عالم الأسرار
.
.
.
.
.
كان صباح يوم جديد في الجامعة، حيث تجمع الطلاب في أروقتها لحضور محاضراتهم. كانت الأجواء مليئة بالحماس والنشاط، وبين هؤلاء الطلاب كان سليم ونور، متحمسين للقاء بعد ما حدث في الليلة الماضية. عندما التقى الاثنان في الساحة الرئيسية، لم يتمكنا من إخفاء حماسهما، ومع ذلك كان هناك توتر يلوح في الأفق.
.
.
."صباح الخير، نور!" قال سليم مبتسماً، محاولاً إخفاء قلقه.
"صباح الخير، سليم! هل نذهب إلى المكتبة؟ أعتقد أننا بحاجة للحديث بعيداً عن الأعين الفضولية." أجابت نور بنبرة متوترة.
توجها إلى المكتبة، حيث كان المكان هادئاً ومناسباً للنقاش. اختارا زاوية بعيدة عن الأنظار وجلسا. بدأت نور تتحدث وهي تنظر حولها بحذر.
"إذاً، ما الذي حدث بالضبط؟ كنت أفكر طوال الليل في الأمر." قالت نور بقلق واضح في عينيها.
أخرج سليم الخاتم من جيبه ووضعه على الطاولة بينهما. "هذا هو الخاتم الذي وجدته، وعندما قرأت الرموز عليه، ظهر الضوء و... ثم حدثت تلك الكتابة الغامضة."
نظرت نور إلى الخاتم بفضول وقالت: "هل تعتقد أنه... يا إلهي! انظر، إنه يضيء مرة أخرى!"
وفجأة، بدأ الخاتم يشع بضوء خافت. ظهرت كتابة جديدة على الجدران، لكن هذه المرة، لم يكن أحد يستطيع رؤيتها سوى نور وسليم. كانت الكتابة تتشكل ببطء وتقول:
"مرحباً بكما. ستكون هذه أولى تعليماتي. سأطلب منكما أشياء خلال الفترة القادمة. كل ما أطلبه منكما هو الثقة، وعدم إخبار أحد بما ترونه أو تسمعونه. إذا تم تفشي هذا الخبر، ستكون العواقب وخيمة وستحدث أمور سيئة."
شعر الاثنان بالارتباك والخوف يتسللان إلى قلبيهما. حاول سليم التظاهر بالهدوء، لكنه كان يشعر بضغط هائل.
"يبدو أننا قد وقعنا في مغامرة حقيقية، من يعلم أن هذا اليوم سيأتي؟" قال سليم بجدية محاولاً إخفاء توتره.
ابتلعت نور ريقها بقلق وقالت: "أنا حقاً قلقة، سليم. ماذا إذا لم نستطع الحفاظ على السر؟ ماذا إذا حدث شيء سيئ؟"
ابتسم سليم محاولاً التخفيف من التوتر وقال: "يا نور، أعلم أنك تتحدثين كثيراً ولا تستطيعين الحفاظ على الأسرار، لكن هذا سيكون تحدياً جيداً لك. فكر في الأمر كتمرين على الهدوء والصمت."
ضحكت نور قليلاً رغم قلقها وقالت: "أنت تعرف أنني لا أستطيع إخفاء شيء، لكن سأحاول. على الأقل، سنرى إلى أين ستأخذنا هذه الرحلة الغامضة."
تابع النص المكتوب على الجدران: "ستجدان أن كل شيء سيُكشف في وقته المناسب. لكن تذكرا، السرية التامة هي المفتاح. إذا تم كشف الأمر، ستكون العواقب كارثية."
نظر سليم إلى نور بجدية وقال: "حسناً، يجب أن نكون حذرين. لا يمكننا المجازفة."
أومأت نور برأسها وقالت: "حسناً، سنحافظ على السر. دعنا نرى إلى أين ستأخذنا هذه الرحلة الغامضة."
بينما كانا يغادران المكتبة، كان هناك شعور غريب يسيطر عليهما. شعور بالمغامرة والخوف من المجهول. لم يكن الأمر مجرد لعبة أو قصة خيالية، بل واقع جديد عليهما التعامل معه بحذر شديد.
على الطريق إلى المحاضرة، حاول سليم التخفيف من التوتر مرة أخرى بقوله: "على الأقل، لدينا شيء لنتحدث عنه بعيداً عن المحاضرات المملة. من كان يظن أن حياتنا ستتحول إلى قصة خيالية؟"
ضحكت نور وقالت: "إذاً، هل تعتقد أن علينا أن نتدرب على الصمت أكثر؟"
أجاب سليم مبتسماً: "نعم، ربما. وأيضاً، علينا أن نجد طريقة للحفاظ على هذا السر. أتساءل ماذا سيطلب منا هذا الخاتم في المرة القادمة؟"
وفي تلك اللحظة، شعرا بأنهما ليسا وحدهما في هذه المغامرة. كان عليهما الاعتماد على بعضهما البعض، وأن يكونا مستعدين لكل ما سيأتي. وبينما كانت الكلمات تتلاشى من على الجدران، كانت مغامرتهما قد بدأت حقاً، مغامرة ستغير حياتهما للأبد، وربما حياة الكثيرين من حولهما.