابني وخرج وأنا قعدت فترة على ما استوعبت، قصده إيه؟ معقول قصده..
=استنى يا بابا

نديت عليه بصوت عالي وجريت وراه لقيته قعد في الصالة وشغّل التلفزيون على قناة الأخبار، سألته:

=قصدك إيه؟

وطّى صوت التلفزيون وبَص لي وقالي:
_ واحد اتصل عليا النهاردة وقال إنه عايز يطلبك مني وبيستأذن عشان يجي البيت، وقال كمان أنه دفعتك.

قلبي دق، بس ثواني ما يمكن يكون مش هو، لأن في كذا واحد من الدفعة كانوا عايزين يتقدموا، سألت بابا وأنا خايفة من الجواب:

=طب طب أنت عرفت منين إن هو دا اللي.. يعني..مستنياه وكدا؟

بابا ضحك على التوتر اللي أنا فيه وقالي:

_متقلقيش، بيقول اسمه مالِك، مش هو دا بردو اللي اسمه مكتوب على الحيطة جنب سريرك.

يا ربي اتكشفت، دخلت على جوا جري من الكسوف بس قبل ما أدخل بابا ناداني فوقفت.

_اديتله معاد يجي بكرة إن شاء الله.

هزيت راسي ودخلت الأوضة فضلت اتنطط من الفرحة وأدُور كدا وكدا في كل مكان، معقول الحب يعمل في صاحبه كدا؟ في ثانية يجرح قلبه ويعذبه وفي ثانية تانية يخليه زي الفراشة طاير في كل مكان؟ دلوقت بس أقدر أقول إن أوضتي بعد ما كانت ضيقة عليا من الحزن دلوقت ضيقة بردو بس من الفرحة هه، الأوضة مش سايعاني ولا سايعة أجنحتي، فتحت دولابي وفضلت أطلّع كل الهدوم اللي فيها، لازم أختار أحسن طقم عندي، ولا إيه رأيكم أشتري جديد، أنا محتارة مش عارفة أعمل إيه، سيبت حاجتي وفضلت أدُور تاني في المكان، وأخيرًا وقفت وقررت أجيب كشكولي وأدوّن فيه اللحظة المهمة جدا دي في حياتي، جملة واحدة خطرت على بالي وقتها فكتبتها:

"في اليومِ الذي فقدتُ فيهِ الأملَ، أتيتَ أنتَ ورددتهُ إليَّ".♥️

متنسوش الڤوت ورأيكم بيشجعني.
دعاء عبد الحميد.

اسكريبتات متنوعةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن