فقدان ألامل

10 1 2
                                    


هل سيبقى حالنا هكذا...ماذا عنها مازالت صغيرة على تحمل كل ما يحدث...هذا ما كان يعتلج في نفس سام حتى خرجت شقيقته من مدرستها وقطعت سلسلة أفكاره  أتجه نحوها وهو مبتسم وقال: كيف حالك أكل شيء بخير معك؟ تبسمت وقالت:أجل أنا بحال جيدة ماذا عنك أليس الجو بارد عليك؟ رد سام:كلا أنا أرتدي ما يكفي من الثياب لا تقلقي.. هيا لنذهب إلى المنزل، قالت: حسنا، قال وهم يسيرون: ريم...أنا متأسف جداً لقد ذهبت مبكراً للتدريب لم أستطع أخذك..قاطعته وقالت:لابأس، لاحظ سام أنزعاجها سألها قائلاً:هل انتِ بخير حقاً؟ قالت:انا فقط اشعر بالجوع لم أكل شيئاً منذ البارحة غضب سام وقال:ألم يعطكِ والدي مصروفاً؟ قالت:كلا أنتَ تعلم أنه لا يعطيني أبداً، قال بصوت خافت:كم هو لئيم أخبرته أن يعطيها نظر إليها وقال:لابأس سوف أشتري لكِ طعاماً نظرت إليه وقالت:كلا كلا إنهُ مصروفك لا تنفقه يمكنني ألاكل في المنزل قال: لابأس عزيزتي تعلمين أن اول وجبة في اليوم يجب أن تكون مميزة، أبتسمت ريم وقالت: حسناً إن كنتَ مُصراً فلا بأس، ذهب سام الى احد المطاعم برفقة اخته وعندما وصلوا قال لها:انتظريني هنا هزت ريم رأسها بالموافقة دخل سام وهو متوتر...متوتر وخائف أن ما لديه من نقود لا يكفي لشراء الوجبة فاتجه نحو البائع وطلب وجبته وبعد دقائق اصبحت وجبته جاهزة واخرج سام النقود واعطاها للبائع نظر البائع إليها وقال:أنا آسف لكن ثمن الوجبة أكثر مما أعطيتني، توتر سام أكثر وقال:أيمكنك أعطائي إياها وسأعطيك النقود في المساء، قال البائع:متأسف جدا لكن هذا غير ممكن، نظر سام إلى أخته من خلال الزجاج وقال بصوت خافت:لن أخيب ظنها، وتذكر فجأة أن لديه مال احتياطي خلف هاتفه أخرج المال واعطاه للبائع وخرج إليها أعطاها الطعام وقال وهو مبتسم:ساخن ومناسب لهذا الجو البارد، فرحت ريم كثيرا اخذت الطعام ونظرت إليه وقالت:رائحته.... أتجهت نحو سام واحتضنته وقالت:أشكرك أقدر كل ما تفعله لي، وضع سام يده على رأسها وقال:أنت تستحقين..، قاطعت حديثه بأخذها للطعام وبدأت تأكل بينما يتأملها سام...يتأمل كيف تأكل وكأنها لم تأكل منذ ايام وبدا سام يتسائل:لماذا يفعل والدي كل هذا إن كانت أمي فعلاً خائنة فما ذنب ريم على ألاقل شكلها البريء... ألا يشفع لها؟... قلبي محطم عليها قاطعت ريم أفكاره وقالت:سام سأكمل الاكل في المنزل، نهض سام وقال: حسنا هيا بنا ، وبعد دقائق وصلوا إلى المنزل دخل سام الى المنزل ووجد والده جالس أمامه يشاهد التلفاز قال سام:صباح الخير، نظر والده إليهم وقال أين كنتم كل هذا الوقت رد سام:لقد احضرت ريم مِن مدرستها نظر والده إلى ريم ورأى طعامها وقال:من أين لكِ هذا؟ قالت ريم لقد اشتراه... قاطعها سام وقال:ليس من شأنك، نظر والده إليه بغضب وقال:كيف تجرؤ على الحديث معي بهذه الطريقة، شعرت ريم بالخوف وقالت:سام توقف ارجوك لا تتحدث هكذا، قال سام بصوت عالي:وماذا يريد بطعامك، نظر إلى والده وقال:أخبرتك بألامس أن تعطيها مصرفاً، أمسكه والده مِن قميصه وقال بغضب:لست أنت من يخبرني ما افعل وإن تحدثت معي بهذه الطريقة مرة أخرى أخرج من منزلي ولا ترني وجهك أفهمت؟ نظر سام إليه وأبعد يده قالت ريم توقف سام أرجوك، أخذ والدها الطعام منها وقال هيا أغربوا عن وجهي، غضب سام واتجه نحو والده أمسكت ريم يده وقالت دعه يأخذه ارجوك فقط أتركه نظر سام إليها بحزن وقال:حسناً، ذهبت ريم الى غرفتها، تبعها سام الى غرفتها ولاحظ ملامح الحزن على وجهها جلس سام بجانبها وقال:كم عمرك ألآن؟ قالت:لماذا هذا السؤال ألآن؟ قال:مؤكد أنكِ تسائلتي لماذا يفعل والدي كل هذا معك أنت خصيصاً، قالت:أتعلم لماذا يفعل هذا؟ قال:أجل لكن ليس وقتها ألآن، قالت:لا لا اخبرني ما تعرف لا تدعني هكذا في حيرتي، نظر إليها سام بصمت قالت:تحدث ماذا تعرف؟ قال: حسنا سأتحدث...أمي قبل أن تفارق الحياة...كانت تعمل في شركة وكان هناك شخص معجب بها ولاحظ والدي هذا الشيء جن جنونه لكن طمئنته امي أن كل شيء بخير... واستمر في شكوكه حتى حملت بكِ وانجبتك وبعد أسابيع كانت امي في الشركة حتى تأخر الوقت وحل الليل وكانت تلك الليلة ليلة ماطرة عاصفة انتظرت أمي والدي حتى يعيدها الى المنزل لكنه تاخر عليها فأتى الرجل... الرجل الذي يظن أبي أنه عشيقها عرض عليها أن يوصلها إلى المنزل لم يكن لديها خيار آخر فاخذها الرجل بسيارته والعاصفة تزداد سوءً أكثر فأكثر حتى أنحرفت سيارتهم عن الطريق وانلقبت سيارتهم وأخذت تتقلب حتى توقفت وكنت انتظر أمي ليلتها كنت قلقاً عليها وما يزيدني قلقاً إلا بكاؤكِ وكأنك علمتي أنها قد فارقت الحياة وفي صباح اليوم التالي تم إبلاغ أبي عن جثة أمي وكانت قد ماتت نتيجة لكسر في رقبتها....، قالت ريم وهي تبكي أكمل ماذا حدث، قال:حسناً...عندما علِمَ والدي أن امي كانت ذاك الرجل تيقن أنها تخونه وتيقن أنكِ لستِ أبنته... لكن أخبروه موظفوا الشركة أنه لاشيء بينهم واوصلها بنيةٌ طيبة، قالت ريم وهي تبكي:ألهذا السبب يعاملني بهذه الطريقة لكن لماذا لا يتأكد... يتأكد إن كُنت أبنته أم لا، رد سام:لقد تأكد وأنت أبنته فعلاً لكنه يكرهك لكره أمي،قالت بحزن:لكن لماذا ما ذنبي انا، قال: أنت تشبهيها جداً بعينيك الزرقاوتين ببشرتك الثلجية وشعرك الذهبي وبرائة ملامحك كأنكِ هي...لهذا يتذكرك عندما يراكِ كما انا اتذكرها، أنزلت رأسها والحزن يعتريها...أقترب سام منها وقال:لابأس أنا معك لن أجعله يؤذيك أعدك...أعدك انني سأعوضك عن كل شيء ما حدث وما شعرتي به ، نظرت ريم إليه بعيون باكية وقالت:لا اعلم ماذا كنت سأفعل من دونك انت الشيء الوحيد الذي يعطيني الطاقة للأستمرار في الحياة، تأثر سام بكلامها واحتضنها. لكن فجأة أتصل هاتف سام أخذه ورد على الإتصال

السجن الحالمحيث تعيش القصص. اكتشف الآن