كان الجو عاصفا و صوت الرعد لم يعطي راحة لآذانهم..كأنما الطقس علم بما في قلبها من ألم في كل إحياء لهذه الذكرى المروعة..كأنما الحياة تخبرها أنها تقاسمت معها غضبها و لوعتها التي عاشت بها لسنوات..
يقولون أنّ الدّنيا كلها ليست سوى فصل واحد من رواية سوف تتعدد فصولها، فالموت ليس نهاية القصة..وإنما بدايتها.. كانت على يقين أن طريق الحياة الشاق إستقبلها في ذكرى هذا اليوم منذ 22 عاما..
لم تمنعها الأمطار الغزيرة من الخروج من السيارة..حسنا ربما حرارة الألم داخلها جعلت برد شتاء ألمانيا كنسيم يربت على كتفاها.
سارع ذاك الشاب الذي نزل من مقعد السائق يحمل المظلة ركضا نحوها..ألقا نظره لوهجها الذي كان شبه منعدم الملامح وهي تحدق بالقبور من حولها..ولكن ورب السماء كانت كأحد آلهة الجمال..أية في الحسن في كل حالاتها..
" ما رأيكي أن لا نبقى في الخارج كثيرا فأنا لا أود أن يمر على مسامعي تذمركي في كل مرة تصابين فيها بالبرد "نظرت له رولينا وقد ظهر شبح إبتسامة على ثغرها المتورد من البرد..إكتفت بأن اخذت بالمظلة منه ثم تقدمت نحو المكان المحدد.
لما لم تستطع التعود إلى اليوم؟ لما في كل مرة تظن أن سيرورة الحياة عالجت جراحها فتعود إلى هذا المكان تجد أن ألمها مزال على حاله ؟
كيف لشخص أن لا يعتاد عل رؤية والداه في القبر وهو يزورهم هنا لأكثر من 21 سنة..جثت على ركبتيها بين قبر والدها و أمها تنظر باعين خاوية.. كأنما حقيقة فقدانهم لا تتبين لها إلا عندما تحظر لزيارتهم..كأنما فقدانهم يأخذ صخب الحياة من عسليتاها اللّتان لمعو بسبب دموع لم تسمح لهم بالنزول
"مرحبا عزيزاي..أعتذر عن هذا الغياب الطويل..فالحياة لشخص يحارب بمفرده تصبح صعبة مع مرور الأيام صدّقاني.."فتحت الخيط الجامع لباقة الورد التي في يدها و قسمتها إلى جزيئين ثم وضعت جزء فوق قبر والدها و الآخر فوق قبر والدتها..
ابتسمت لهم وهي تعود للوقوف مجددًا.
كم يصبح القدوم إلى هذا المكان يرهقها أكثر كل مرة.. هل حرمتها الحياة من نعمة التعافي؟كان كايا بنظر لها من مسافة ليست بالبعيدة.. محترما رغبتها في قضاء هذه الدقائق لوحدها..
لم يكن هو كذلك في أحسن حالاته. فرؤية الفتاة التي يعتبرها أخته الصغرى تتالم هكذا ليس بالأمر الهين..تنهد يعيد رأسه للخلف متأكا على السيارة سامحا للمطر ان يبلل كامل وجهه...
دقائق حتى شعر بها تقترب منه بخطى بطيئةرفع رأسه يراها ترمقه بتلك النظرة.. نعم وكيف لا يعلم معناها فهي كل ما تألمت قست على نفسها وابتسمت تلك الابتسامة الغريبة.. فلن يستطيع أحد معرفة أنها قناع برعت في لباسه دائما..
"هيا أيها الوسيم هل مازلت تود اللعب بالمطر؟"
YOU ARE READING
"لعنة الحب ||Curse Of Love "
Actionلم يكن يوما سهلا.. فمن قادو هذا العالم الغامظ منذ ألاف السنين لم يخلقو من العدم إنما ولدو من أرحام خلقت لاحتواء الوحوش فمنهم من روّض وحوشه وسعى نحو سن قوانين تحت ما يسمى بالمثالية و الكمال..و منهم من أطلق العنان لشياطنيه لتعيث في الأرض فساد تحت ما...