«seventeen»

85 5 0
                                    

¤¤

اوووه! هذه الصورة لا تتبع إرشادات المحتوى الخاصة بنا. لمتابعة النشر، يرجى إزالتها أو تحميل صورة أخرى.

¤¤

عندما دخلنا إلى المَنزل، توجهتُ على الفور لجمع الأغطية المُتبعثرة في أرجاء المَنزل تماماً كالمرة الأولى التي أتى فيها تايهيونغ إلى منزلي، وعلى عكسِ المرةِ الأولى هو قامَ بخلعِ حذائه وجلسَ على الأريكة.

وأنا جلستُ في المَطبخ؛ أبعدتُ النفايات المُتراكمة فوق الطاولة في جهودٍ محمومة لإعداد رُسوماتي، تجمدتْ يدي لجزءٍ من الثانية عند اقترابها من إناء الأزهار الميتة، لكن فقط لثانيةٍ واحدة.

عبرَ مدى رؤيتي شاهدتُ تايهيونغ يلفُ جسدهُ في البطانية قبلَ أن اخفضَ بصري نحو فرشاةِ الرَسم؛ حككتها و غَمستها في الطِلاء ثُمّ سحبتها وعدتُ لأرفعَ بصري مُجدداً وعندها رأيتُ تايهيونغ يجلسُ أمامي على الطاولة حيثُ كانَ يريحُ ذقنهُ فوق كَفّيهِ بينما يُراقبني.

"إنّها—" أنهى جُملتهُ إثرَ غصةٍ وتنهيدةٍ مخنوقة؛ نوعٌ جديد من علاماتِ الترقيم التي آملُ ألا أسمعها مَرةً أخرى، إنّهُ يُحدق في الزهور البَريّة وبُقعِ الدمِ البُني بتعبيرٍ هَش ومُرتعش "أنا— لقد كنتُ أرغبُ في قطفِ بعض الزهور البَريّة في الليلةِ التي اختفيتُ فيها" همسَ و فُرشاتي توقفت عن الحَركة كما هو الحالُ مع عيني التي توقفت عندَ خاصتهِ.

"لأجلبهم إلى هُنا لكنّ حبيبي— حبيبي السابق، أعني أخاهُ وصديقهُ قاما بمُهاجمتي، جونغكوك أنا لنْ أكونَ بأمانٍ مُطلقاً" قامَ بسحبِ البطانيةِ للأعلى تزامناً مع إنهيارهِ، دفنَ وجههُ بينَ كفيهِ وبدأ بالبُكاء والنَحيب.

اسقطتُ فُرشاةَ الرسمِ خاصتي مُتجاهلاً بقعَ قوسِ قزح التي لطختْ الأرضية وسارعتُ للذهابِ إلى جانبهِ "تايهيونغ، أرجوكَ أنظر لي" رجوتهُ مِراراً و تكرارًا حتى فعلَ ما طَلبتْ حيثُ رفعَ عينيهِ المُعذبتينِ بطريقةٍ غير عادلة نحوي، لماذا العالمُ قاسٍ للغاية؟

"هذا ليسَ خطأك" قلتُ، تذكرتُ عندما سألتهُ عن الكدمةِ الأولى التي رأيتها "وأنتَ ستكونُ بأمان اذا ما بقيتَ معي، سأبذلُ قُصارى جهدي للحفاظِ على سلامتكَ" قلتُ بنبرةٍ جادة وحدقتُ في عينيهِ بشكلٍ يائس بحثاً عن أي ردةِ فعل "لماذا؟" هو هَمس؛ يزفرُ الكَلمة بإنهيار من الأذى الخَالص.

"لأنني أهتم لأمرك" هو ابتعدَ عن مَقعدهِ وتَقدم ليجلسَ في حِجري حيثُ قمتُ بلفِ ذراعي حولَ جسده، أشعرُ بهِ يرتعشُ و يَجفل بينما أنا شعرتُ بحالةٍ من الهذيان؛ لأنّ هذا الفتى الذي كانَ ذاتَ مرةٍ مرعوباً من جعل أي أحد يقومُ بلمسهِ أصبح يثقُ بي.

"لا أستطيعُ البقاء معكَ إلى الأبد" غمغمَ تايهيونغ "بالطبعِ أنتَ تستطيع" أجبتهُ على الفَور "انّهُ فقط— بصفتنا ماذا؟ ماذا نكون نَحن؟"

اوه.

