أجلسُ علَى العشبِ أنظرُ الى تلكَ الأوراقِ وَ هِي تترَاقصُ علَى أغصَانِ الأشجارِ تعزفُ ألحانٌ كأنهَا تَهُويدةُ مَا قبلَ النومِ عزفهَا جعلنِي أغِيبُ عن أرضِ الواقعِ فتَبَادرَ الى ذهنِي سُؤالٌ مَن نَكُون؟
أنحَنُ المُنَافقُونَ الذِينَ يَدعُونَ أنهَم ملائكةُ فِي العَلنِ ثَم يَقتَاتُون لحَم البَلِيد فِي الخفَاءِ.
أم نحَنُ البَلِيدُ الذِي يُقتَاتُ لَحمهُ فِي كُلِ وَقتًا.
أنَحنُ القَاسِيةُ قلُوبَهم الذِينَ يطَمعُونَ بَأرضٍ خَضرَاءٍ كَثرت خِيرَاتهَا وَهِي لِيستْ لَهم فَرَاحُ يسفكُونَ الدمَاء فِيهَا وَينهَبُونَهَا، حتَى أصبحَتْ تَلكَ الأرضُ حَمرَاءٌ.
ثَم يصَرخٌ بَأنهَا أرضُ أجدَادهم قَبلَ الألفِ سنةٍ وَأنَهم يرِيدُون أسَتعَادتهَا.
أم نَحنُ المَهزُومِينَ الذِينَ سُلبَ وَطنهم، وَقتلَ رجَالهم ،وَأستَبَاحُ نسَائهم، وَتَشردَ أطفَالهم.
فطلبُ الأسغَاثةَ من أنَاسٌ أصَابهم العمَى وَ الطَرِش.
أنَحنُ الكَاذبٌ الذِينَ يصعدونَ المنصَاتِ، فيعطونَ وعُوداً لَا يُوفُونَ بهَا، حتَى يشغلوا المنَاصب وَيملئُونَ الجِيوبَ بالمَالِ.
أم نَحنُ من كُذَب عليه فأعطَى صُوتهُ وَ رًاح حقهُ، فلم يكن هنَاك من يسمعُ صُوت شكُواه.
أنَحنُ القَاتلُ الذي أمسكَ السلاح فقتلَ أخِيه بسببِ غضبهِ علَى شيءٍ لم يستحقُ حتَى أراقةَ قطرةِ دمٍ.
أم نَحنُ المقتُول الذي هُدرت دمَائهُ وَ زهقت روحهُ وَ تلاشت أنفَاسهُ فذهبَ قبلَ مُوعدهِ.
أنَحنُ من خَاف علَى الحِيوانَاتِ فطَالبَ بحقهَا وَ رعايتهَا ثم بدأ بأنشَاء المنظمَاتِ.
أم نَحنُ من خَاف علَى أرُواحِ البشرِ فرفعَ صُوتهم وَ أستنجدا لحمَايتهم من الظلمِ.
وبينمَا أنَا شَاردةٌ فِي تلك البقعةِ الخَضراء هبَّ نسِيمٌ أعَادنِي الى أرضِ الواقعِ، فبدأت عجلات عقلِي بالدُوران لتعطِي أجابةٌ علَى سُؤالي.
نَحنُ مجرد أنَاسٌ مَلأنَا قلوبنَا بالنفَاقِ، وَ أغلقنَا عيُونَنَا بسِتَارِ الأنَانِية فلم نبصرْ الحقَ وَلن نبصرهُ، وَقصصنَا لسَان الحقِ فلم يَخرج من أفُواهنَا سُوى الكذبُ.
نَحنُ من كَان يشَاهدهم وَهم يقتَاتُونَ لحُوم البَلِيد وَلكننَا لم ندَافع عنهم، بَل علَى عكسِ ذلك كنَا نشجعُ وَنهتفُ بأسمَائهم. وَلَكننَا فِي ذاتِ الوقتِ نطلبُ من ذلكَ البَلِيد الصبرَ حتَى يُبصر النُور.
