1- | النِداء الأخِير |

311 53 132
                                    

❆ ❆ ❆
- رمز الإنسانية = الطبِيب
❆ ❆ ❆
Dr. ALAN
❆ ❆ ❆

في غرفة مكتب كبيرة ، ذات جدران مزينة بصور أطباء المستشفى و الجوائز مُعلقة بأيدٍ فخورة ، أجلس أنا.. آلان إيستوود، على كرسي الجلد الفاخر لأخي ، ألعب بالكرسي و أدور بمكاني كطفل تم حبسه هنا لبعض الوقت، انتظر عديم الإحساس يشرّفني، كان المكتب يعبق برائحة الكتب -و كأنه يقرأ- و عبق الورود المنسقة بعناية في زوايا الغرفة..

النافذة التي أتأملها تطل على حديقة المستشفى، حيث تتراقص أشعة الشمس على أوراق الأشجار المتمايلة برقة مع شمس الصيف الحارقة ، و هناك بعض المرضى مع الممرضين و الممرضات يستنشقون هواء الصيف الحار..

بالمناسبة، أنا لا أحب الصيف ! تبدو أيامه و كأنها تئن تحت وطأة الشمس الساخنة، و تصبح الليالي كسجائر محترقة ! تصبح نفسيتي حارة وصعبة الرضا كذلك ؛

-لا تتحدث معي، أنا أشعر بالحر!
-من قام بأكل الآيسكريم خاصتي أسأل الإله بأن يحرق معدتك أيها الوغد !

أنا حرفيًا كهذا الشخص في الصيف... كان زملاء السكن في روسيا يعانون مني في هذا الفصل...

أشتاق للظلال الباردة تحت أشجار الخريف ، و للأمطار التي تعزف سيمفونية هادئة على نوافذ الشتاء ، و أحن إلى ليالي الربيع العطرة ، لكن الصيف ؟ إنه فصل يجبرني على الانغلاق داخل جدران شقتي هربًا من حرارته اللاهبة -إن كان هناك شيء هربت منه طوال الخمسة و عشرين عامًا فهو الصيف-

تنقر أناملي على فخذي بنفاد صبر، عدة دقائق أخرى و سمعت خطوات أحدهم نحو المكتب، فُتح الباب..

كان ظهري يواجه الباب، لذا عندما دخل عديم الإحساس، أدرت الكرسي ببطء مع ابتسامة مستفزة على ثغري رفعت يدي ألوح لصدمته برؤيتي التي تعافى منها على الفور. " مرحبًا، يا أخي. "

خطى بخطوات ثابتة و واثقة إلى الداخل، بينما أنا وضعت مرفقيّ على الملفات الطبية التي تكدست في طاولة مكتبه وهناك قلم ذهبي جذب انتباهي منذ أن جلست هنا، رفعت نظري إليه و أملت رأسي مُطالبًا بتفسير لمَ لم يرحب بي ترحيبًا حار ؟ هل يجب أن أزين هذا القلم الذهبي بدماء صاحبه ؟

_أنا أدعمك !
قال قلبي بحماس.
_لقد دخلنا السجن لليلة واحدة و كدت أن تتوقف عن ضخ الدم أيها الجبان.. توقف عن دعم هذا المجنون بكل شيء.
رد عقلي يذكرني بتلك الحادثة المؤلمة في روسيا..

Crazy Doctors | جنون الأطبَاءحيث تعيش القصص. اكتشف الآن