انّهُ لا يُريد أن يكونَ عبئاً في حالِ أننا لا نَعني أيّ شيءٍ لأحدنا الآخر، فجأةً شعرتُ بذلكَ الألم في صدري كما لو أنني قمتُ بفعلِ أمر خاطئ، حتى لو أنني لا أعني شيئاً بالنسبةِ لهُ هو يعني الكثير لي، لماذا لا يستطيعُ أن يرى ذلك؟

"أنا لا أعرفُ ما نحنُ عليه في الحقيقة" قلتْ، أنا لستُ إرنست همنغواي "لكنني لا اعتقدُ أن هذا امرٌ مُهم لأني وبطريقة ما قمتُ بتنمية شعور كبير للإهتمام بك خِلال فترةِ تعارفنا القصيرة" أدركتُ أنّه كانَ يرتجف ثُمّ سمعتهُ يستنشق.

اريدُ أن اخبرهُ أنّه على ما يُرام، سوفَ يكونُ على ما يُرام لكنني لا أعلم ما اذا كانَ سيصدقني أم لا، اريدهُ أن يفعل "انّهُ فقط— لم يَكن لي صديق على الإطلاق من قَبل" اعترف، هو يبدو مكسورًا وضئيلاً كالفتى الصغير الذي كانَ عليهِ قبل سنوات، الفتى الصغير الذي على الأغلب أنّه حُبس داخل قناع النضوج القَسري "اذاً دعنا ندعوا أنفسنا 'أصدقاء'." هَمست وهو أخرجَ نفساً طريلاً و مُهتزاً قبلَ أن يقف.

"أصدقاء" قال بينما يُحدق في عيني بتظرةٍ تحملُ بعضَ الإرتباك والسعادة النَقية، حدقتُ به بدوري أنا أيضاً وفُتنت عندما شاهدتُ الإرتباك يُغادر ملامحَ وجهه؛ لأنّ هذه المَرة الأولى التي اراهُ فيها سعيداً بهذا الحجم، تُشرق الشمسُ من دوائرهِ المُظلمة و تضيء وجههُ بالكامل.

"اللعنة على ذلك!" قال، كلماتهُ غيرُ واضحة لأنّه انحنى وزرعَ قُبلةً على خَدي، قبلَ أن اتمكنَ من استيعاب شعور شفتيهِ ضد بشرتي شعرتُ بلوحةٍ من الزهور تتفجرُ عبرَ جفني، عادَ للجلوس على حجري مرةً أخرى وأنا حلقتُ عالياً في السماءِ بمُفردي، تَخبطتُ لأنني اريدهُ أن يكونَ معي.

عيناي لم تُفارق عينيهِ أبداً ، وعلى الرُغم من أنّه بعيد الا أنّ الأكسجين بدأ في الانحسار "هـ هل أستطيع؟" سألت وهو فَهم مَقصدي بعد ثانيةٍ من مغادرةِ الجملة لفَمي ثُمّ انضمَ إلي في السَماء.

انضمَ إلي لأنّ شفتاي اصبحت ضد خاصتهُ الآن، نحنُ لطيفان للغاية ونتحركُ بنعومة، مُرتعشان كالنبتة العناقية بلونٍ أصفر باهت، نغماتهُ الرمادية والزرقاء ذابتْ في داخلي حتى شعرتُ أنّها تمطرُ داخلَ رأسي وأصبحتُ أتنفسهُ.

عندما لامستْ أقدامنا الأرض مُجدداً بدأ بالضَحك كما لو أنّه قامَ برفعِ جرحه وألمهُ إلى السماء، كما لو كانَ كانَ يُعلمني أنّه يحاولُ التَخلي عنهُ "سأكونُ دائماً هُنا" أخبرتُ تايهيونغ.

أخبرتُ تايهيونغ عن المَطر وعن الرسومات وعنهُ هو عندما كانَ السماء، أخبرتُ تايهيونغ عن الغابةِ الملموسة، أخبرتُ تايهيونغ أنني أغدو شخصاً آخر عندما أكونُ برفقته، أنا لستُ بيكاسو وإنما شخصٌ أفضل؛ أنا إرنست همنغواي.

¤¤

الفَصل القادم هو الأخير 🤍.

Something In The Rain ♤ Tk حيث تعيش القصص. اكتشف الآن