نَحنُ المنَافقُونَ حقاً وَلا أحدَ غيرنَا.نَحنُ من طمعَ بتلكَ الأرض الخَضراءِ فأصبحنَا مثلَ الشِياطِين التِي تُوسُوسُ للعدوِ حتَى أحتلهَا. ثم رفعنَا رايتنَا البِيضَاء للمهزومِين قَائلِينَ ان الأرضَ أرضكم أنتم من يجبُ ان يدَافعُ عنهَا وَمَا علينَا سُوى الدعَاء بالنصرِ، متجَاهلينَ صرخَاتهم وَ تُوسلاتهم وَدماء شهدائهم.
نَحن القَاسِيةُ قلوبهم حقاً وَلا أحدَ غيرنَا.نَحنُ من رفعَ صُوت الكَاذب الى المنَاصَاتِ وَ شجعنَاهُ علَى ذلكَ بل وَ ملأنَا جيُوبهم بالأكَاذبِ وَ الطمع. نَحنُ من أخرسنَا المظلُومَ بقطعِ لسَانهِ كِي لَا يصرخ وَ يقُول الحقِيقة. نحنُ الكَاذبُون فعلاً.
نَحنُ ذلكَ السلاح الذي قُتلَ بهِ البريء نَحنُ من زرعَ الفتنةَ بِين أخُوين بسببِ غيرةٌ فتركنَا الأمَ تصرخُ علَى حَالهَا. كنَا أشبهَ بالقَاتلِ الذي ذهبَ لتعزيةِ ضحِيتهِ.
نَحنُ من أسَاءُوا الى الحيُوان ثمَ طَالبوا الرفقَ بهِ ، نَحنُ أيضاً من نظر الى النَاسِ نظرة أستحقَارِ ثم شجعُوا علَى حمَايتهِ من الظلمِ وَ الفسَادِ.
رغمَ أن الربَ وهبنَا العَاطفةَ ألا أننَا كنَا أكثر قسَاةِ من الحجرِ وَ أعطَانَا العلمَ فلم نستخدمهُ ألا للفسَادِ وَ إيذاءِ بعضنَا البعض.
أحسستُ بشخصِ يضعُ يده علَى كتفِي فيديرنِي إليهِ
"رُمَانة مَا بكِ أنَادِي عليكِ منذُ فترةِ وَ لكنكِ لَا تجِيبين!"صنعتُ لهُ أبتسَامةٌ صغِيرة كِي أجعلهُ يطمأنُ ثمَ وقفتُ أسيرُ أمَامهُ.
"لَا تقلق لم أسمع صُوتَكَ"أستَدرتُ أنظرُ له وَ هُو واقفٌ فِي مكَانهِ.
"مَا بكَ ألن تأتِي أم أنكَ تريدُ البقَاء فِي الحقلِ؟"
"بل أريدُ أن أدخلَ الى رأسكِ المعطُوب لأصلحهُ"ضحكتُ علَى كلمَاتهِ ، ثمَ خطرَ فِي بألي أن سألهُ بمَا جعلَ ذهنِي غَائباً. إذ تُوقفتُ عن السِيرِ حتَى تُوقفَ هُو فاستَادارَ ينظرُ لِي بنظراتِ متململةٌ.
"مَاذَا الأن. أنسِيتِي شيئاً هنَاك أم أنكِ فقتدِي عقلكِ بسببِ زهُور الأقحُوان؟"
"لَا هذا وَ لَا ذاكَ بل هنَاكَ سؤالُ فِي بألي"
"لَا تسألي، لأنِي لستُ فِي مزاجِ لفلسفتكِ"
زفرتُ أرفعُ غرتِي عن عينَاي لأسيرَ بجُوارهِ أصدمُ كتفِي بذراعهِ ثم أسبقهُ بالذهَابِ الى المنزل.
.
.
.أتمنى ان تتجاهلوا الاخطاء اللغوية TT
قبل الذهاب ((اللهم أحفظ بلاد المسلمين من كل ظالم يريد بهم السوء يالله))
دمتم في حفظ الرحمان 💙
أنت تقرأ
my life note
Randomتنَاثرت الكلمَات علَى أورَاقِ بِيضَاءٍ ملطخةً إيَاهَا بواقعٍ مدنسٍ مَاسحةً خِيَال طفلةً ظنتْ انهَا أمِيرةٌ فِي أرضِ الأحلامِ. . . . مَا يكتبُ هنَا هُو الواقع الألِيم الذِي نهربُ منهُ فإن كنتَ تظن أنهَا روايةٌ أو قصةٌ كقصص أمِيراتِ دِيزنِي فأنَا أسفة...